الرياض – العرب اليوم
في تجربة هي الأولى من نوعها في المملكة، جسد نحو خمسة مكفوفين أدوارهم التمثيلية بنجاح في مسرحية مؤثرة حملت عنوان "أمل وآهات" ، وجرى فيها تقديم رسالة مفادها بأن هذه الفئة موجودة بيننا وتحمل بين جوانحها روحا خلاقة معطاءة مبدعة تتوق إلى مشاركتنا مائدة الحياة، وذلك على مسرح كلية التربية في جامعة الملك فيصل في الأحساء.
والمسرحية من تأليف إبراهيم الخميس، وإخراج خالد الخميس. وأدى المكفوفون المسرحية أمام مدير الجامعة الدكتور عبدالعزيز الساعاتي، ضمن فعاليات احتفالية "يوم الوفاء" لقسم التربية الخاصة في الجامعة، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للمعوق.
وأشار مؤلف المسرحية إلى أن فكرة المسرحية، التي امتدت لـ45 دقيقة متواصلة، تدور في تقدم طالب دراسات عليا للحصول على شهادة دكتوراه في تخصص يحمل عنوان "المكفوفون هم أبطال الإرادة"، واستلزم الأمر الاستعانة بمجموعة من المكفوفين، والتوجه بهم إلى جزيرة لدراسة أحوالهم النفسية والاجتماعية، وهم في طريقهم إلى الجزيرة، غرق المركب في البحر، وأصيب الباحث بعمى كلي جراء غرق المركب، وأصبحوا مكفوفين جميعهم، وأخذ الجميع يبحث عن الطعام والمسكن ومقاومة الأمراض، وتحول البحث إلى آهات للجميع، ومع طموحاتهم العالية استطاعوا بناء منزل، إلا أنه ما لبث سرعان وقد احترق، وتوفي الباحث في الحريق.
وأهاب الساعاتي خلال كلمته في ختام العرض المسرحي، بالجميع إلى حشد الهمم والطاقات وتضافر الجهود مع كافة القطاعات ذات العلاقة بالمنطقة، لاحتضان هذه المشاعر المتدفقة من قبل إخواننا ذوي الإعاقة الذين أبدعوا في رسم "يوم الوفاء"، إذ جعلوا منه أنموذجا للإبداع والتعبير عما يجول في قلوبهم من مشاعر ومتطلبات، مؤكدا أن الإبداع ليس حصرا على أحد ولا تحده إعاقة، مشيرا إلى أن الجامعة قد وضعت في الحسبان متطلبات هذه الفئة هندسيا، وحققت ذلك في منظومتها المعمارية بالمدينة الجامعية، لكن يظل الأمر أكبر من ذلك بكثير، مبينا أن "يوم الوفاء" هو البداية الفعلية بلا ريب لمزيد من العطاء.
وأوضح رئيس نادي الأحساء لذوي الاحتياجات الخاصة الدكتور خليل الحويجي أن المسرحية هي الأولى من نوعها، مشيرا إلى أن هذه المسرحية بجودة أدائها وديكوراتها وتفاعل الجمهور معها ترتقي لتصبح انطلاقة للمسرح في الجامعة للأسوياء قبل المكفوفين