الطبقية في الحج
استشهاد 16 فلسطينياً بقصف إسرائيلي استهدف منزلين في شمال النصيرات وسط قطاع غزة وزير الصحة الفلسطيني يُعلن استئناف حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة غداً مدير منظمة الصحة العالمية يُؤكد أن الوضع الصحي في شمال غزة مروع ويُدين الهجوم على مستشفى كمال عدوان وفاة الفنان المصري مصطفى فهمي عن عمر يُناهز 82 عاماً بعد تدهور حالته الصحية وفاة الفنان المصري حسن يوسف اليوم عن عمر يناهز 90 عاماً وزارة الصحة اللبنانية تُعلن حصيلة الغارة الإسرائيلية على مبنى في حي الرمل بقضاء صور في محافظة الجنوب ارتفعت إلى 7 شهداء و17 جريحاً وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 2653 شهيداً و12360 جريحاً الاحتلال الإسرائيلي يعتقل جميع الطواقم الطبية والجرحى في آخر مستشفى عامل بشمال غزة هيئة الطيران الإيرانية تعلن استئناف الرحلات الجوية بعد الهجوم الإسرائيلي شركة طيران أميركية تدفع ثمناً باهظاً لسوء معاملتها للمعاقين
أخر الأخبار

الطبقية في الحج

الطبقية في الحج

 لبنان اليوم -

الطبقية في الحج

بقلم : أحمد عبد الفتاح

أنعم الله علي هذا العام بأداء فريضة الحج..ويالها من نعمة لا يعرف حلاوتها إلا من ذاقها..بدءا من السعي للحصول علي تأشيرة الحج، وحتي ركوب الطائرة للذهاب إلي الأراضي المقدسة، كنت أشعر خلال هذه الفترة بسعادة رجل ليلة عرسه وربما أكثر.
ولكن !!! -وهذا هو بيت القصيد فيما أكتبه - شعرت أيضا بأن هناك طبقية وتمييز في الحج..بدءا من انهاء اجراءات دخول الحجاج أراضي المملكة وحتي طواف الإفاضة..وهو ما سأذكره بالتفصيل .

