دمشق-العرب اليوم
كشف رئيس جمعية الصاغة السورية، غسان جزماتي، أن تجارة الذهب تشهد خلال الفترة الحالية تحسنًا كبيرًا، وهذا ما تعكسه عودة أكثر من 1600 حرفي وصائغ إلى العمل بعد أن كان عددهم لا يتجاوز 200 شخص في بداية الأزمة.
على الجانب الآخر، أكد عددًا من الصاغة أن هناك تراجعًا كبيرًا في نسبة المبيعات، في حين تشكل مبيعات المواطنين نسبة 90% من التداول، فيما لا يزيد عدد من يشترون الذهب في هذه الأيام عن 10%، وتكاد تكون حالات شراء الذهب مقتصرة على الزواج فقط ولكميات قليلة جدًا، في وقت تقبل فيه عائلات كثيرة على بيع القطع الذهبية التي تمتلكها من أجل تأمين مبلغ مالي لمصروف المعيشة وإيجار البيت وغير ذلك من المتطلبات اليومية.
من جانبه أكد الصائغ هاني زحلاوي أن هناك ركودًا كبيرًا في مبيعات الذهب، وأغلب الناس يبيعون الذهب بسبب تراجع الدخل لمعظم الشرائح الاجتماعية، وهناك نساء يستبدلن قطعة بأخرى أقل وزنًا من أجل توفير مبلغ من المال للمعيشة.
كما أضاف أن الكثير من الصاغة حاليًا "لا يستفتحون" بمعنى أن يمر اليوم أو ربما أكثر من يوم من دون أن يبيعوا أية قطعة، وتمنى أن تراعي وزارة المال والجهات المعنية حالة الجمود الاقتصادي في البلاد وعدم رفع الضرائب، لأن هناك المئات من الحرفيين ممن يعملون في صناعة وتجارة الذهب غادروا القطر، وأغلقت معظم الورشات الخاصة بتصنيع الذهب، كما أبدى تفاؤله الكبير بعودة هذه الصناعة إلى سابق عهدها في ضوء التحسن الأمني والاقتصادي الذي تشهده البلاد.
ونفى جزماتي وجود أي جمود في تجارة الذهب، مؤكدًا أنه خلال هذه الفترة فهناك إقبالًا كبيرًا على شراء الذهب لأن الناس لا تثق في الدولار، وهناك ثقافة لدى الناس أن الضمانة الحقيقية هي في الذهب.
كما تابع أن كميات الشراء اليومي في دمشق فقط تصل إلى 10 كغ، فيما هناك نسب متقاربة من هذا الرقم في المحافظات الأخرى، مشيرًا إلى أن عدد الورش العاملة في صياغة الذهب في دمشق الآن بلغ نحو 120 ورشة، ويتم يوميًا دمغ نحو 3 كغ من الذهب في دمشق والمحافظات التي يتم الدمغ فيها هي دمشق وحلب وحماة، وأكد أن هناك انتعاش في بيع الذهب في حلب حاليًا بسبب أن أغلب الناس ممن يملكون أموالاً لا يحتفظون بها كعملة إنما يحولونها إلى ذهب.
وأشار الجزماتي إلى أن وزارة المال استجابت لمطلب الجمعية وخفضت الضريبة على تجارة الذهب، من 900 ليرة على الغرام إلى 350 ليرة على الغرام كرسم إنفاق استهلاكي، وهذا المبلغ مناسب ويرضي جميع الصاغة، وعن أجرة الصياغة المسموح بها للصاغة والتي تضاف إلى مبلغ الذهب بين أنها تتراوح بين 1500 – 2000 ليرة لكل غرام واحد وهذا يتم تقديره حسب وضع ونوعية القطعة الذهبية ودرجة إتقان مصانعتها.
وتحدث رئيس الجمعية عن مشكلة نقل الذهب إلى القامشلي، فأوضح أنه تم حل هذا الموضوع مع اللجنة الاقتصادية والآن يتم نقل الذهب بين دمشق والقامشلي من دون أي مشكلة، مشيرًا إلى أن هناك تعاونًا كبيرًا بين الصاغة والجهات المعنية لمنع تهريب الذهب، وعمليات التهريب بسيطة وغير مؤثرة وتكاد لا تذكر.
أما بالنسبة لإدخال الذهب من خارج سورية فأوضح أنه مسموح مهما كانت الكمية مقابل أن يدفع المواطن 100 دولارًا على إدخال كل كيلو غرام واحد، وتمنى جزماتي من الجهات المعنية العمل على المساعدة في توفير حمض الآزوت المستخدم في صناعة الذهب والذي يتم من خلاله تخليص الذهب من الشوائب والذي لم يعد متوافرًا بعد توقف معمل الآزوت في حمص والآن يأتي بشكل مهرب، كما نتمنى على الجهات المعنية إما استيراد هذه المادة وتوزيعها على الصاغة من خلال الجمعية أو السماح لهم باستيرادها من خلال موافقات عن طريق الجمعية.