بالأمس القريب كانت مدينة الشيخ حمد السكنية عبارة عن مخططات على ورق، واليوم أصبحت خطوات يتم من خلالها البناء وبكل يوم بدأت ملامح المدينة تتضح أكثر فأكثر من خلال تكاتف الجهود المختلفة من قبل مكتب اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة ووزارة الإسكان والأشغال العامة في حكومة غزة والمقاولين والمهندسين والعمال وكل من ارتبط بالعمل في المدينة...بالفعل كانت المدينة تبهر الناظرين إليها في سرعة الإنجاز الواضحة. وتبلغ المساحة الإجمالية للمدينة التي تقع غرب محافظة خانيونس نحو (400) دونم، وتشمل كافة الخدمات التعليمية والثقافية، والدينية والترفيهية وكذلك شبكات البنية التحتية من توفير مصادر المياه والطاقة الكهربائية والاتصالات والمواصلات والشبكات. وتتضمن المرحلة الأولى حسب المعلومات التي حصلت عليها "الشرق" بناء (53) عمارة (فئة 130متر مربع مساحة الشقة)، وبناء مدرستين وروضة وحضانة ومبنى إداري، ومسجد وحدائق داخلية وحديقة عامة. أما المرحلة الثانية فتشمل بناء (60) عمارة تشمل( فئة 115 متر مربع، و100 متر مربع) وبناء مدرستين ومسجد، وروضة وحضانة وحدائق داخلية وحديقة عامة. بينما المرحلة الأخيرة ستشكل بناء (59) عمارة (فئة 115 متر مربع، و100متر مربع) إضافة إلى حدائق داخلية وحديقة عامة، وسيتم العمل على إنشاء ملعب رئيسي، ومركز صحي، ومركز تجاري، ونادي ثقافي ومركز مواصلات. من جهته، قال مدير المكتب الفني للجنة إعادة إعمار قطاع غزة المهندس أحمد أبو راس لـ"الشرق":بفضل الله عزوجل الأعمال لمدينة الشيخ حمد تسير في المرحلة الأولى على أكمل وجه، ومازال المقاولين متقدمين في الجدول الزمني بما يقارب 5% من الأعمال والتي تسير وفق الجودة المطلوبة وسرعة التنفيذ في المشاريع لم تؤثر بفضل من الله عزوجل على جودة الأعمال، وذلك بمتابعة المكتب الفني بوزارة الأشغال العامة والإسكان والطواقم الاستشارية حيث تم تشكيل لجنة خاصة للاعتماد حتى نضمن الجودة التامة للمشاريع بإذن الله تعالى". وتابع حديثه:" ونأمل أن تستمر هذه الأعمال وتبدأ المرحلة الثانية لمدينة الشيخ حمد السكنية ليتم مواكبة الأعمال معاً حتى يتم انتهاء عمل المدينة في المدة المحدد لها مايقارب عامين أو عامين ونصف". وبين قائلاً:"بفضل الله عزوجل وثم بتكاتف الجهود من خلال مكتب اللجنة الفنية للجنة القطرية لإعادة الإعمار ووزارة الأشغال العامة والإسكان والمقاولين والطواقم الاستشاري جميعها تعمل على تذليل الصعوبات، وبالتالي نسير على خطى واثقة بفضل الله عزوجل". وأكد قائلاً:" قطر الشقيقة مازالت منذ السابق وحتى الآن تؤكد على أن ترجمة كافة تصريحاتها النظرية إلى واقع ملموس بل هذا الواقع نلمسه قبل أن نتوقعه ..حينما بدأنا القرعة السكنية لمدينة حمد كان الكثير يسأل متى سيتم بدء العمل في مشروع المدينة ونحن بالفعل بدأنا التنفيذ حتى يدرك جميع الشعب الفلسطيني حينما تتحدث قطر عن مشروع معين فإننا بالفعل نكون نفذت على أرض الواقع". وفي سياق أخر أعلن المهندس "أبو راس" عن العمل باستكمال ملعب فلسطين الذي دمر في الحرب الأخيرة في عام 2012 حيث سيتم وضع حجر الأساس في الأسبوع القادم، مشيراً إلى أن التكلفة الأجمالية له بـ(10) مليون دولار، وستكون المرحلة الأولى للمشروع مليون دولار، وهي خارج المنحة المقدمة لإعادة إعمار قطاع غزة لكن ستكون ضمن عمل إدارة المكتب الفني التابع للجنة. وجدير بالذكر أن الأمير الوالد سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قد وضع حجر الأساس لبناء مدينة الشيخ حمد السكنية بتاريخ 23/10/2012، خلال