لا أنكر جهود المملكة التي بذلت وتبذل للتيسير علي ضيوف الرحمن، والتوسعات الكبيرة في الحرمين الشريفين والتطورات التي لحقت بأماكن المشاعر المقدسة،  إلا أن هذه الجهود صاحبتها ألوان شتي من التمييز بين الحجاج منذ وصولهم إلي الاراضي السعودية وانا هنا سأروي ما شاهدته بعيني:
الفوج الاماراتي:
كان ميعاد طائرتي علي الخطوط الجوية السعودية في الثانية والنصف صباحا..لكنها أقلعت في الخامسة بدعوي وجود عطل فني، ثم وصلنا مطار جدة في الثامنة صباحا بتوقيت السعودية وانتظرنا ساعتين ونصف لحين دخول منطقة ختم الجوازات، وما أن وقع علي رحلتنا الدور لختم جوازاتنا إذ بضابط سعودي يؤخرنا لانهاء اجراءات سفر فوج اماراتي أولا ..انتظرنا لأكثر من ساعة وسط تذمر وارهاق كبار السن ممن كانوا علي نفس رحلتي.
" عايز ارجع القاهرة"
ثم جائت أصعب مرحلة في انهاء اجراءات الدخول إن لم تكن في الحج علي الاطلاق..وتعرف بالتفويج..وهي عبارة عن نقل الحجاج من جدة الي المطوف في مكة المكرمة،  وتسليمه جواز السفر الذي لن تراه الا قبل عودتك لبلادك منعا لاي محاولة للبقاء في المملكة للعمل بعد الحج.
المهم في مرحلة التفويج هذه يكون الحجاج قد وصلوا لمرحلة من الارهاق لا توصف..وينتظرون بالساعات حتي يجدون من يرضي من مسئولي  وزارة الحج لنقلهم الي مكة..علما بانه غير مسموح بركوب تاكسي مثلا او اي وسيلة موصلات اخري، والغريب في الامر ان الباصات كثيرة ومع ذلك تجد الحجاج يستجدون هؤلاء المسؤولين لنقلهم..والمسؤلون يتهربون، ولا اعرف حتي الان سبب هذا التهرب سوي جمل يرددونها مثل " ان شاء الله..جمعوا ٤٩ لكي نكمل عدد ركاب الاتوبيس..اصبروا شوية" وغيرها من العباراة المطاطة التي لا تراعي اي شئ ..حينها سمعت صراخ اكثر من حاج " مش عايز احج..رجعوني
 القاهرة..حرام عليكم اللي بتعملوه فينا..انتوا بتستعبدونا" .
ضع المشهد السابق بجوار مشهد باصات مكتوب عليها " برنامج ضيوف خادم الحرمين" وهذه الجملة ستراهاطوال فترة الحج حتي في المدينة المنورة، هذه الباصات المتميزة تفتح لها الابواب وجميع الاكمنة لمجرد الشعار المكتوب عليها.
" الباص عطلان والسواق تايه"
بعد نحو ٤ ساعات استطعت ان ادخل وسط مجموعة لكي اركب معهم باص متهالك..وتكييفه سئ في ظل درجة حرارة مرتفعة..لكن كل ذلك أهون من مواجهة تعنت مسئولي وزارة الحج ورفضهم تسيير الباصات المتراصة والفارغة، تنسمنا عبير بيت الله الحرام بمجرد التحرك..ونسينا ما لاقينا من عنت توقا وشوقا لرؤية الكعبة..استوقفتنا سيارة كبيرة توزع مواد غذائية من فاعل خير.. وبعدها فوجئنا بتعطل الباص في وسط الطريق..وجائت عربة اخري لاصلاح العطل..ثم استكملنا المسيرة..لنفاجأ مرة أخري أن السائق تائه ولا يعرف الطريق لمكة لدرجة اننا مررنا علي كمين واحد ٣ مرات..ثار الحجاج علي
 السائق..ليرد الاخير قائلا " ياجماعة انا مصري زيكم وقدمت في برنامج العمالة المؤقتة وقت الحج علشان احج ودي اول مرة فحياتي اسوق هنا" ..حينها تبلد الجميع ..الهذه الدرجة يستخفون بالحجاج والعمال ايضا؟؟..تجاوزنا الموقف وظللنا نسال عن الطريق الي ان وصلنا لمكتب المطوف بعد مناوشات عدة بسبب طول الطريق والوقت.

" المطوف وشيك الاركاب"
يدفع كل حاج عند حصوله علي التاشيرة ما يعرف بشيك الاركاب للمطوف وهو ما يعادل الفي جنيه تقريبا..نظير الانتقالات من المطار لمكة ..ثم من مكة للمدينة..ثم الانتقال والاقامة بمشعري عرفات ومني..ومن المفترض انه لو لم يستخدم الحاج الخدمات السابقة " كأن يقيم مع اصدقاءه او اقاربه مثلا " فان له الحق في استرداد مستحقاته وهو ما لم يحدث.

عرفات..ومسجد نمرة
بعد اداء العمرة تحللنا حتي جاء موعد يوم التروية والذي احرمنا فيه للحج وانتقلنا ليلا الي عرفات ..ذلك الركان الاعظم..والمكان الذي دقت له قلوبنا كلما اقتربنا منه..ولم لا وهو موقع ترك الذنوب والخطايا.
في هذا المكان وجد الحجاج كل الرعاية والاهتمام سواء من ضباط الامن السعودي او من فاعلي الخير ..لكن عند ذهابي لمسجد نمرة وجدت كل الابواب مغلقة من قبل ضباط الامن لشدة الزحام..ودلف من بيننا حاج قال لضابط الامن انه يتبع البعثة الرسمية السعودية..فدخل لمسجد نمرة بكل سهولة..وتعجب كل التواقين لصلاة الظهر والعصر قصرا في نمرة تأسيا برسول الله..هل المسجد شديد الزحام علينا وعلي اعضاء البعثة لا؟!.
"مني ورمي الجمرات"
افضنا الي مزدلفة ثم سرنا بعد فجر يوم النحر الي مني في مشهد مهيب يشبه يوم الحشر..ولاقانا ضباط الامن السعودي برش المياة المثلجة تخفيفا من شدة حرارة الجو..فضلا عن كولديرات المياة المتراصة علي جوانب الطريق واعلاها مراوح ضخمة.
وما ان ظهر جسر الجمرات امامنا حتي وجدت مبني شاهقا عليه طائرة هليكوبتر..عرفت فيما بعد ان هذا المبني مهبط طائرة هليكوبتر مخصص للامن السعودي ولضيوف الملك من كبار المسئولين والشخصيات العامة حتي يتلاشو الزحام في رمي الجمرات، فضلا عن نفق ارضي مخصص للزعماء كاجراء تاميني.

