أحمد المالكي
في افتتاحية (راي اليوم) الإلكترونية، الجمعة الماضية والتي يرئس تحريرها عبدالباري عطوان جاء فيها أن الأمم المتحدة أعلنت أن 15 مليون مدني قتلوا خلال غارات التحالف العربي علي اليمن وأن 80% من المدنيين يعانون بسبب نقص المواد الغذائية والصحية.
صحيح أن الغارات والدعم الخليجي والعربي لقوات هادي والمقاومة الشعبية ساعدت كثيرًا على كسر شوكة الحوثيين لكنه أيضًا استهدفت المدنيين بحسب تقارير أممية وهذا ما نرفضه شكلًا وموضوعًا ولا نرضى أبدًا أن يتم استهداف المدنيين في هذه الغارات ونطالب بفتح تحقيق في ذلك وتقديم المتورطين إلى المحاكم الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب مهما كان الطرف المعتدي سواء قوات التحالف العربي بقيادة السعودية أو الحوثيين لأن المدنيين لا ذنب لهم في هذا الصراع الدموي بين الحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح ضد هادي ورجاله من المقاومة الشعبية.
وكل طرف من هؤلاء يبحث عن السلطة بينما يبحث المدنيون عن حياة ’منة وحياة مستقرة بعيدًا عن القصف وصوت الصواريخ والدمار لذلك الاستمرار في العمليات العسكرية لابد أن يكون معه مباحثات ولقاءات سياسية ليس كما حدث في جنيف من قبل وفشلت المباحثات لكن لابد أن تكون هذه المرة مباحثات جادة وبناءة يخرج بعدها الطرفان لتنفيذ البنود التي تم الاتفاق عليها ويكون هناك مرحلة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات تساعد على استقرار وأمن اليمن وإعادة الأمل مرة أخرى لكن من خلال البناء وليس من خلال العمليات العسكرية.
سوريا أيضًا تحتاج إلى حل وليس من المعقول حتى الآن لا تستطيع الأطراف الإقليميه ولا الدولية إيجاد حل للأزمة السورية التي شردت الملايين من السوريين في كل دول العالم وأصبح اللاجئون السوريون منتشرين بكثرة سواء في الدول العربية أو الدول الأوربية التي انزعجت من توافد أعداد كبيرة من السوريين إلى أراضيها.
وبحسب صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية فإن دول شرق أوروبا وضعت معاييرلقبول طلبات اللجوء السورية التي ركزت على أن تكون طلبات القبول مقدمة من السوريين المسيحيين فقط.
ولا أعرف لماذا تقتصر هذه الدول على قبول السوريين المسيحيين فقط هل بسبب العائلات المسيحية التي تقوم داعش بخطفها في سوريا أم بسبب تخوف هذه الدول الأوروبية من السوريين المسلمين وترى أنه من الممكن أن يندس بينهم عناصر لديها أفكار متطرفة وإذا كان هذا صحيح فهذه مصيبة لأن هؤلاء المتطرفين شوهوا صورة الإسلام لدرجة أن تفكر هذه الدول بهذه الطريقة خوفًا من المسلمين بحجة أنهم يحملون أفكارًا متطرفة وهذا ظلم للإسلام والمسلمين
أيضا كانت هناك مظاهرات السبت في لندن من الجالية السورية بسبب الذكرى الثانية لمجزرة الغوطة والتي راح ضحيتها 1400 شخص نتيجة الغازات السامة، ومن وجهة نظري أن الطرفين يتحملوا هذه المجزرة وغيرها من المجازر في سورية، ومن خلال متابعتي للأزمة السورية منذ بدايتها وحتى الآن الطرفين ارتكبوا جرائم في حق الشعب السوري، وللأسف كلا الطرفين يعطي لنفسه الحق للحديث باسم الشعب السوري الذي يقتل ويشرد في كافة بلاد العالم، وللأسف أيضًا الطرفين غير مسيطرين على الأوضاع في سورية بعد تدخل تنظيم "داعش" في الخط.
وبحسب تقارير صحفية أجنبية تقول إن بشار الأسد يسيطر فقط على سدس سورية وان عدد الجيش السوري انخفض 50 في المائه مقارنة بما قبل الصراع وكان عدد الجيش 300 ألف جندي.
وذكر أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض السابق في حوار مع زينة يازجي على قناة سكاي نيوز عربية أن الاتفاق النووي بين الغرب وإيران لم يغيّر موقف إيران من نظام بشار الأسد، وهذا صحيح لأن إيران حتى الآن متمسكة ببقاء الأسد، وتحدث الجربا عن الجيش السوري الحر وقال إن الجيش أضعف من السابق، وهذا صحيح أيضًا وهناك من اتجه منهم إلى تنظيمات وجماعات أخرى منها "داعش".
الحل الآن لابد أن تنتهي هذه المهزلة ويتنازل جميع الأطراف من أجل حقن باقي الدم السوري ويتوحدوا حول هدف واحد هو القضاء على الإرهاب والقضاء على داعش لأن كل ما تفعله أميركا وتركيا بحجة القضاء على داعش لن يفيد وهما سبب هذا الإرهاب عندما فتح أردوغان حدوده لدخول المتطرفين وعبورهم إلى الأرا ضي السورية.
جنيف 3 أو جهنم 4 ليس مهمًا الاسم لكن المهم الاتفاق حول عودة سورية مرة أخرى وعودة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم بعد فرارهم من الموت إلى خارج الحدود السورية.