بقلم ـ أكرم علي
قرر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن تكون السودان قبلته الأولى في جولاته الخارجية بعد توليه المنصب بداية الشهر الجاري، وذلك لعدة أسباب أولها أهمية المحيط السوداني واعتباره همزة الوصل بين العرب والمحيط الأفريقي، وربما يكون السبب الثاني لإزالة أي خلافات بين السودان والأمين العام حين صدر منه تصريحات اعتبرتها السودان مضادة لها حين كان وزيرًا لخارجية مصر قبل ثورة 25 يناير، وأن تكون الفترة المقبلة فترة تكامل وتعاون بين الجانبين بما يخدم المصالح العربية المشتركة.
وأعتقد أن الأمين العام للجامعة العربية رأى أنه من الضروري أن يعمل على تعزيز علاقته بالدول التي كانت بينها وبين الأمين العام بعض من التحفظ وخاصة السودان وقطر لما صدر من أبو الغيط من تصريحات أدت إلى غضب كل من قطر والسودان خلال السنوات الماضية قبل ثورة 25 يناير وبعد أن ترك المنصب أيضا وذلك عبر عدة حوارات إعلامية قام بها.
وإن مهمة الأمين العام الجديد بدأت فعليًا اليوم بزيارته الخارجية الأولى والتي يعقبها زيارات إلى دول أخرى وأتوقع ان تكون الدوحة وجهته المقبلة ثم الكويت وبعدها البحرين والسعودية وغيرها من باقي الدول العربية الأعضاء. وما أعلنه الأمين العام أبو الغيط عقب لقاء الرئيس السوداني عمر البشير بسعيه لإقناع الدول الأعضاء، بمنح دولة جنوب السودان صفة "مراقب خاص" في الجامعة، لتوطيد الصلات مع هذه الدولة التي انفصلت عن السودان عام 2011 هي خطوة حقيقية وبداية مشواره الفعلي في الجامعة العربية والتي أتوقع أن تشهد فترة توليه طفرة في العمل العربي المشترك.
القمة العربية المقبلة والمقرر انعقادها في العاصمة الموريتانية نواكشوط تعد بمثابة اختبار أيضا للأمين العام الجديد حول صيغة الإعلان الختامي لها واتخاذ القرارات التي تنتظرها القمة وخاصة قرار تشكيل القوة العربية المشتركة وهل سيتم إعلانها أم إلغائها تماما حسب ما توقعت بعض المصادر الدبلوماسية، فضلا عن القضايا الأخرى المشتعلة في سوريا وليبيا واليمن والتي تنتظر قرارات حاسمة تعمل على حل الأزمات بها في أقرب وقت ممكن.
إن المهمة التي يقوم بها أبو الغيط صعبة للغاية في ظل الظروف التي تمر بها دول الربيع العربي خاصة وما يستلزم ذلك جولات ولقاءات مكثفة تصل إلى ضرورة التعاون والتكاتف لمواجهة تلك الأزمات.