تَرَأَّس الرئيس السوداني عمر البشير، الخميس، اجتماعاً لمجلس وزراء حكومته، لمناقشة الملف الاقتصادي وأداء الأجهزة المعنية بأمر الاقتصاد، وأجاز المجلس تقريراً قدمه وزير المال علي محمود عن الأداء المالي للدولة  في الربع الأول من عام 2013 ، وقال التقرير إن مؤشرات الأداء تشير إلى توقع زيادة في الناتج المحلي الإجمالي خلال هذا العام بمعدل 3,6 % مقارنة بـ 1,36% عن العام الماضي (2002م  ).   وقال الناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء الدكتور عمر محمد صالح في تصريحات عقب الجلسة أنه ورغم ارتفاع معدل التضخم في بلاده إلى 46% خلال الربع الأول من السنة المالية الحالية فقد حافظ الجنيه السوداني على معدله مقابل الدولار بواقع 4,42 جنيه، وارتفع صافي تدفق الحساب المالي والرأسمالي إلى 1746 مليون جنيه مقابل 892 مليون جنيه خلال نصف الفترة من العام الماضي، مُبَيِّناً أن الإصلاحات الضريبية والسياسات الاقتصادية التي اتبعتها الحكومة حقَّقت نتائج ملموسة، حيث ارتفعت حصيلة الإيرادات الضريبية بنسبة 16% خلال هذه الفترة، وأسهم ترشيد الإنفاق الحكومي وضبط المصروفات الحكومية إلى تنفيذ المصروفات بنسبة 87% من الاعتماد النسبي حيث كان الصرف على السلع الاستراتيجية بمعدل 116% من الاعتماد ، وبلغ الصرف على التنمية القومية خلال الفترة 433 مليون جنيه مقابل 362 مليون جنيه للفترة نفسها من العام الماضي ووجهت بشكل أساسي للمشروعات المجازة في خطة هذا العام والتي تتمثل في تمويل الإنتاج الزراعي بهدف زيادة الإنتاج في هذا القطاع والتركيز على حل مشكلاته،  وتأهيل قطاعات محددة من السكك الحديدية،وإنشاء شبكة من الطرق القومية، وتنفيذ مطار الشهيد صبيرة في ولاية غرب دارفور، وخزان أعالي عطبرة وسيتيت شرقي البلاد، بالاضافة إلى الاستمرار في نقل خطوط الكهرباء إلى إثيوبيا في إطار ربط الشبكة القومية بالشبكة الإثيوبية، وأضاف الناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء أن الاجتماع أشاد بأدوار وزارة المال وبنك السودان المركزي في إدارة الملف الاقتصادي بنجاح، الأمر الذي أسهم في تنفيذ سياسة الحكومة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي في البلاد، وشكل خروج بترول الجنوب من عائدات السودان الاقتصادية التحدي الأكبر أمام الحكومة  السودانية وشكل فقدانها لما نسبته 70% من مجمل إيراداتها ما يُشبه الصدمة، قابلته الحكومة بسياسات تقشف وترشيد غير مسبوقة، واستطاعت بحسب وزير الدولة في وزارة المال عبد الرحمن ضرار أن تتجاوز التحدي، وقال ضرار في تصريح مقتضب إلى "العرب اليوم" إن تنفيذ الاتفاق بين بلاده وجنوب السودان في محاوره المختلفة سيُخَفِّف الضغط الاقتصادي ويحقق منافع اقتصادية متبادلة للبلدين.