صادرات فرنسا العسكرية

كشف تقرير صادر عن البرلمان الفرنسي عن حجم الصادرات من الأسلحة إلى دول مختلفة، ومنها دول أفريقية، في 2016, مبينًا أن فرنسا ملتزمة بعمليات عسكرية خاصة في أفريقيا منذ 2013. وسلط التقرير الضوء على تضاعف عمليات التصدير للأسلحة خلال السنوات الماضية، وبلغة الأرقام، سجل التقرير ارتفاعًا كبيرًا للطلبات على العتاد العسكري الفرنسي, وهو النهج الذي تسعى إلى الحفاظ عليه, كما بلغ حجم الصادرات العسكرية الفرنسية في 2015 نحو 17 مليار يورو, وتعد الهند من أبرز عملاء فرنسا, فيما غابت الجزائر، التي لازالت تفضل السلاح الروسي، عن قائمة العملاء العشرة الأوائل لفرنسا في مجال الصناعات العسكرية.

وركز التقرير على اشتداد التنافس على الصناعات العسكرية من قبل روسيا، بالنسبة للعملاء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, يضاف إليها التنافس بين فرنسا وبريطانيا وإسبانيا. وبلغت قيمة صادرات فرنسا العسكرية إلى الجزائر 295.5 مليون يورو، منذ 2012، تسلمت منها ما قيمته 212.1 مليون يورو من التجهيزات العسكرية، وهي التكلفة التي ارتفعت في 2016 إلى 63.7 مليون يورو، من طلبات الجزائر على السلاح الفرنسي، بعدما كانت في حدود 36.5 مليون يورو في 2015. وجاءت الجزائر في مقدمة الدول المغاربية في التصنيف، وتصدرت قائمة العملاء قبل ليبيا والمغرب وتونس. وتولي الجزائر أهمية كبرى لتعزيز قدرات جيشها، في ظل استمرار التهديدات التي تمارسها بعض التنظيمات المتطرفة التي مازالت تنشط في مناطق متفرقة من البلاد، رغم الأزمة المالية التي تمر بها جراء تهاوي أسعار النفط في الأسواق العالمية، ونضوب الأموال في الصناديق السيادية، كصندوق احتياطي الصرف وصندوق ضبط الإيرادات.

وأكدت مصادر أمنية جزائرية أن الجزائر تتجه إلى عقد صفقات تسليح جديدة مع روسيا, في إطار تعزيز قدرات الجيش الجزائري لمواجهة التحديات الأمنية الخطيرة المحيطة بالبلاد على الحدود الجنوبية والشرقية، بسبب تدهور الأوضاع في عدد من دول الجوار، كليبيا ومالي والنيجر. ومن المرتقب أن يكون هذا الملف على رأس الملفات التي ستطرح للنقاش في أكتوبر / تشرين الأول المقبل، خلال الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الروسي، ديمتري ميدفيدف. وكشفت هيئة التعاون العسكري والفني الفيدرالي الروسي، في وقت سابق، عن إجراء محادثات مع الشركاء الجزائريين, في خطوة تعد الأولى من نوعها, بشأن عقود توريد الطائرات ومنظومات الدفاع الجوي إلى الجزائر، مبينة أن روسيا تخطط لبحث مسألة توريد المعدات الجوية إلى الجزائر خلال أعمال معرض "ماكس  2017" الدولي للطيران والفضاء. 

وقال مدير هيئة التعاون العسكري والتقني الفيدرالي الروسي، دميتري شوغاييف، إن الهيئة تخطط لإجراء مباحثات مع الشركاء الجزائريين والأتراك بشأن توريد الطائرات ومنظومات الدفاع الجوي إلى الجزائر وتركيا. وتعتبر ميزانية الدفاع الجزائرية ضمن أقوى ميزانيات الدفاع في العالم, وتحتل المرتبة الـ20 عالميًا, بعد بلوغ حجم الإنفاق المخصص للتسليح واقتناء التجهيزات التكنولوجية الحربية خلال 2016 نحو 10,46 مليار دولار, مسبوقة بإسبانيا، بـ11 مليار دولار، وتركيا، بـ12,70 مليار دولار.

وسلطت دراسة حديثة, أعدتها مؤسسة "جانيس" المتخصصة في شؤون الدفاع ورصد ميزانيات دول العالم, الضوء على حجم الإنفاق المتنامي للجزائر في مجال الدفاع, بالنظر إلى المحيط الإقليمي المتوتر الذي يحيط بالبلاد، والتهديدات التي تمارسها مختلف التنظيمات المتطرفة على غرار "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، و"داعش".