الخرطوم ـ عبدالقيوم عاشميق
أكد رئيس البرلمان السوداني، أحمد إبراهيم الطاهر، أن بلاده حريصة على تقوية علاقاتها مع دولة الجنوب، وأنها الأحق بإقامة علاقات طيبة نسبة إلى الروابط التاريحية والاجتماعية التي تجمع البلدين. ورأى الطاهر أن "أي خلاف ينشأ بين البلدين يجب أن يظل داخل الأسرة الواحدة"، مجددًا استعداده لمدّ جسورالتعاون مع جنوب السودان، فيما وصف زيارة وفد من برلمان جنوب السودان إلى الخرطوم بأنها "بادرة على طريق تحسين العلاقات بين البلدين، من أجل التنسيق بينهما في المحافل الإقليمية والدولية بما يحقق مصلحة شعبي البلدين". وقال رئيس وفد برلمان الجنوب، كوم قيق، في تصريحات له، "لابد أن يبذل كل طرف منّا أقصى ما يستطيع لصالح تقوية العلاقات، وأن كثيرًا من أعضاء برلمان بلاده الحالي، كانوا أعضاءًا في برلمان السودان قبل الانفصال، واستفاد هؤلاء من تجربتهم البرلمانية"، مشددًا على أهمية التواصل بين المؤسسات التشريعية والتنفيذية بين البلدين وتبادل الخبرات. كما أجرى الوفد البرلماني الجنوبي، لقاءات مع نظرائه في البرلمان السوداني، وقدم الوفد الدعوة إلى الخرطوم للحضور والمشاركة في مؤتمر "مكافحة الفساد" الذي سينعقد في أوغندا، ويضم لجان الحسبة في برلمانات جنوب وشرق أفريقيا. ورحب رئيس اتحاد عمال السودان، البروفسير إبراهم غندور، بوفد اتحاد نقابات الجنوب، وقال غندور في جلسة مباحثات مشتركة، الثلاثاء، "إن علاقات قادة الاتحاد في البلدبن، علاقات قديمة تعود إلى فترة ما قبل الانفصال، الأمر الذي سيساعد في أن تكون علاقات الاتحادين متميزة، وإن الخلافات السياسية بين البلدين في الفترة الأخيرة، لم تمنع من مدّ جسور التعاون، في حين أكد رئيس اتحاد عمال الجنوب سايمون دينق، أن العلاقات المشتركة في أعقاب الاتفاق على المصفوفة الموقعة أخيرًا، من شأنها الانتقال بالعلاقات إلى أفاق أرحب، وأن رئيس بلاده سلفاكير ميارديت يتابع تنفيذ هذه الاتفاقات بدقة، كما جرى الاتفاق على النظر في محاور التدريب والاستثمار وتبادل الزيارات، ودفع استحقاقات للعمال تعود إلى سنوات ماضية، بالإضافة إلى التنسيق بينهما في المؤتمرات الدولية والإقليمية، كما تلقي اتحاد عمال السودان الدعوة للمشاركة في احتفالات جوبا بالذكري الثانية لقيام الدولة الوليدة في التاسع من تموز/يوليو، ومن المتوقع أن يتم حينها التوقيع على مذكرات إضافية بين الاتحادين. وكان مجلس أحزاب حكومة الوحدة الوطنية في السودان، وقيادات سياسية وأهلية وقبلية من دولتي السودان والجنوب، ذات صلة بالشريط الحدودي، قد وقعا أخيرًا على ميثاق يدعو إلى التعايش السلمي، وتبادل المنافع واحترام الاتفاقات الموقعة بين البلدين، ونبذ العنف الشعبي، والعمل على حفظ السلام والاستقرار في المنطقة، كما تم تكوين لجنة عليا ضمت قيادات سياسية وقبلية للتنسيق مع المكونات الشعبية في الحدود، لتقوم بدورها في التشجيع على التعايش السلمي والاجتماعي والأمني بين شعبي البلدين.