الدارالبيضاء - صفاء السعيدي
تستعدّ فرقة "الرّيف للمسرح الأمازيغيّ" من الحسيمة، بتعاون مع فِرْقَتَيْ "MC" من أمستردام، و"مسرح البحر" من مارسيليا، لتقديم عمل جيِّد ومتميِّز بكلّ المقاييس في المغرب وهولندا، يحمل عنوان"Foot et moi La paix"، ويجعل من تيمة كرة القدم هويَّة للشّعوب، وموضوعًا دسمًا يمتزج فيه المسرح بالفرجة، ويوظّف 4 لغات هي الأمازيغيّة، والعربيَّة، والفرنسيَّة، والهولنديَّة. وسبق أن قدَّمت هذه الفرق الثَّلاث ثمانية عروض من العمل المسرحيّ في فرنسا، بمشاركة ممثّلين من المغرب هم: محمد بنسعيد وحدوش بوتزوكنت، ومن فرنسا: مانويل دياز وكارول ارنت، ومن هولندا: كون كرولن وعمر أحداف، ومن إخراج الفرنسيّة فريدريك فوزيبي، والهولنديّين مارتان فان هينت ومايك فان الفان، وشارك في صياغة الحوارات كلٌّ من الكاتب المسرحيّ المغربيّ الشّابّ لعزيز إبراهيمي، والباحث الإثنوغرافيّ الفرنسيّ كرستيان برومبرغر، ومن المرتقب أن تخصّص الجولة المسرحيَّة بكلّ من المغرب وهولندا في شهر يناير المقبل. وفي تصريح لـ "المغرب اليوم" يقول الكاتب المسرحيّ المغربيّ لعزيز إبراهيمي: "تعود فكرة العمل إلى المرحوم العاقل محمد أقيعان، وهو مخرج مغربيّ كان مقيمًا في فرنسا، وأسَّس فرقة البحر في مارسيليا، الّذي اختمرت في ذهنه الفكرة في أواخر 2008، وبدأ الاشتغال عليها، لكن وافته المنيَّة في سنة 2011، وعزمنا على إتمام فكرته، التي تعكس فلسفته ورؤياه للمسرح وانفتاحه على اللّغات، لأنّ العمل الإبداعيّ ينبغي أن يصل إلى الجمهور مباشرة بغضّ النّظر عن اللّغة التي يتحدّثها". ويُضيف الإبراهيمي "حاولنا من خلال هذا العمل المسرحيّ أن نواصل فكرة المرحوم أقيعان، وتركنا العنوان الذي اختاره كما هو، واشتغلنا أكثر على الحوارات، لنعكس بالأساس اهتمام الشّعوب بكرة القدم، ويجد الجمهور هويّته في هذه الرّياضة والمسرح معًا، كما جسّدنا موضوع الهجرة في هذا العمل، أيضًا، على اعتبار أنّ مجموعة من اللّاعبين المغاربة المهاجرين، ينتمون إلى فرق أوروبية، وفي الوقت نفسه ينتمون لفرق مغربيَّة، وبذلك نكون قد قدّمنا لعشّاق الفنّ والرّياضة عملًا يُرضي أذواقهم".