بوليفار - العرب اليوم
أكد خبراء في مجال الطاقة، إن دول أميركا اللاتينية تسعى إلى جذب استثمارات من منطقة الخليج في قطاع الطاقة المتجددة، مشيرين إلى أن دولاً في القارة اللاتينية، أظهرت تقدماً ملحوظاً في مجال الاستثمار في الطاقة المتجددة. ورأى الخبراء المشاركون في فعاليات المنتدى العالمي للأعمال لدول أميركا اللاتينية 2016 في دبي، الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة دبي على مدى يومين، واختتم أعماله أمس الخميس، إن الدول الأعضاء في تحالف المحيط الهادئ (باسيفيك ألاينس)، (تشيلي وكولومبيا والمكسيك والبيرو)، تتطلّع إلى تعزيز التبادُل التجاري مع دول الخليج العربي، لاسيما أن هناك العديد من فرص الأعمال المتاحة لجذب الاستثمارات الخليجية.
إلى ذلك، أفادت "غرفة دبي"، بأنه من خلال التطور الحاصل في رحلات الطيران وخدمات الموانئ من دبي إلى دول أميركا اللاتينية، ستشهد حركتا التجارة والسياحة مزيداً من النمو إلى جانب توسع فرص الأعمال، بشكل تصبح فيه دبي بوابة لأميركا اللاتينية لدخول المنطقة.
الطاقة المتجددة - صناعة المناطق الحرة
وقال عضو مجلس إدارة المنظمة العالمية للمناطق الحرة مساعد المدير العام في المنطقة الحرة بمطار دبي، ناصر المدني، إن جميع المناطق الحرة في دبي استطاعت تحقيق نجاح لافت، وكذلك الحال بالنسبة لبعض المناطق الحرة الموجودة في منطقة الشرق الأوسط والعالم، مؤكداً أن صناعة المناطق الحرة صناعة واعدة ومهمة. وأشار المدني خلال فعاليات المنتدى العالمي للأعمال لدول أميركا اللاتينية 2016 في دبي، أمس، إلى أهمية الربط الذي اعتمدته دبي لتسهيل حركة وصول السلع، واستخدام الخدمات الذكية التي تساعد المستثمرين والمتعاملين، على حد سواء، على الحصول على الخدمات من أي مكان.
وتفصيلاً، قال الرئيس التنفيذي لشركة "غاوس إنيرغيا" في المكسيك، هيكتور أوليا، إن البرازيل والمكسيك وتشيلي كانت من أهم 10 دول استفادت من الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة خلال العام الماضي، مشيراً إلى أن المكسيك تتمتع بمناطق متعددة لتوليد الطاقة الشمسية، إلى جانب القوانين والتشريعات التي تشجّع القطاع الخاص على الاستثمار.
وأوضح أوليا، خلال جلسة حول "قطاع الطاقة والتحدي الذي يفرضه اعتماد مصادر الطاقة المتجددة" في المنتدى العالمي للأعمال لدول أميركا اللاتينية 2016، الذي اختتم أعماله في دبي، أمس، أن المكسيك تستهدف تحقيق نسبة 35% من الطاقة المتجددة بحلول العام 2021، لافتاً إلى أن هناك أدواراً مختلفة تتعلق بالتطوير والبناء والتصميم، يمكن أن يلعبها المستثمرون والمطورون الأجانب، خصوصاً أن دول أميركا اللاتينية تسعى إلى جذب استثمارات من منطقة الخليج في قطاع الطاقة المتجددة.
محفزات وتسهيلات
من جهته، قال استشاري سياسات ومحلل أسواق في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) بأبوظبي، الدكتور ألفارو لوبيز، إن دولاً عدة في أميركا اللاتينية تحظى بتنوع كبير في مصادر الطاقة المتجددة مثل البرازيل والمكسيك وتشيلي والأوروغواي والأرجنتين، مشيراً إلى أن ظاهرة تغير المناخ عالمياً والجفاف دفعت إلى تغيير السياسات في أميركا اللاتينية، وتوفير المحفزات والتسهيلات، وسن القوانين اللازمة لجذب الاستثمارات، بهدف تحقيق أمن الطاقة، خصوصاً الخليجية منها.
"باسيفيك ألاينس"
إلى ذلك، قال وزير التجارة والسياحة السابق في البيرو، خوسيه لويس سيلفا، إن فكرة تكتل المحيط الهادئ (باسيفيك ألاينس) تهدف إلى تعميق أطر التعاون الاقتصادي، وجعل الدول الأربع الأعضاء (تشيلي وكولومبيا والمكسيك والبيرو) بمثابة منطقة حرة، إذ يمكن لرؤوس الأموال الانتقال بحرية، والتشجيع على انفتاح أكثر شمولية على قطاعات التجارة العالمية، مشيراً إلى أن هناك دولاً ستنضم إليه مثل كوستاريكا والأرجنتين. وأضاف سيلفا أن هذا التحالف سيكون أفضل شريك للشرق الأوسط، وبالتالي يمكن البدء بالترويج لمجموعة من الأعمال المختلفة.
