أظهرت بيانات من شركة رائدة للاستشارات العقارية الجمعة أن الاضطرابات السياسية والمالية في عدد من الاقتصادات الناشئة الكبرى في العالم تثير موجة هجرة جديدة للأثرياء إلى السوق العقارية النشطة في لندن. وقالت شركة نايت فرانك المتخصصة في سوق العقارات الراقية إنها سجلت زيادة كبيرة في الاستفسارات المتعلقة بالمنازل البريطانية عبر الإنترنت من دول تشهد أزمات مثل الأرجنتين وأوكرانيا وتركيا. وقال توم بيل العضو في فريق بحوث العقارات السكنية لدى نايت فرانك لرويترز: "من المرجح أن موجة جديدة من الاستثمار تتجه إلى سوق العقارات الممتازة في وسط لندن". ويأتي ذلك بالرغم من أن أسعار العقارات في لندن زادت كثيرا بعد إقبال المشترين الأجانب على شراء القصور في العاصمة مدفوعين بأزمة ديون منطقة اليورو وانتفاضات الربيع العربي والاستقرار السياسي في بريطانيا وضرائبها العقارية المعقولة. وقالت نايت فرانك إن اهتمام الأثرياء في البرازيل زاد إلى أكثر من المثلين على مدى 12 شهرا حتى نهاية يناير. وأضافت أن زيادة الاستفسارات عبر الإنترنت تتحول إلى زيادة في المبيعات الفعلية في غضون ثلاثة إلى ستة أشهر. وذكرت الشركة أن الجزء الأكبر من هذه الاستفسارات يتعلق بالمنازل في لندن. وجاءت أكبر زيادة في الاستفسارات من البرازيل إذ بلغت 115% على مدى 12 شهرا حتى نهاية يناير مقارنة بالعام السابق. وتعد البرازيل أحد الاقتصادات الخمسة التي تعتبر أكثر تأثرا بإجراءات البنك المركزي الأميركي لسحب التحفيز النقدي نظرا لعجز كبير لديها في ميزان المعاملات الجارية واعتمادها على التدفقات الرأسمالية من الخارج. وجاءت الأرجنتين وأوكرانيا في المرتبة الثانية وتواجه الأولى أزمة عملة بينما تشهد الثانية موجة من الاضطرابات السياسية. وزادت الاستفسارات من كلا البلدين 67%. وزاد الاهتمام من إندونيسيا وتركيا 10% وتشهد كلتا الدولتين نزوحا لرؤوس الأموال وهبوطا للعملة منذ عدة أسابيع. وارتفعت الاستفسارات من جنوب إفريقيا 9%.