زيارته لقطاع غزة المحاصر وتقديمه منحة لإعادة إعمار قطاع غزة بـ(407) مليون دولار أميركي. بدوره، ثمن وزير الأشغال العامة والإسكان في حكومة غزة الدكتور يوسف الغريز مواقف دولة قطر الشقيقة التي تترجم على أرض الواقع من خلال تنفيذ مشاريعها والبدء في إنجاز العديد منها والتي من ضمنها مشروع مدينة الشيخ حمد السكنية. وأشار بقوله لـ"الشرق"،:" هذه المدينة التي مر على بدأ التنفيذ فيها مايقارب شهر ونصف اليوم نشهد على حقيقية الإنجاز والسرعة والجودة حيث تسير الأمور متوسط نسبة الانجاز 15% بحيث تفوق وتتقدم على النسبة المفترضة حسب الجدول الزمني". وأوضح قائلاً:" كافة هذه المشاريع تنفذ بأيدي فلسطينية تتبع لشركات فلسطينية محلية في داخل قطاع غزة، واليوم المشاريع تتقدم بشكل جيد كما هو مخطط لها بل وأكثر من ذلك". وجدد شكره باسم الحكومة الفلسطينية وباسم الشعب الفلسطيني لأمير البلاد سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والأمير الوالد سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني... والشكر موصول لسعادة السفير المهندس محمد العمادي رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة الذي يتابع تقدم المشاريع وتذليل كافة العقبات. وأكد قائلاً:" تأتي أهمية مشروع مدينة الشيخ حمد السكنية من واقع الأزمة السكنية التي يمر بها قطاع غزة حيث يعاني من عجز يصل حوالي 70 ألف وحدة سكنية بسبب سنوات الحصار الظالمة والمتواصلة على قطاع غزة والعدوان الصهيوني المتكرر على قطاع غزة". وأضاف:" والذي أدى إلى دمار وهدم الوحدات السكنية ليصل العجز الكلي إلى حوالي 70 ألف وحدة سكنية ليأتي هذا المشروع في سياق تخفيف الأزمة السكنية في قطاع غزة والكل متعاون من أجل انجاز هذا المشروع في سياق تخفيف الأزمة السكنية في قطاع غزة". ولفت قائلاً:"بسبب الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة هنالك المؤشرات الاقتصادية تشير إلى ارتفاع نسبة البطالة وارتفاع نسبة الفقر في قطاع غزة، ومثل هذه المشاريع تعمل على تشغيل العمالة الفلسطينية". وأوضح، أنه في المرحلة الأولى من المشروع هنالك مايزيد عن 1500 عامل غزي موزعين على كافة التخصصات يعملون في المدينة وهذا يسهم تخفف البطالة. وذكر، أن مايذهل في هذا المشروع أنه رغم الحصار وشح الموارد بسبب الاستهداف في قطاع غزة إلا أن نسبة الانجاز فاقت الجدول الزمني ويتم العمل بمواصفات فنية حيث يوجد مهندسين اعتماد وفحص العينات والأعمال والتنفيذ يتم حسب المواصفات الفنية ونحن راضون على سير العمل من حيث العمل والجودة والانجاز". ومن الجدير بالذكر أن الشركات التي تعمل في المرحلة الأولى للمشروع تتضمن (ائتلاف النخبة، وذي قار، وصلاح الدين، والظافر، واليرموك). من ناحيته قال رئيس مجموعة شركات النخبة للتجارة والصناعة والمقاولات أسامة كحيل لـ"الشرق" :"لقد تم ترسية عطاء المرحلة الأولى للمشروع على خمسة شركات فلسطينية حيث استلمنا الموقع منذ أقل من شهرين والحمدلله الذي يزور الموقع يجد أنه رغم الحصار ورغم الإغلاق والمعيقات إلا أننا استطعنا أن نصل لمرحلة متقدمة من العمل حيث سرعة الانحاز مع الحفاظ على الجودة". ولفت قائلاً:"بالفعل هذا الإنجاز أكد على وجود نخبة ممتازة من الأيدي العاملة الماهرة التي عملت على تنفيذ المشروع قبل الفترة الزمنية المحدد لها". وأشار، إلى أن المشروع في المرحلة الأولى عمل على تشغيل مايقارب 2000 من الأيدي العاملة الغزية. وثمن جهود دولة قطر قائلاً:"شكراً لوقفة دولة قطر الشقيقة التي وقفت بجوار غزة بالوقت الذي تخلها عنها الأخرين".