ازدهر الإقبال على الأسواق الشعبية في قرى جنوب الطائف خلال أيام شهر رمضان، وسط مبيعات جيدة للمواشي ومنتجاتها من الألبان والسمن البري والجبن البلدي والاقط، بالإضافة إلى التمور التي تجلب بكميات كبيرة والعسل الصيفي الذي يستخدم في إعداد أشهى المأكولات الشعبية، التي تشتهر بها قرى بني سعد وميسان وثقيف وحداد والقريع بني مالك.

ويفضل كبار السن التبضع من هذه الأسواق الموقتة والتي تقام في أيام معينة كالخميس والجمعة والسبت، ويتم فيها عرض كافة المنتجات والسلع، وتأتي المنتجات الزراعية المحلية في مقدمة المنتجات ذات الإقبال ومنها الفواكه والخضروات، وإنتاج الأسر من المشغولات اليدوية الدقيقة، ويقوم أهالي المدن بزيارة هذه الأسواق مستعيدين ذكرى الماضي، وعبق التراث الأصيل في أعمال البيع والشراء والمزايدات على المنتجات الواردة للسوق، وشراء أفضل أنواع المواشي دون عناء البحث في الأسواق المتخصصة.

ولا زالت قرى جنوب الطائف تشهد إقامة أسواق شعبية يفد اليها الباعة من أرجاء مختلفة، وتشكل جزءًا من الذاكرة المحلية للمنطقة التي تحفل بالكثير من التفاصيل، وعلى الرغم من وجود أسواق ومراكز تجارية حديثة على مسافة قريبة إلا أن الكثير من أهالي المنطقة يفضلون التجول في أسواقهم القديمة التي تحمل عبق الماضي، وروح الألفة التي تملأ المكان، وحتى الأسر المنتجة تجد لها متسعاً في هذه الأسواق التي سرعان ما تنفض عقب يوم حافل، وتعود في ذات اليوم من أسبوع آخر، تحمل معها انتعاشة موقتة لاقتصاد القرى المتناثرة في مرتفعات سلسلة جبال السروات الشاهقة.