موسكو - أ.ف.ب
حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء سلطات اوكرانيا من الاستمرار في رفض سعر الغاز الذي اقترحته بلاده وذلك اثناء مفاوضات تجري منذ الاثنين ببروكسل وتم تعليقها دون التوصل الى اتفاق.
وتصر كييف على رفض مقترح روسي بخفض السعر بمئة دولار ليصبح 385 دولارا للالف متر مكعب من الغاز.
ويبقي فشل هذه المفاوضات التهديد قائما بالنسبة للاتحاد الاوروبي بقطع جزء من امداداته في حال قطع الغاز عن اوكرانيا البلد الذي تعبر منه نصف كمية الغاز الذي تشتريه دول الاتحاد من روسيا.
واكد بوتين خلال اجتماع للحكومة في موسكو ان هذا هو السعر الاخير.
وقال بوتين "نرى ان مقترحاتنا هي مقترحات شركاء يريدون دعم الاقتصاد الاوكراني في الاوقات الصعبة".
واضاف "لكن اذا رفض عرضنا سننتقل الى مرحلة مختلفة تماما ولن يكون ذلك خيارنا. لا نرغب في ذلك" في وقت مددت غازبروم الاربعاء حتى 16 حزيران/يونيو مهلتها لاوكرانيا حول تسديد ديونها حول الغاز مع امكانية اعتماد نظام الدفع المسبق الذي يمكن ان يؤدي الى قطع الامدادات.
واكد وزير الطاقة الاوكراني يوري برودان اثر مفاوضات ببروكسل مع نظيره الروسي الكسندر نوفاك والمفوض الاوروبي للطاقة غونتر اوتينغر، رفض كييف للمقترح الروسي.
ولم يتم تحديد اي موعد جديد لكن المفاوضات ستستمر على كافة المستويات بحسب اوتينغر الذي اعتبر ان المقترح الروسي يمكن ان يعتبر "بمستوى مقبول" اذا تعهدت موسكو بالابقاء على هذا السعر لمدة عام.
واكد الوزير الروسي في تغريدة ان استئناف المفاوضات ليس "ممكنا الا حين تفي اوكرانيا بالتزاماتها بشان تسديد ديونها".
واعتبرت اوكرانيا ان العرض الروسي مرتفع جدا مقارنة بسعر 268 دولارا الذي كان معتمدا قبل الازمة الاوكرانية الروسية ولا ينطوي على ضمان لانه جاء بقرار خفض حكومي وليس بناء على اتفاق تجاري رسمي، بحسب ما اوضح الوزير الاوكراني.
وكانت روسيا حددت سعرا غير مسبوق للغاز في اوروبا، عند 485 دولارا للالف متر مكعب ، وذلك منذ تولي سلطات مؤيدة للغرب السلطة في كييف.
وكان رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك رفض منذ صباح الاربعاء العرض الروسي .
وقال "اننا نعرف جيدا هذه المناورات الروسية حيث تقرر حكومتهم التخفيض ومن الممكن ان تلغيه الحكومة بعدها" مؤكدا "موقفنا يبقى كما هو، نريد تغييرا في العقد".
لكن بوتين رفض هذه الاتهامات .
وقال بوتين "ان شركاءنا الاوكرانيين قلقون على ما يبدو من امكانية تطبيق الخفض بسهولة والغائه بسهولة احاديا".
واكد "لم نتصرف يوما على هذا النحو لقد ابدينا دائما احتراما كبيرا لالتزاماتنا".
وتابع "وفقا للمعلومات التي نتلقاها اليوم المسالة ليست في هذه الاليات بل في ان شركاءنا الاوكرانيين يريدون المزيد من الخفض يعتقدون انهم قادرون على المطالبة بالمزيد".
واضاف "اذا كان هذا الواقع فيبدو ان المفاوضات تتجه الى طريق مسدود".
وقد اعلنت غازبروم صباح الاربعاء تاجيل المهلة التي حددتها لاوكرانيا لسداد ديونها الى 16 حزيران/يونيو وذلك بعد ان حصلت من كييف على دفعة اولى بقيمة 786 مليون دولار.
وكانت الاجواء شهدت بعض الانفراج الثلاثاء بين كييف وموسكو بعد اعلان الرئيس الاوكراني الجديد بترو بوروشينكو اقامة ممرات انسانية تطالب بها موسكو في مناطق القتال في شرق اوكرانيا.
وكرر بوروشنكو الاربعاء نيته اجراء حوار بين كل اطراف النزاع في الشرق، لكنه طالب "الارهابيين بتسليم السلاح" بحسب بيان للرئاسة.
من جانبه، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "على ضرورة وقف العملية العسكرية التي تخوضها كييف في جنوب شرق (اوكرانيا) وتوفير شروط وقف اطلاق النار وتلبية الاحتياجات الانسانية العاجلة واجراء حوار وطني حقيقي حول مستقبل اوكرانيا"، وذلك خلال مكالمة هاتفية مساء الاربعاء مع نظيره الاميركي جون كيري بمبادرة من الاخير.
واعلنت وزارة الصحة الاوكرانية الاربعاء ان المواجهات بين الانفصاليين الموالين لروسيا والقوات الاوكرانية في شرق البلاد اسفرت عن 270 قتيلا في شهرين.