سجلت أسعار المنازل في العاصمة الإيرانية طهران، ارتفاعاً كبيراً تراوح بين 30% و50% خلال الأسابيع القليلة الماضية، وذلك بسبب العقوبات الاقتصادية القاسية التي يفرضها العالم على إيران، والتي أدت إلى انهيار العملة المحلية وارتفاع نسب التضخم وتدهور الاقتصاد المحلي. ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن وسطاء عقاريين قولهم إن الشقة السكنية التي تبلغ مساحتها 100 متر مربع في منطقة "أوستاد موتاهاري" - وهي منطقة متوسطة الحال في وسط طهران - كانت تباع بنحو 3.9 مليار ريال إيراني (317 ألف دولار) قبل شهر واحد من الآن، أما حالياً فأصبح سعرها يتجاوز 5.5 مليار ريال إيراني. وبحسب الوسطاء العقاريين، فإن الأسعار سجلت ارتفاعاً أكبر في مناطق أخرى، ومن بينها أحياء شمال العاصمة التي وصل ارتفاع الأسعار فيها إلى 50% عما كانت عليه قبل أسابيع. ويأتي الارتفاع الكبير في أسعار العقارات كنتيجة للتدهور الكبير في الاقتصاد الإيراني الذي نتج عن العقوبات المشددة التي فرضتها الولايات المتحدة والعديد من دول العالم على قطاعي النفط والمصارف الإيرانيين، وهو ما أدى إلى هبوط حاد في سعر صرف العملة المحلية تجاوز 60%. وبسبب الهبوط الحاد في سعر صرف الريال الإيراني وتزعزع الثقة به، تدافع الإيرانيون خلال الشهور الماضية للتخلص من مدخراتهم بالعملة المحلية، وقاموا بتحويلها إلى العملة الصعبة، أو اشتروا بها ذهباً في محاولة لتجنب آثار الهبوط المستمر في سعر الصرف.