بقلم : محمود حساني
تناولنا في المرة السابقة ، قضية هامة من القضايا التي تشغل بال كل مواطن مصري حريص وغيور على مصلحة بلده ووطنه ، وهي قضية " التعليم " . هذه المرة سنتناول قضية هامة وخطيرة لا تقل عن قضية التعليم ، بل في اعتقادي واعتقاد الكثير من المعنيين بالشأن المصري تفوق عنها أهميةً وخطورة ، وهي قضية " الأخلاق " ، التي انعدمت خلال السنوات الخمسة الماضية ، وأصبحت نتائجها حاضرة بقوة.
يُحكى لي صديق مصري، يعيش ويدرس في بريطانيا ، عاد منذ أسبوعين إلى وطنه الأصلي " مصر"، لاحظ العديد من الأشياء السيئة ، التي جعلته يشعر كأنه أجنبي في بلده " مصر " ، فمصر التي تركها عام 2010 ، تحتلف كثيراً عن مصر 2016 ، أهم ما رصده غياب الضمير ، وانتشار ثقافة الاستغلال ، وسب الدين ، وسب الوالدين ونعتهم بأفظع الألفاظ القبيحة ، هذا بالإضافة إلى ظاهرة العراك الدائم بين الناس .
غير أن المُثير للدهشة ، أن هذه الثقافة السيئة تغيب وبقوة خلال شهر واحد من شهور السنة ، وهو شهر رمضان ، وتحل محلها بقوة ثقافة التحلي بالأخلاق الحميدة ، بما يتناسب مع فضائل هذا الشهر الكريم ، على أن تعود الثقافة القديمة مُجدداً إلى الظهور مع أول أيام العيد .
سيدى الرئيس.. لقد وصلت أخلاق المصريين ، إلى درجة كبيرة من التدني والسوء ، على الرغم من قيام ثورتين شعبيتين ، كان محل احترام وتقدير من العالم بأسره ، وكنا نصبو عليهما الأمال والطموحات في أن تنهض بالأخلاق وسلوكيات المصريين إلى الأحسن ، إلا أن ما حدث خلاف ذالك ، انعدمت الشهامة ، وزال الخير ، وغاب احترام الكبير ، وسادت البلطجة وعمت الفوضى والهمجية .
سيدى الرئيس ..أن الصفات الجيدة التي كان يتحلى بها المصريين منذ قديم الأزل تتواري وتنذر بالإندثار خلال السنوات القليلة المقبلة ، مالم نتحرك وتتحرك معنامؤسسات الدولة من الأزهر والكنيسة والوزارات المعنية كالتربية والتعلم ، بعد أن غاب دورها التربية ، وانتهى دورها في التعليم ، كذالك هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق وزارة الشباب والرياضة ، في النهوض بأخلاق المجتمع والحفاظ على ما تبقى من عادات وتقاليد أصيلة .
سيدى الرئيس .. أعلم أنك تعي تماماً حجم هذه المشكلة وخطورتها ، واعلم أنك تحركت وتبنيت مبادرة " أخلاقنا" ، التي تنطلقت منذ شهور ، كمحاولة جادة منكم للنهوض بأخلاق المجتمع ، إلا أن المبادرة فشلت قبل أن تبدأ ، فلا سبيل أمامنا سوى البحث عن أسباب فشلها والعمل بسرعة على علاجها ، وتبنى أفكاراً جديدة .
قال الشاعر :"وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا، وإذا أصيب القوم فى أخلاقهم.. فأقم عليهم مأتما وعويلا، صلاح أمرك للأخلاق مرجعه.. فقوم النفس بالأخلاق تستقم".. سيدي الرئيس لا تنمية ولا تقدم ولا استقرار إلا بالأخلاق .. فعلينا أن نتحرك قبل فوات الآوان ..