تعتزم الحكومة الكينية إطلاق العمل في مدينة كونزا الذكية، بمجرد انتهاء الشركة الإيطالية التي فازت أخيراً بعقد قيمته 40 مليار شلن كيني (بما يعادل نحو 385 مليون دولار أمريكي) لإنشاء بنية طرق أساسية وأنظمة صرف صحي للمدينة الذكية، التي ينظر إليها باعتبارها منصة تكنولوجية إقليمية متطورة في شرق القارة الأفريقية.

وفازت شركة "إمبريزا كونستروزيوني جويسيبي مالتارو" ICM الإيطالية، المتخصصة في الهندسة والمقاولات والإنشاءات والتشييد، كمقاول رئيسي لتنفيذ مشروعات بنية الطرق وأنظمة مياه الشرب والصرف الصحي في المرحلة الأولى بمساحة 400 فدان تقريبا لمدينة كونزا الذكية.

ويعلق رئيس مجلس إدارة "هيئة تنمية كونزابوليس" (KoTDA) المهندس جون تانوي، على المشروع بقوله إن الشركة الإيطالية يتوقع لها تنفيذ البنية الأفقية للمرحلة الأولى للمدينة بالإضافة إلى عدد من المرافق الأساسية لها.

كانت عطاءات المشروع طُرحت العام الماضي لكي تتولى شركة كبرى كمقاول عام لمشروع بناء طرقات بأطوال 40 كيلومتراً، بالإضافة إلى متنزهات وتجمعات وأنظمة توزيع مياه شرب وصرف صحي ومرافق معالجة مياه، ومن المنتظر أن تشيد الشركة الإيطالية مرفق تنقية مياه للشرب بالإضافة إلى خزان خاص بالمدينة.

تأتي ترسية العطاء على شركة إيطالية كخطوة مستغربة في كينيا التي كانت تفضل في السنوات الأخيرة ترسية أغلب مشروعاتها على شركات صينية، وقد فازت الشركة الإيطالية ICT بالعطاء متفوقة على 3 شركات نافستها على المشروع هي "سنترال إليكتريكال إنترناشيونال"، و"تشينا كيه إيه إم سي"، و"زونج مي جيب".

تأمل كينيا في أن تصبح مدينة كونزا الذكية مقراً إقليمياً متطورا للتكنولوجيا في شرق القارة الأفريقية، غير أن عمليات التشييد تعطلت لسنوات جراء نقص التمويلات للمشروع.

وتجدد الاهتمام بالمشروع في العام الماضي في أعقاب إعلان حكومة كوريا الجنوبية عن تعهدها بتمويل بناء معهد للتكنولوجيا في مدينة كونزا بتكلفة إجمالية تصل إلى 10 مليارات شلن كيني (حوالي 96 مليون دولار).
وكانت هيئة تطوير كونزا أعلنت عن طرح حزمة مكونة من 150 قطعة أرض في إطار المرحلة الأولى بمساحة 400 فدان لمشروع مدينة كونزا الذكية، ومن المقرر أن تتولى شركات القطاع الخاص إنشاء مدارس، ومحطات وقود، ومراكز تقديم خدمات إلكترونية وتكنولوجية للخارج، وحضانات تكنولوجية.

وستتولى الشركة الإيطالية، التي يعود تاريخها إلى عام 1922 ومقرها مدينة فيسينزا، إقامة البنية التحتية الأساسية من طرق وتمديدات مياه وصرف لتسهيل تنمية وتطوير إقامة الشركات وعملها في المدينة، وقد أبدت الشركة حرصها على الفوز بالمشروع لما تتمتع به من خبرات طويلة في مجال البنية التحتية وأنظمة المياه والهندسة المدنية.

ويشير موقع الشركة الإيطالية إلى أنها حققت إيرادات في عام 2015 بلغت 8ر56 مليار شلن (بما يعادل 547 مليون دولار تقريباً) ويعمل لديها 1182 موظفاً، وتشكل مشروعاتها في القارة الأفريقية نسبة 2% من حجم العطاءات التي تشارك فيها في بلدان متفرقة في العالم