دعا رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الأحد في الجزائر إلى الاهتمام بتحسين الأداء في مجال الهندسة المعمارية كشرط لإنجاح الجهود الوطنية المبذولة في تطوير المدن. وأوضح الرئيس بوتفليقة في رسالة إلى المشاركين في حفل تسليم الجائزة الوطنية للهندسة المعمارية والتعمير تلاها نيابة عنه وزير السكن والعمران والمدينة عبد المجيد تبون، أنه "علينا أن نهتم بتحسين مستوى أدائنا حتى نكون في مستوى الاستثمارات التي تقدمها الدولة من اجل توفير العيش الكريم والرفاه الاجتماعي للمواطن من خلال تطوير وتنمية المدن". واعتبر أن تحسين الأداء في هذا الإطار سيسمح ب"ضمان ازدهار دائم للمعمار الذي يعد مؤشرا هاما لدرجة تنمية الشعوب". وأضاف الرئيس أن "جودة المعمار توفر الرفاه الاجتماعي وتحقق التنمية المستدامة وتعد حقا فنا وعلما للحياة اليومية". وشدد في ذات السياق على ضرورة الجمع بين الأصالة والمعاصرة في الأعمال الهندسية مشيرا إلى أهمية الإبداع ومواكبة التطورات التي يعرفها العالم في هذا المجال. وقال انه "علينا أن نحافظ على تراثنا وتاريخنا اللذين يكونان هويتنا لذا فإنه لابد أن تكتسي الانجازات التي نكرمها في مثل هذه المناسبات طابع التجديد والابتكار من حيث قدرتها على المزج بين القيم العالمية والمحافظة على الثوابت التي تميز ثقافتنا وتاريخنا بخصائصها وروعتها وأسرارها لربطها بالتطورات المعمارية التي يعرفها العالم كل يوم". وأشار رئيس الجمهورية إلى بعض المشاريع التي أنجزت بولاية المدية كمثال للأعمال الهندسية التي تستجيب لهذه المقاربة. وأكد الرئيس بوتفليقة على أهمية دور المهندسين المعماريين في تحسين الوجه العمراني قائلا أن "مسؤولياتهم كبيرة في تغيير الصورة القاتمة التي تعرفها مدننا وقرانا على حد سواء". واعتبر أن للمهندسين المعماريين دور رئيسي في تجسيد أهداف الحكومة في مجال السكن الذي يعد أحد "أولوياتها". وقال "إن تحقيق أهدافنا الوطنية في مجال الإسكان أيا كان حجمها لا يمكن أن يتم دون المهندسين المعماريين الذين يعتبرون الفاعلين الرئيسيين في معركتنا ضد الرتابة والسطحية". وأضاف أن "المهندس المعماري بصفته أحد أفراد المجتمع يتأثر بما يجري حوله وينعكس ذلك على عمله وقيمه وتطلعاته مما يجعله قادرا على أن يعكس رغبات وتطلعات هذا المجتمع المحيط به من خلال تصميماته المعمارية لذا فنحن ننتظر منهم الكثير". وشدد في هذا السياق على ضرورة الاهتمام بالبعد البيئي في المدن ومحيطها وتنظيم الفضاءات العمرانية مشيرا إلى أهمية "زيادة المساحات الخضراء داخل وخارج المدن واستغلال الأماكن الفارغة وغير المستعملة استغلالا امثل بطريقة هندسية تناسب التمتع والتنزه واستخدام مصادر الطاقات المتجددة للحد من التلوث البيئي". ودعا الرئيس خلال كلمته إلى إشراك المهندسين المعماريين في السياسة الوطنية للعمران والاستفادة من خبراتهم في هذا المجال. قال الرئيس "إننا لا نبني للأجيال الحاضرة فحسب وإنما نريد أن نخلد أعمالنا ولتبقى معالم تاريخية للأجيال القادمة فنحن نصبو إلى المزيد من الإثراء من خلال تجاربكم والاستفادة من معارفكم حتى يتسنى لنا معا رسم إطار معالم المدينة الجزائرية المستقبلية الثرية بماضيها المدركة لحاضرها والواثقة في مستقبلها". وحول الجائزة الوطنية للهندسة المعمارية والتعمير أكد الرئيس أن هذا التكريم موجه للأعمال التي "تجسد انجازات عصرية بلمسة فنية وإبداعية ابتكرتها طاقات جزائرية شابة لتكون شاهدا على التطورات الكبرى التي عرفها مجتمعنا منذ نيل حريته واسترجاع كرامته". وأضاف أن "تكريم أحسن الأعمال الهندسية يسمح لنا بإدراك أهمية الإبداعات المعمارية في الجزائر وتثمين النوعية المعمارية التي تعد شرطا أساسا لتلبية كل المتطلبات المتزايدة والمتسارعة التي تفرضها تطورات هذا القرن". وتحصل على الجائزة الوطنية للهندسة المعمارية والتعمير (جائزة رئيس الجمهورية) لهذه السنة المهندس ياسين فاردهب الذي صمم مركز الدراسات الأندلسية بتلمسان.