دمشق – العرب اليوم
قال المركز الصحفي السوري، إن مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا طرح على طاولة مفاوضات حل الأزمة السورية، تطبيق "النظام الفدرالي"، وتغيير شكل نظام الحكم فى المستقبل، فيما اعتبر سوريون أن هذا الطرح ترويج لفكرة الدولة الاتحادية الفيدرالية لسوريا المستقبلية وبداية تقسيم عملى لسورية.
وكشف معارضون سوريون أنه فى الوقت الذى علقت فيه المفاوضات بين المعارضة السورية والنظام في جنيف، استشار دى ميستورا بعضا من ممثلو المعارضة السورية حول رأيهم بأن يكون شكل الدولة السورية فيدراليا، وأكّدوا وجود إجماع على رفض الفكرة، والتشديد على مركزية الدولة فى المستقبل. ونقل المركز الصحفى السورى عن وسائل إعلام إيطالية، قول أكثر من شخصية معارضة بأن المبعوث الأممى "استشار معارضين ممن يُطلق عليهم اسم (مجموعة موسكو) برأيهم أن تصبح سوريا دولة فيدرالية، كما ناقش معارضين آخرين مستقلين بالفكرة وشرح هذا الشكل من الحُكم فى سوريا المستقبل". وأكد معارض سورى أن من طُرحت عليهم الفكرة "رفضوها، وشددوا على ضرورة أن تبقى سوريا مركزية، فيما لاقت بعض الرضى لدى معارضين سوريين من قوميات غير عربية". وكشفت إحدى الشخصيات المعارضة أنها لمست من كلام المبعوث الأممى أن هناك تأييدا من روسيا ومن النظام لهذا المبدأ، وأن المشكلة تكمن فى إقناع المعارضة السورية، بمن فيهم (مجموعة موسكو) ومجموعة المستقلين، الذين رفضوا الفكرة بدورهم، رغم تقارب بعض طروحاتهم مع طروحات روسيا. وقال المركز الصحفى السورى أن سوريين يعتقدون أن موسكو تحاول الترويج لفكرة إقامة فيدرالية فى سوريا تحكمها الجغرافيا، حيث يلقى هذا الطرح قبولا من بعض مؤيدى النظام ومن سوريين من قوميات أخرى، كالأكراد الذين يرون أن الدولة الاتحادية الفيدرالية "أرقى أشكال الدولة فى سوريا"، وفق الوثيقة التأسيسية للمجلس الوطنى الكردى. وأقام حزب الاتحاد الديمقراطى الكردى السورى إدارة ذاتية لمناطق تقع تحت سيطرته فى شمال سوريا، وانتخب برلمانا، وعين وزراء، كما أسس ميليشيات عسكرية ذات غالبية كردية؛ لحماية منطقة إدارته الذاتية، وأشرك فى هذه الإدارة بعض الأحزاب والقوى غير الكردية. فيما يخشى السوريون أن يكون طرح المبعوث الأممى هو ترويج لفكرة الدولة الاتحادية الفيدرالية لسوريا المستقبلية وبداية تقسيم عملى لسوريا، خاصة مع تضاؤل فرص الانسجام بين مكونات الشعب السورى؛ نتيجة حجم العنف الذى ولّدته الحرب الأهلية.