الكويت ـ وكالات
قدمت فرقة مسرح الشباب ثالث عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي تحت عنوان "على الطريق" إعداد خالد أمين وأحمد العوضي وإخراج أمين نفسه. استهل العرض بأجواء تشكيلية تعكس الصوفية حركة وإيقاعاً، يقودها الراوي الذي يستعرض مجموعة من اللاءات المحرمة وهي لا تشرك ولا تزنِ ولا تقتل ولا تكذب، والتعبير عن كل محرم من خلال مشاهد متعددة، بينها مشهد من مسرحية "فاوست" للكاتب الألماني ولفغانغ فون غوته، عن الصفقة التي عقدها الدكتور فاوست أو فاوستوس مع الشيطان مفستوفيليس بأن يمنحه نفسه مقابل تزويده بمعارف غير محدودة وملذات الدنيا، ومشهد آخر عن هند بنت عتبة بن ربيعة زوجة أبي سفيان وانتقامها من عم الرسول حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه عن طريق وحشي أحد عبيدها في معركة أحد وحقق لها مطلبها بقتله، وقامت بشق بطنه ثم نزعت كبده ومضغتها، ومشهد آخر عن نمرود الذي تمرد على الله تعالى وكان أول جبار في الأرض، فأرسل الله البعوض بحيث لم ترَ جيوشه الشمس من كثرته، وسلط الله عليهم هذا البعوض فأكلهم وتركهم عظاماً، أما نمرود فدخلت بعوضة في أنفه ومكثت فيه زماناً طويلاً يعذبه الله بها حتى أهلكه بسبب جحوده وكفره وادعائه الإلوهية، ومشهد عن إمبراطور الصين العظيم تشين شي هوانغ وجبروته، ومشهد آخر من أشهر أعمال موليير "طرطوف" المحتال والمنافق الكريه الذي يختبئ خلف قناع الدين، إضافة إلى مشهد عن عقوق الوالدين. خلط المخرج بين المذاهب أو المدارس المسرحية، قام تارة بكسر الإيهام عبر استخدام الطريقة البريشتية، والواقعية، والاحتفالية الطقسية، والتاريخية، وكوميديا ديلارتي وهو شكل مسرحي له خصوصيته وقواعده، لا يمنع أن تمزج بين هذه الأشكال أو الأنواع ولكن في سياق مبرر ومقنع، كما أن إقحام شخصية الرواي يعتبر ضعفاً في العمل المسرحي. ولكن ما يحسب للمخرج هو التشكيلات الحركية للمجموعة الصوفية الجميلة، واستخدامه للطرق الصوفية ومنها الشاذلية الموجودة في المغرب العربي ومصر، وخدعة الرمح في مشهد قتل حمزة بن عبدالمطلب. الأداء التمثيلي: أجادت الفنانة أحلام حسن في تجسيد دور "هند بنت عتبة"، وكان أداء للفنان عصام الكاظمي لأكثر من شخصية رائعاً، منها امبراطور الصين العظيم ونمرود وطرطوف، إضافة إلى ظهور جميل لأحمد العوضي وموسى كاظم.