الخرطوم- محمد إبراهيم
انتقل مؤشر العلاقة السودانية الأميركية من العداء إلى التفاهم، وكشفت الحكومة السودانية أن وزير المال بدرالدين محمود التقى على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن نائب مساعد وزير الخزانة الأميركية ايريك مير، وبحث معه الجهود التي تبذلها حكومة الخرطوم في مجال مكافحة التطرف والهجرة غير الشرعية.
وكشف وزير المال السوداني بدر الدين محمود، للمسؤول الأميركي عن حزمة من التحديات التي تواجه السودان، والمتمثلة في استضافته لللاجئين ومكافحة التطرف والهجرة غير الشرعية، شارحًا المشكلات المتمثلة في تدفق المواطنين من دول الجوار الأفريقي وصرف معونات لهم دون الحصول على أي دعم من المجتمع الدولي، إضافة إلى قيام السودان بدوره في تحقيق الاستقرار في دول الجوار الإقليمي والتعاون مع المجتمع الدولي في مكافحة التطرف
وأكد محمود أن السودان حقق معدلات نمو إيجابية بالرغم من التحديات التي يواجهها، وتطرّق اللقاء الى التطورات السياسية ومسار الحوار الوطني وصولًا إلى نهاياته، إلى جانب العلاقات السودانية الأميركية، إضافة إلى التطورات الاقتصادية والسياسية في السودان والمطلوب تحقيقه في العلاقات بين البلدين.
وأقر المسؤول الأميركي بالصعوبات المترتبة على العقوبات الاقتصادية التي تفرضها بلاده علي السودان، داعياً الجانب السوداني إلى مزيد من التواصل مع وزارة الخارجية ومكتب متابعة الأصول الأميركية (أوفاك) للوصول إلى تفاهمات بشأن التحويلات المالية خاصة للقوائم المستثناة من العقوبات، ومنوّهًا الى ضرورة التواصل مع المراسلين الخارجيين لإجراء المعاملات المصرفية والتجارية
وقال رئيس البعثة السودانية في واشنطن السفير معاوية عثمان خالد في تصريحات صحفية أن الاجتماعات السنوية والتواصل مع الجانب الأميركي والشركاء الدوليين كان معززا للعلاقات الأميركية ولجهود السودان في مختلف القضايا مع المؤسسات الدولية.
وكشف الدكتور عبدالرحمن ضرار في تصريحات صحفية اليوم "السبت" عن قرار الولايات المتحدة الأخير بشأن فك حظر التحويلات الشخصية بالبنوك بأنه بداية جزئية لرفع العقوبات عن السودان، مشيرًا إلى أن فك الحظر يساعد على توفير السلع الضرورة بالبلاد خاصة الأدوية بجانب استقرار سعر الدولار عازياً ذلك إلى أن التحويلات تساعد السودان في الحصول على كميات كبيرة من العملات الحرة، ومرحّبًا بقرار فك حظر التحويلات الشخصية مبدياً أمله بأن يتم رفع الحظر كلياً عن البلاد من أجل استقرار الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطنين.
ويرى المحلل الإقتصادي أنور الشيخ في حديثه لـ "العرب اليوم" أن التقارب الأخير بين السودان واميركا خاصة في المجال الإقتصادي بأنه خطوه محدوده وإستبعد أن تتخلي أميركا عن سياساتها المُتبعة ضد السودان في الوقت الحالي مشيرًا إلى أن التقارب الحالي بين البلدين لن يُحدث تغييرا نوعيا في العلاقات، في ظل اقتراب الانتخابات الأميركية التي ستنهي دور أوباما كلاعب رئيسي في المرحلة المقبلة، وموضحًا أن ضرورة المرحلة الحالية دعت وآشنطن لتغيير سياساتها ضد السودان بعد تأزم الأوضاع في المنطقة العربية والأفريقية وتمدد الجماعات المتطرفة بالإضافة إلى تعاون السودان اللامحدود في ملف محاربة التطرف
وأشار الشيخ إلى أن التغلغل الصيني في السودان وأفريقيا دفع أميركا إلى تغيير سياساتها لتكون أكثر مرونة، خاصة بعد أن وآفقت الصين على الدخول في مشروعات استكشافية جديدة في مجال النفط في السودان وولوج مجال إنتاج الغاز في مربعات ولايات البحر الأحمر وسنار وغرب كردفان، مُشيراً إلى أن استثمارات الصين في السودان تعدّ الأكبر على صعيد أفريقيا.
وتوقع الشيخ أن تشهد العلاقات بين السودان واميركا إنفراجا محدودا خلال الفترة الحالية مهما قدمت الخرطوم من تنازلات إلى حين إنتهاء الإنتخابات الاميركية المقبلة بعدها يمكن أن تحدث تحولات في علاقات البلدين.