خابت توقعات الكثير من المكاتب الاستشارية العقارية الأجنبية بحدوث كساد وانهيار في سوق الإسكان الفاخر حيث يشهد السوق حاليا انتعاشة قوية، ولاحظ مراقبون أن مستويات إيجار الإسكان الفاخر في مدينة أبوظبي خلال الربع الأول من العام الجاري الذي يختتم أيامه التسعين غدا قد خيبت توقعات العديد من المكاتب الاستشارية العقارية الوطنية والأجنبية والخبراء العقاريين الذين مازالوا يتوهمون بأن أبراج الإسكان الفاخر التي تم إنجازها في أبوظبي خلال الثلاث سنوات الماضية ستدخل مرحلة الكساد بعد انهيار قيمها الايجارية لغياب الطلب عليها. التوقعات كانت تشير منذ أكثر من عام ونصف أن الإسكان الفاخر والجديد في أبوظبي مقبل على تراجع كبير في إيجاراته وأن مئات الأبراج الضخمة التي يتم تشطيبها في أماكن عديدة مثل جزيرة الريم ومنطقة الكورنيش ومنطقة الخالدية وشارع المطار ومدخل المدينة مقابل متجر كارفور وغيرها من المناطق الجذابة في الإمارة ستتحول إلى مساكن للأشباح لكن هذه التوقعات خابت ولم يحالفها التوفيق. حيث تشهد تلك الأبراج إقبالا جيدا من المستأجرين سواء المواطنين أو الأجانب أو العرب وتستقر إيجاراتها عند قيم إيجارية مازالت مرتفعة في أماكن عديدة خاصة على الكورنيش وفي جزيرة الريم ، ومازال هناك طلب جيد يتزايد خلال فترات محددة خلال العام بينما تتراجع بنسب ضئيلة جدا أو تستقر خلال فترات أخرى لكن بشكل عام الاستقرار هو سيد الموقف. السوق في أبوظبي سواء في الإسكان الفاخر أو العادي القديم يصحح نفسه بنفسه بهدوء ليعود إلى أسعار ما قبل 2007 حيث كانت إيجارات المساكن العادية والفاخرة معقولة الأمر الذي دفع بخبراء عقاريين إلى المطالبة بتجميد نسبة الزيادة السنوية على إيجارات المساكن القديمة خاصة بعد أن تراجعت إيجارات المساكن الجديدة بنسب جيدة في الوقت الذي ارتفعت فيه إيجارات المباني القديمة على مدار أربع سنوات منذ تطبيق قرار الزيادة السنوية لتصل إيجارات المساكن القديمة والجديدة حاليا إلى قيم إيجارية متقاربة. إيجارات المساكن الفاخرة مازالت مرتفعة مقارنة بما قبل عام 2007 لكنها منخفضة بشكل كبير مقارنة بإيجارات ما بعد عام 2007 ، وقد واصلت إيجارات الإسكان الفاخر في أبوظبي تراجعها منذ بداية عام 2010 ووصلت نسبة التراجع وفقا لتقديرات مكاتب عقارية خلال أكثر من عامين نحو 35% بصورة تدريجية . وازداد هذا التراجع مع نهاية العام الماضي بدخول العديد من الأبراج السكنية الفاخرة الجديدة إلى سوق العقارات في أبوظبي لتصل النسبة الإجمالية للتراجع إلى 40% مقارنة بإيجارات ما بعد عام 2007 وليس قبل عام 2007. وتؤكد تقارير المتابعة الميدانية الأسبوعية للمكاتب العقارية الوطنية في أبوظبي على أن الطلب على السكن الفاخر في مدينة أبوظبي يتزايد في الوقت الحالي ومنذ بداية العام ، بعد أن تراجعت إيجاراته بصورة ملحوظة خلال العامين الماضيين ، ومازال الطلب قويا الأمر الذي أدى الى استقرار الإيجارات للإسكان الفاخر.