برن ـ لميس حمود
زاد استعمال الأدوية في سويسرا بنسبة 17% منذ العام 2010، وكان للإدمان على استعمال الأدوية النفسية وتلك المخصصة لتسكين الآلام، فضلًا عن لجوء الشركات الصيدلانية المحلية إلى تصنيع أدوية خاصة، وفق الطلب، أثر إيجابي على القطاع.
ويلجأ أكثر من مليون سويسري إلى أدوية مكافحة الكآبة والخوف والاضطرابات النفسية في أشكالها كافة، لذلك، يمكن اعتبار الأدوية النفسية هي المصدر الثاني لتحقيق عائدات خيالية لشركات الأدوية السويسرية.
وتعتبر أدوية تسكين الآلام المصدر الأول لهذه الشركات لتحقيق أرباح وعائدات مرتفعة، فالمدمنون على هذه الأدوية هم 2.4 مليون تقريبًا، ما يعني أن أكثر من ثمانية ملايين علبة من هذه الأدوية بيعت سنويًا في السنوات الأخيرة.
ويُنفق السويسريون ما لا يقل عن 220 مليون فرنك (250 مليون دولار) سنويًا، على هذه الأدوية، وتُعتبر الأدوية البيولوجية، لاسيما تلك المخصصة لمكافحة أمراض المناعة في الجسم، الأغلى سويسريًا، ويقدر الخبراء عدد زبائن هذه الأدوية بنحو سبعة آلاف فقط.
وبما أن سويسرا دولة صناعية متقدمة تتمتع بمؤسسات ضمان اجتماعي متطورة، لا يجد المواطن السويسري نفسه أمام تحمل أعباء تكاليف الأدوية وحده، فهذه المؤسسات تقدم تغطية كاملة في حالات عدة لكل مواطن سويسري وكل مواطن أجنبي يعمل على الأراضي السويسرية.
وبصرف النظر عن قطاع الأدوية، يمكن القول إن مؤسسات الضمان الاجتماعي تخصص كل سنة أكثر من 6 بلايين فرنك لتغطية الحاجات الصحية للمواطنين والعمال، ومن ضمنها تكاليف الأدوية والاستشفاء.
ويفيد محللون بأنَّ 25% من موازنات مؤسسات الضمان الاجتماعي تخصص لتغطية تكاليف الأدوية.
ويشير مراقبون إلى أنَّ شركات الأدوية تلجأ إلى خفض الأسعار في مقابل تنويع المنتجات لاستقطاب أكبر عدد من الزبائن.
على سبيل المثل، ثمة فئة من أدوية مكافحة الأوجاع لا يتعدى سعرها سعر علبة سجائر، وتلقى هذه الأدوية إقبالًا كبيرًا، لاسيما من جانب أولئك الذين لا يتلقون أي مساعدة اجتماعية، وتعتبر عائدات الأدوية قابلة للزيادة بمعدل 2.4%، كل سنة.
أما أدوية مكافحة الأوجاع والأغلى كلفة وثمنًا، فهي مرغوبة أيضًا، بيد أن مؤسسات الضمان الاجتماعي تعمل على تحمل كلفتها كليًا، ومهما كانت الظروف المالية السائدة حول العالم التي كان لها مفعول سلبي على أوضاع أسهم الشركات الصيدلانية السويسرية، فإن عائدات هذه الشركات تبقى أفضل كثيرًا من تلك الخاصة بشركات تعمل في قطاعات أخرى.
فعائدات شركات الأدوية السويسرية، حول العالم، تصل إلى نحو 250 ألف فرنك (260 ألف دولار) في الساعة.