لندن ـ وفا
رحب نشطاء حقوقيون ومتضامنون مع الشعب الفلسطيني بإعلان إغلاق أكبر مخزن تابع لشركة صودا ستريم في المملكة المتحدة، وقرار أشهر متاجر التجزئة، جون لويس، بسحب كافة ماكينات المشروب الغازي التي تنتجها الشركة من رفوف متاجره.
وتعد هذه القرارات نجاحا كبيرا لحملة المقاطعة وسحب الاستثمار وفرض العقوبات الدولية التي واضبت على مدى عامين متتالين التظاهر أمام متجر جون لويس بالإضافة إلى استغلال وسائل الإعلام للفت الأنظار حول تواطؤ الشركة المنتجة مع الاحتلال غير المشروع للضفة الغربية.
وأوضحت صودا ستريم في بيان لها أن 'فرع إيكو ستريم الموجود في برايتون والذي افتتح في عام 2012 قد تم إغلاقه بعد اختبار لمدة سنتين، حيث قررت الشركة أن تركز أعمالها على قنوات أخرى، وتحديدا في شراكات التوزيع بالتجزئة'، ولم يتم نسب قرار إغلاق الفرع إلى الاحتجاجات المتنامية ضد المصنع وموقعة.
وقالت الناطقة باسم صودا ستريم في المملكة المتحدة، إن 'الشركة حققت انتشارا واسعا وهي في حالة نمو وتسجل زيادة 20% كل سنة' في حين أفادت مصادر إعلامية أن الخطوة قد تسببت بخسائر كبيرة في مبيعات الشركة.
ويرتبط اسم صودا ستريم أيضا بالممثلة الأميركية سكارليت جوهانسون التي استقالت من منصبها كسفيرة لجمعية اوكسفام الخيرية بعد الانتقادات التي وجهت إليها على خلفية تعاقدها مع الشركة، حيث اختارت جوهانسون أن تتخلى عن منصبها في اوكسفام عوضا عن التخلي عن تعاقدها التجاري مع صودا ستريم، موضحة أنها تختلف في الآراء مع اوكسفام التي توافق على مقاطعة المصنع ومنتجاته لتواجده على أرض محتلة.
ويقع مصنع صودا ستريم في المنطقة الصناعية ميشور ادوميم في مستوطنة معاليه أدوميم المقامة على أرض محتلة بموجب القانون الدولي، حيث تم تدمير سبع قرى فلسطينية وتهجير سكانها من أجل بناء هذه المستوطنة.
وقامت حملة التضامن مع فلسطين بشكل متواصل بتنظيم احتجاجات خارج متجر جون لويس في شارع أكسفورد في لندن بالإضافة إلى اتصالات مباشرة مع الرئيس التنفيذي لشركة جون لويس، أندي ستريت، لحثه على وضع اعتبار للتجارة الأخلاقية قبل الأرباح.
وقالت مديرة حملة التضامن مع فلسطين سارة كولبورن، 'إن إغلاق فرع صودا ستريم الرئيسي في المملكة المتحدة وسحب منتجات الشركة من رفوف سلسة جون لويس هو نجاح كبير لحملة المقاطعة وسحب الاستثمار وفرض العقوبات'.
وأضافت: 'يجب أن يكون للفلسطينيين الحق في دولة خاصة بهم على أرضهم لإنشاء مصانع خاصة بهم وتوفير فرص العمل وتشغيل اقتصادهم، فالمستوطنات الإسرائيلية تلتهم الضفة الغربية، وتحرم الفلسطينيين من هذا الحق.'
وتعتبر الحملة أن صودا ستريم متواطئة في احتلال إسرائيل غير الشرعي للضفة الغربية من خلال بناء مصنعها والمساهمة ماليا من خلال الضرائب.
وأضافت أن الضربة التي نالتها صودا ستريم يجب أن تكون بمثابة تحذير للشركات الأخرى التي تختار أن تتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي وإعلان صريح بأن أعمالهم غير مرحب بها في المملكة المتحدة.
وأضافت أن على متاجر التجزئة أن تحذو حذو متجر جون لويس بالتخلي عن صودا ستريم وأن تضع بالحسبان المبادئ التوجيهية للعمل الحكومي في المملكة المتحدة التي تحذر الشركات من الضرر المحتمل عند التعامل مع الشركات الاستيطانية.
وأكدت حملة التضامن مع فلسطين أنها ستستمر بحملتها لإقناع تجار التجزئة الأخرى، بما في ذلك أرغوس وسينسبري، لوقف بيع منتجات صودا ستريم.
فيما قالت حملة التضامن في برايتون أنهم وجهوا رسالة لسكان المدينة للوقوف ضد انتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين وكانت استجابتهم رائعة حيث أوضحوا أنهم لا يريدون منتجات المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في بلدتهم.
واختتمت بيانها برسالة إلى المخازن التجارية الأخرى التي تقوم ببيع منتجات صودا ستريم، بأنهم سيستمرون بنشر رسالتهم الهادفة بالنيابة عن الشعب الفلسطيني.
"صودا ستريم" تغلق أكبر فروعها في بريطانيا بعد عامين من الإحتجاجات