ولفت إلى أنه لا يوجد أي تحالف بين دول مجلس التعاون الخليجي والبيرو، مؤكداً أن جميع دول أميركا اللاتينية مهتمة بتعزيز التبادل التجاري مع منطقة الخليج العربي. وذكر سيلفا أن البيرو تمتلك تقريباً كل شيء من حيث الموارد الطبيعية، إلا أنها تحتاج إلى رؤوس الأموال للترويج لها واستغلالها. وأكد أن الشركات الإماراتية ستتاح لها إمكانية الاستثمار في جميع القطاعات في الدول الأربع الأعضاء في التحالف، لاسيما في البيرو، مشيراً إلى أن معاملة رأس المال الأجنبي تتم مثل المحلي، فضلاً عن حرية انتقال رؤوس الأموال والأفراد والعائدات الجيدة على الاستثمار.
الدمج الاجتماعي
بدوره، قال الرئيس الشريك لشركة "بويرتو بريسا" في كولومبيا، خوان إيميليو بوسادة، إن حجم التجارة بين دول التعاون وكولومبيا ارتفع في الأعوام الأخيرة، بنسب قليلة، إذا ما قورن بحجم الإمكانات المتاحة، لافتاً إلى أنه "مع وصول (طيران الإمارات) من دبي، و(الاتحاد للطيران) من أبوظبي، إلى منطقتنا سيتاح المزيد من الفرص الاستثمارية" .
وبيّن بوسادة أن عمر "باسيفيك ألاينس" خمس سنوات، إلا أنه حقق الكثير من النمو مع تطوره سريعاً، مشيراً إلى أن هناك نقصاً كبيراً في البنية التحتية في دول التحالف تتطلب الكثير من التمويل. وقال إن الدول الأربع في التحالف تحاول تأسيس صندوق استثمار لتمويل البنى التحتية لسد هذه الفجوة، ذاكراً على سبيل المثال، أن كولومبيا تحتاج إلى مستثمرين لتمويل مشروعات في البنية التحتية بقيمة 40 مليار دولار.
حلقة وصل
وفي السياق ذاته، قال المدير العام لغرفة تجارة وصناعة دبي، حمد بوعميم، إن المناطق الحرة في دبي أسهمت بشكل كبير في النمو الاقتصادي الذي حققته الإمارة منذ منتصف الثمانينات، مشيراً إلى أن دبي تمتلك اليوم 23 منطقة حرة، نجحت في جذب الاستثمارات والكثير من الشركات الـ500 الأكبر على مستوى العالم، لتبدأ أعمالها في المنطقة ككل انطلاقاً من دبي.
ولفت إلى حرص غرفة دبي خلال الـ10 سنوات الماضية على استقطاب المزيد من الفرص والشركات من السوق المكسيكية إلى سوق دبي، مبيناً أنه من خلال التطور الحاصل في رحلات الطيران وخدمات الموانئ من دبي إلى دول أميركا اللاتينية ستشهد حركتا التجارة والسياحة مزيداً من النمو، إلى جانب توسُّع فرص الأعمال، بشكل تصبح فيه دبي بوابة لدول أميركا اللاتينية لدخول المنطقة.
ودعا بوعميم إلى التركيز على فتح خطوط طيران جديدة تربط بين دبي والدولة من جهة، ومنطقة أميركا اللاتينية من جهة أخرى، ما يسهم في تعزيز الشراكات بين الجانبين. وحول المجالات المحتملة للشراكات بين شركات دبي ودول أميركا اللاتينية، قال بوعميم إن دول الخليج وأميركا اللاتينية تعتمدان بشكل أساسي على تجارة السلع، مضيفاً "لو استطعنا ربط منطقتنا بأميركا اللاتينية، وأن نصبح حلقة وصل، فسنتمكن من فتح المزيد من الآفاق للفرص الجديدة". من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة مطارات دبي، بول غريفيث، إن عملية الدمج لتأسيس شبكة خدمات قوية عبر الدمج بين المناطق الحرة والمواصلات والتسهيلات وخدمات الشحن، والتي قامت بها "مطارات دبي"، حققت تنافسية عالية لدبي في التجارة العالمية، مشيراً إلى أنه يمكن للبضائع أن تنتقل من دبي إلى منطقة أخرى دون دفع رسوم إضافية.