رميت الجمرات في كل سهولة ويسر واثناء عودتي لمكة لكي اطوف طواف الافاضة لم اجد وسيلة مواصلات فاكملت السير وبعد وصولي الفندق قرات خبر حادث التدافع بمني..وبعدما طفت الافاضة عدت الي مني للمبيت بها..واثناء العودة وجدت طوفانا من الحجاج يسيرون علي اقدامهم نظرا لعدم وجود وسيلة مواصلات فضلا عن غلق الطريق المؤدي الي مني قبل جسر الجمرات بنحو كيلو متر..
كل هذا امر طبيعي..لكن غير الطبيعي هو مرور حافالات. " برنامج ضيوف خادم الحرمين" وغيرها من حافلات الخمس نجوم من كل الاكمنةالمؤدية الي مني..بينما يكمل باقي الحجاج رحلتهم سيرا علي الاقدام..ومن يبحث عن تاكسي او باص فسيجد نفسه فريسة للسائقين حيث لا رقيب ولا حسيب من وزارة الحج عليهم..فقد طلب احد سائقي التاكسي ٢٠٠ ريال من كل سائق ..اي ما يعادل ٤٥٠ جنيها ..لكي يسير به مسافة لا تزيد عن ٣ كم.
وصلت مني ورائحة الموت تطل من كل مكان..خاصة وان حادث التدافع وقع في شارع خلف المخيم الذي اقمت فيه..وقال شهود عيان ان جثث الحجاج ملأت نحو ٤ شوارع ..كلها اكتست باللون الابيض لملابس احرام الضحايا، وفي نفس اليوم ليلا عقد ملك السعودية مؤتمرا لضيوفه من رؤساء البعثات الرسمية في الخيمة الملكية بمني علي بعد امتار من موقع حادث التدافع..ولكن شتان بين المشهدين.

"طواف الوداع والمغادرة"
بعدما اديت طواف الوداع خرجت من احد ابواب الحرم المكي لاجد ما يشبه الجسر بين فندق ملاصق للحرم والحرم ذاته..وعلمت ان الفندق هو قصر الضيافة ..الذي قد عقد فيه مؤتمر القمة الاسلامي في شهر رمضان عام ٢٠١٢.. ويستضيف ضيوف خادم الحرمين..اما الجسر فهو مخصص لطواف الضيوف بعيدا عن الزحام.
هذا بعض ما شاهدته واسال الله ان اكون صادقا وامينا فيما نقلت..وان يوفق اولي الامر للقضاء علي هذه الظواهر السلبية التي تنافي من وجهة نظري جوهر الحج في تحقيق المساواة بين المسلمين في مختلف اصقاع الارض..وختاما فإن رحلة الحج أمتع ما فيها المشقة طلبا لغفران المولي وصفحه..وعدنا واياكم بزيارة بيته مرات ومرات.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطبقية في الحج الطبقية في الحج



GMT 20:41 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 20:50 2019 الأحد ,21 تموز / يوليو

يحدث عندنا.. ذوق أم ذائقة

GMT 12:52 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 18:56 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

GMT 10:35 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

GMT 09:10 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ٰ مواطن يمني يبحث عن وطن بدون حواجز

GMT 10:58 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

وذهب.. سوار الذهب!!

GMT 12:24 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

"عقار جودة" وتسريب الأراضي الفلسطينية إلى المستوطنين

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 09:03 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 08:47 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

قائمة المنتخبات العربية الأكثر حصاداً للقب أمم أفريقيا

GMT 07:03 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

أشهر 5 مواقع للتزلج في أميركا الشمالية

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 04:56 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح للاستمتاع بالجلسات الخارجية للمنزل

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon