بقلم :عبدالمنان الميزي
لم تستقر العلاقات السعودية الإيرانية منذ بداياتها على وتيرة هادئة فكانت العلاقات مترنحة بين الهدوء والتأزم وكانت السياسة الإيرانية من بداياتها متطاولة على أنظمة جيرانها بكل تعسف على الشكل العام وتخصيصاً على المملكة العربية السعودية رغم ما أبدته الأنظمة السعودية المتعاقبة مع أنظمة إيران المختلفة من مرونة وتغاض ورغم كل محاولات النوايا الحسنة من الطرف السعودي لتفاد التوتر في العلاقات والبعد عن التبادل بالمثل مع هذا كله لم تسلم المملكة العربية السعودية من تطاول النظام الإيراني على خصوصيتها رغم المبادرات الطيبة من النظام السعودي وقوبل ذلك برد فعل معاكس ومعادي وبشكل أكثر حدة وعنف حتى وصل الأمر إلى التعدي على أراضيها وطرق حدودها بالعدوان .
وهذا واضح جداً من خلال التبجح الصارخ من قبل رؤوس النظام الإيراني وملاليه والتدخل السافر في الشأن السعودي في كل الأوجه ولم تكتفي إلى هذا الحد بل وصل الأمر إلى تحريض الرأي العالمي ضد السعودية بكل الوسائل الممكنة والمتاحة والتهديد المتواصل لزعزعة أمنها الوطني والقومي والتعدي على استقرارها .
ورغم فشل إيران فيما تخوضه ضد السعودية إعلامياً وسياسياً وإطلاق الاتهامات العشوائية التي ليس لها مصدر حقيقي من الصحة فإن إيران ما زالت تشن غاراتها بكل الوسائل وكشفت عن نواياها الخبيثة ضد السعودية وتكيل عليها أشد العبارات المشينة التي لا يستخدمها عاقل .
وهنا يجب أن نذكر شيئاً مهماً في هذه العلاقة المتأزمة بين البلدين فالسعودية رغم ما يزاوله النظام الإيراني ضدها من تعامل شرس ووحشي ومتعجرف قابلت كل ذلك بهدوء أعصاب وتغاضٍ عن الكثير من المهاترات فالنية واضحة من الطرف السعودي بأن يكون هناك خيط أمل لبناء علاقة مستقرة في المستقبل واتبعت معها أسلوب سياسي متزن بعيد عن الأسلوب الأرعن الذي ينتهجه النظام الإيراني فكثيراً ما مدت السعودية يد المصافحة والمسامحة ولكن النتيجة كانت العض .
فأسلوب التعامل السياسي المتزن من الطرف السعودي أفشل كل محاولات الطرف الثاني وأدانته إدانة كاملة فسياسة الدفاع أفضل من سياسة الهجوم وهذا ما تنتهجه المملكة العربية السعودية في تعاملها مع النظام الإيراني .
ولكن كل ذلك لم يمنع التعسف الإيراني المتطاول على الشأن السعودي الخاص والسيادي من محاولات النيل من سيادة المملكة العربية السعودية حتى وصل الأمر إلى محاولات زعزعة الأمن الديني من خلال استغلال مواسم العبادات خاصة مواسم الحج والتاريخ شاهد حي على ما فعلته إيران في مقدسات المسلمين في الأراضي السعودية وتسببها في كوارث إنسانية حدثت بتخطيط وتحريض من أئمة إيران ونظامها .
المملكة العربية السعودية ما زالت تهيمن على الوضع المتأزم بعقلانيتها في التعامل فهي حتى الآن تلتزم بعدم الرد بالمثل ولكن تحتفظ بحقها كاملةً في توخي الحذر من خلال اتخاذ كافة التدابير الإستباقية تحسباً لأي غدر قد يتسبب في زعزعة أمن الحجيج وهذا واجبها تؤديه بكل إخلاص وأمانة وهذا ديدنها وهي أهلٌ لذلك وتؤديه باعتزاز وفخر وشرف .