بقلم أحمد المالكي
لا أحد ينكر أن ماحدث في فرنسا من اعتداء على صحيفة "شارلي إيبدو" هو عمل إجرامي بكل المقاييس. ولا أحد يوافق أبدًا على هذا العمل الإجرامي، لكن أي عمل إجرامي يكون ورائه دوافع قوية.
ويبدو أن الدافع هنا الإساءة التي توجهها هذه الصحيفة إلى الإسلام ورسول الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قال -بعد زيارته إلى مكان الحادث- إن فرنسا مستهدفة لأنها بلد الحريات.
ولكن يبدو أن السيد فرانسوا هولاند لا يدرك خطورة أن يكون من الحرية الاستهزاء من دين وجماعة دينية موجودة في فرنسا؛ لأن الأديان يجب أن تكون خط أحمر.
ولا يجب أن نعتبر أن من حرية الرأي والتعبير التطاول على الأديان، ليس الدين الإسلامي فقط ولكن أي دين.
مثل هذه الأشياء هي حماقات ليس إلا، أما حرية الرأي أن تقول ما تريد لكن ابتعد دائمًا عن السخرية من اي دين وليس دين بعينه.
واعتقد أن فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية فتحت ذراعها لجماعات إرهابية وسمحت لها بالكتابة في صحفها والظهور في إعلامها، ووصف ما حدث في مصر بالانقلاب من أجل النيل من أمن مصر؛ لكن كما نقول "اللي يحضر العفريت يجب أن يصرفه"
بعض الذين خرجوا من دول أوروبية وانضموا إلى صفوف "داعش" قالوا إن من أسباب خروجهم هو اضطهاد المسلمين في هذه الدول. وللأسف هؤلاء سوف يعودون مرة أخرى إلى هذه الدول وسوف يقومون بتنفيذ عمليات انتقامية حتى لو تم تشديد الإجراءات وتم منع دخولهم إلى لأن الإرهاب سوف يحرق الكل وليس دولة بعينها كما كان يظن الغرب والأميركان.
حادث "شارلي إيبدو" الهدف منه الانتقام من العاملين في هذه الصحيفة وإذا كان "داعش" يقف وراء هذا الحادث فإنها سوف تكون بداية العمليات الإرهابيه في فرنسا خاصة بعد إعلانها إرسال حاملة طائرات إلى الخليج لمحاربة "داعش"
وعلينا جميعًا أن ندين الحادث بشدة لأن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان يرد الإساءه بالمعاملة الحسنة وليس بالقتل.
وعلى فرنسا والدول الأوروبية أن تضع حدًا لحماقات الصحف والإعلام الغربي الذي قد يقف ورائه جماعاتٍ تهدف دائمًا إلى الإساءة إلى الإسلام ونبي الإسلام وإلا سوف تكون النتيجة صناعة إرهابيين جدد.