إرتفعت أسعار المساكن في مدينة باودينغ, وهي مدينة عادية في مقاطعة خبي بشمالي الصين,خلال الأسبوع الماضي اثر انتشار شائعات زعمت بأنها ستصبح "عاصمة مساعدة للصين". وبدأت ثرثرة السوق في يوم 19 آذار عندما ذكرت مجلة "تسايجينغ" أن مدينة باودينغ مرشحة رئيسية لتصبح العاصمة المساعدة. ولم تذكر حكومة خبي التي تجاور بلديتي بكين وتيانجين تلك الفكرة في اثنين من المبادئ التوجيهية خلال الأسبوع الماضي, ولكنها اقترحت بالفعل تطوير مختلف الأدوار للمدن الرئيسية في المقاطعة. ومن جهة أخرى, لم تعلن بكين وتيانجين عن أية خطط مثل تلك بعد. ويصف المبدآن التوجيهيان توسيع باودينغ لاستيعاب المكاتب الإدارية والمعاهد والجامعات والهيئات البحثية والخدمات الطبية والتمريضية التي ستنقل من بكين حسب الوثائق. وجاءت خطط خبي بعد أن دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى تنسيق التنمية للمنطقة حول بكين في وقت سابق من شهر شباط الماضي. وتهافت المستثمرون من أجزاء كثيرة من البلاد على شراء العقارات في مدينة باودينغ التي تبعد 150 كيلومترا إلى جنوب بكين, ما أدى إلى ارتفاع أسعار العقارات فيها بنسبة 10 بالمائة خلال أسبوع واحد، في وقت تعتبر فيه المدينة باهتة بعض الشيء في سوق العقارات. وقالت هاو وهي مستشارة عقارية في "ليجنيغ لانوان", المشروع السكني الجديد في باودينغ, إن "مشروعنا السكني موجود في السوق منذ ثلاث سنوات وحجم مبيعاته كان منخفضا, إلا أن هناك زيادة دراماتيكية في عدد الزبائن في الأسبوع الماضي." وأضافت "لقد بعنا 50 شقة في نهاية الأسبوع , وهذا يساوي إجمالي مبيعاتنا خلال الشهرين الأخيرين". وقالت "لي", وهي بائعة في مشروع سكني جديد آخر في باودينغ لمراسل وكالة أنباء شينخوا إن حجم مبيعاتهم سجل رقما قياسيا جديدا الأسبوع الماضي, مضيفة إن الشقق الشاهقة بيعت بسعر 7200 يوان لكل متر مربع (أكثر من 100 دولار أميركي لكل قدم مربع), بزيادة ألف يوان مقارنة بما كانت عليه قبل ثلاثة أشهر. وتابعت :" سنضيف 300 يوان في السعر قريبا، يجب عليكم اتخاذ القرار بسرعة قبل أن يرتفع السعر بشكل أكبر." من جهة أخرى قال مسؤول لم يرغب في الكشف عن اسمه من مصلحة باودينغ للإسكان والتنمية الحضرية والريفية إن كثيرا من المشاريع باعت عشر شقق خلال أسبوع واحد، ولكن حجم المبيعات حاليا ارتفع عدة أضعاف , لافتا إلى أن مطوري العقارات ينتهزون الفرصة لإخلاء الكمية الضخمة للشقق المخزونة التي تم بناؤها خلال السنوات الماضية. بيد أن المحليين ليسوا جميعا سعداء بارتفاع الأسعار، حيث أصبح الإسكان الآن غير قليل التكلفة في هذه المدينة منخفضة الدخل, حيث يقلق الأشخاص من حدوث تأثيرات تطرأ على أسعار السلع الأخرى وتأثيرات سلبية في معيشتهم . وقالت امرأة محلية لقبها "تشانغ" إن "أسعار المساكن في باودينغ كانت مستقرة، وخططنا لشراء شقة أخرى في العام القادم, ولكننا نشتري قبل الموعد المقرر لأن الأسعار قد تصبح غير ميسورة التكلفة إذا انتظرنا سنة أخرى." وأعرب تشو تشونغ يي نائب رئيس جمعية صناعة العقارات الصينية عن اعتقاده بأن العاصمة ستنقل بعض الوظائف إلى مدن مجاورة إذ أن بكين وتيانجين وخبي أصبحت متكاملة بشكل أكبر ولكن الأمر سيتطلب وقتا من أجل الاجراءات التفصيلية لتنفيذها. وحذر تشو من أن الاستثمار الأعمى سيعود بمخاطر مدن الأشباح في حال نقص دعم الصناعة . وبدوره, قال يي بنغ مدير مركز بحوث التحضر لمنتدى المالية الدولية إن التكامل بين بكين وتيانجين وخبي ليس مفهوما جديدا، حيث تم إحراز تقدم بسيط. وأضاف يي "إن على السلطات المحلية الإعلان عن الإجراءات المفصلة بدلا من مجرد تهويل المفهوم."