الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
بدأت إثيوبيا التصدير التجريبي للطاقة الكهربائية إلى السودان عبر خط للطاقة يمتد بين البلدين لمسافة 296 كيلومتراً، ويوفر الخط إلى السودان 100 ميغاوات وسيفتتحه الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الوزراء الإثيوبي هيلي مريام ديسالين رسمياً قريبًا، وفي تعليق له على الخطوة يقول الخبير الاقتصادي ووزير المال السوداني الأسبق الدكتور سيد علي زكي أن فكرة الربط الكهربائي بين السودان وإثيوبيا فكرة قديمة تعود لـ 30 عامًا للوراء، وأضاف في تصريحات لـ "العرب اليوم" : شاركت في مرحلة من مراحل التفاوض على انجاز هذا المشروع الذي بدأت المفاوضات بشأنه مع البنك الدولي وفي مرحلة أخرى مع فنلندا. وأشار إلى أن المشروع يرمي لزيادة فرص التعاون والسلام بين الدول التي تملك موارد مشتركة، لكنه ظل يتأثر سلبًا وإيجابًا بالظروف الأمنية حيث شهدت منطقة الكرمك السودانية المتاخمة لإثيوبيا ظروفًا أمنية خلال السنوات الماضية وكانت مسرحًا للحرب أكثر من مرة بين السودان والحركة الشعبية بقيادة مؤسسها الراحل جون قرنق دي مابيور، وكشف عن أن السودان ودولة جنوب السودان وبعض الدول الأفريقية الواقعة في منطقة البحيرات بإمكانهما استغلال الطاقة الكهربائية المتاحة هناك لصالح الدول الأفريقية الأخرى. وانتقل زكي في حديثه إلى سد الألفية الذي تنوي إثيوبيا انجازه وتفكر في تمويله منفردة في حالة تعثر مساعيها في الحصول على تمويل دولي له، ويرى أن من مصلحة بلاده أن تكون من بين أعضاء النادي الذي ينتج ويبيع الكهرباء في أفريقيا لسيستفيد منها خاصة بحصوله على نسبة مقدرة من استهلاك الكهرباء في أوقات تكون فيه خزاناته شبه فارغة، لكنه المح إلى أن الوضع ربما يتغير في المستقبل القريب حيث بدأ السودان تشييد سدود ( سدي نهر عطبرة وستيت إضافة إلي تعلية خزان الروصيرص ( يقع في ولاية النيل الأزرق المتاخمة لإثيوبيا ) ضمن مساعيه لتوفير مطلوبات التنمية خاصة وأنه يحتاج في الكثير من مناطقه للكهرباء ( مناطق غرب السودان). وقال زكي "إن السودان سيستفيد أيضا من مشروعات الربط الكهربائي مع مصر، ويمكنه أن يكون معبرًا لمصر للاستفادة من كهرباء منطقة البحيرات حيث المستقبل هناك للطاقة الرخيصة، فالعالم من حولنا يشهد تحولات ضخمة لابد من التفاعل الايجابي معها، وفي هذا الصدد هناك تفكير استراتيجي دولي يرى إمكانية مد الطاقة إلى أوربا في رحلة من مجاهل أفريقيا عبر مصر إلى تركيا ومنها إلى البلدان الأوربية. و تجدر الإشارة إلى أن إثيوبيا ظلت ترسل تطمينات تشير فيها إلى أن سد الألفية لن يؤثر سلبًا على السودان ومصر بل يمكنه أن يساعدهما في زيادة استخدام المياه في الأراضي الزراعية، وكان وزير المياه الإثيوبي قال في ندوة نظمت أخيرًا بشأن السد في الخرطوم أنه لا مخاوف من قيام السد حيث يشارك خبراء من مصر والسودان وبلاده إلى جانب خبراء أجانب مهتهم التأكد من سلامة المشروع وعدم وجود تأثيرات من قيامه على مصر والسودان، وعن مستقبل التعاون السوداني الإثيوبي نقل عن المدير التنفيذي لشركة الطاقة الكهربائية الإثيوبية ميهريت دبيبي قوله في تصريحات لصحيفة "ريبورتر" الإثيوبية الأسبوعية الصادرة الثلاثاء "إن الشركة بدأت هذا التصدير التجريبي منذ أسابيع قلائل عبر الخط الناقل "القضارف القلابات ( مدن سودانية ). وأشار إلى أن البنك الدولي كان قد قدم قرضاً ميسراً بقيمة 41 مليون دولار لتمويل إنشاء هذا الخط والذي يتضمن ثلاثة أجزاء ويربط بين بلدة "ميتيما" الإثيوبية ومدينة "القضارف" السودانية ويمتد طوله 296 كيلومتراً، وتبلغ قدرته 230 كيلوفولت ويجعل السودان ثاني دولة تستفيد من صادرات الطاقة الإثيوبية بعد جيبوتي، وكانت إثيوبيا قد بدأت في وقت مبكر من هذا العام تصدير 35 ميغاوات من الكهرباء شهرياً إلى جيبوتي مقابل 70 دولاراً لكل كيلووات/ساعة وتحقق إثيوبيا عائدات تبلغ 1.5 مليون دولار شهرياً من صادراتها من الكهرباء إلى جيبوتي.