النَازِيُون الجُدُدْ
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

النَازِيُون الجُدُدْ

النَازِيُون الجُدُدْ

 لبنان اليوم -

النَازِيُون الجُدُدْ

هاجرْ بلحاج

كُرة القدمِ ليستْ مُجردَ جلدةٍ مُدورةٍ، ولا مُجردَ أرضيةٍ خضراءَ أو مُغبرةَ... هِي ليستْ مُجردَ طُقوسَ يركضُ فِيها بِضعُ المجَانِين لا حوْلَ لهُم وَلا قُوة،  نحوَ الأمامِ خُطوةً وإلى الوراءِ ألفَ خُطوة ... ليستْ مُجردَ بيادِقَ في لعبةِ شطرنجَ بعضُها يُهاجِمُ الخصمَ بالرُمحِ والمُنصَلْ، وبعضُها يحمِي عرِين الملكِ المُبجلِ ..! كُرة القدمِ أعظمُ شأناً مِن هَذا وأرْقَى -عَلى الأقلِ فِي عُيونِ المُتيميِن بِهَا ..! إنّ كُرة القدمِ عِشقٌ مَا إنْ يقطُن قلبكَ حتى يستوطِنه فلا يرْضَى غيرهُ مُعتلياً عرشَ الحُكمِ ويطردَ منه كُل مُنافسٍ أو خصمْ.. هِيَ استراتِيجياتٌ تُصِيبكَ بالدّهشةِ والانبِهار،  وتجعلكَ مأخُوذاً بجمالِية الإبداعِ وكمالِية الانتِصار ... هِي فِكرٌ ومنطِقٌ قبلَ أن تكُون ركضاً،  ذكاءٌ فِي التقدِير قبلَ أن تكُون ملعباً مُمتداً طُولاً وعرضاً .. هِي جمالٌ باهِرٌ للفُؤادِ،  وسِحرٌ ما هُو بالمُحرَّمِ من ربِ العِباد، هِي مُتعةٌ تُسعِدُ الرُوحَ وتنفُضُ عنهَا غُبارَ الجُروحِ،  تشتغِلُ فِي مُتابعتِها كُل الجوَارِح، وتُحلِقُ فِي سمائِهَا كُل الجوانِح .. كُرة القدمِ ديمُوقرطية حدَ النُخاعِ،  لا تطلبُ منك أن تكون شخصاً مُعيناً، لا يهُمها إن كنتَ أبيضَ أو مُلوناً .. لا يهُمها سوى أن تكُون ذَا قلبٍ مُتيمٍ بِها أو ذَا موهبةٍ عظيمٌ شأنُها.. لتضمُك كيفمَا كَانت جِنسيتكَ، و تُقبِلكَ كيفمَا كان جِنسُكَ،  وتُبارككَ كيفمَا كانَ عِرقُكَ ..! ولكِن مَا بالُ البعضِ يُلقُونَ على كُرة القدمِ أرديةً ليستْ بمقاسِها لا بلْ ليستْ مِن مقَامِها،  فبعضُهم يُسيِسُها وبعضهُم يُدَيِنّها والبعضُ الآخر يرتكبُ الجُرمَ الأكبرَ فِي حقِها حِين يسمحُ لفيرُوساتِ "العُنصرِية" .. أن تُهاجِم ذَلكَ الجسدَ الغضَ الجمِيل .. لتنخرهُ وتنشُرَ فِيه سُمهَا القَاتِل،  وتنهَال عليهِ مُختلفُ المصائبُ وشتَى الخوازِلُ، لتفقِدَ كُرة القدمِ إشعَاعَها المُتدفِقَ، ويُمزقَ وُجودُها الأسْمَى شرَ مُمزقٍ ..؟ ومَا بالُ البعضِ يُسلِطُون على اللّونِ كُل الأضواءِ، ويُقدِسُون الجِنسِية كأنّها نزلت شرعاً فِي إحدَى كُتبِ السّماء..؟ أمَا علِمُوا أنّه يومَ شَاءَ المولَى وَأرَاد،  أنْ يخلُقَ فِي الأرضِ من يُعَمِرها مِن العِبادِ، فنفخَ مِن رُوحه فاستوَى آدمُ بَشراً، وبعثَ لهُ حوَاء لتكُون لهُ مُعِينةً وقَدراً،  تنَاسلَ البَشرُ وتوَالدُوا،  فاختلفتِ الألوانُ والأجناسُ والأعراقُ، بيدَ أن الأصلَ "بقِي واحداً" ..آدم ...! يحِزُ فِيَّ حقاً،  أن أوروبَا محجَنا نحنُ المُتعطِشُونَ لرؤيةِ المُستدِيرةِ تُركلُ هُنا وهُناكَ، واحتُنا نحنُ المُنهكُونَ مِن سيرِ قافِلة الرِياضة العربِية،  يحِزُ فيّ حقاً أنّها عُشٌ لل"عُنصرِية المقِيتة".. فبينَ الدورِي الإنجلِيزي مُروراً بالإسبانِي إلى الإيطالِي وامتداداً فِي كُل الدورِياتِ المحلِي مِنها والأوروبِي، تتعدد الإساءات العُنصرِية، وتتنوعُ التميِيزاتُ العِرقِية...، ولعلّ ما حدثَ مُؤخراً مع جُون تِيرِي الذِي وجهَ إساءةً عُنصُريةً مقِيتةً لفيرديناد ..كَان الشعرةَ التِي قصمتْ ظهرَ البعِيرِ المقصُومِ أصلاً، والمُطببِ عمداً فِي مُحاولاتٍ فاشلةٍ مِن المسؤُولين الكُرويينَ غضَ النظرِ عن وُجودِ ظاهرة العُنصرية،  ولكِن إلى مَتى الإنكار ...ثُمَ إلى مَتى حجبُ الشمسِ بالغِربال ..؟  إسْبَانيا جنةُ المُستدِيرةِ والمُتربعةُ عرشَ التصنِيف العَالمِي، لمْ تسلمْ مِن زِياراتِ العُنصُرِية البغِيضة،  فمنْ ينسَى ما فعلتهُ جمَاهِير رِيال سرقُسطة، فِي معقلِهم "رُومارِيدا" حِين استضافُوا برشلُونة وكَان إيتُو بين تشكيلة اللّاعبين حِينها، فبدأت الجمَاهِير تُطلِقُ أصواتاً تُشبهُ أصوَات القُرودِ كُلما لمسَ "الأسمرَانِي السَاحِر" الكُرة، وليتهُم اكتفواْ بِذلكَ بل ألقَواْ حباتِ فُولٍ سُودانِيٍ عَلى الملعبِ بعدَ تسجِيله لهدفٍ جميلٍ، احتفلَ بهِ مُقلداً "القُرودَ" مُوجِهاً ألفَ رِسالةٍ بتصرُفهِ ذَاك ... ولأنَ العُنصُرِية لا تحتكِرُ اللّونَ فقطْ، بلْ تمتدُ للعِرقِ والجِنسية،  فقدْ جمعتْ إحدَى مُبارياتِ دورِي أبطالِ أورُوبا نُجومَ المِيرنغِي معَ فرِيق باير ليفركزوُن،  ومَا إنْ دَخل الفرِيقُ الألمَانِي حتّى أدت الجمَاهِيرُ التحِية النَازِية، ورددتِ هُتافاتٍ عُنصُريةً مقِيتةً ضِد بعضِ اللّاعبِين المُلونين في الفرِيق الألمَانِي. إنكلتِرَا، لمْ تسلمْ هِي الأُخرَى مِن حشُودِ العُنصُرِيين،  بينَ هُتافاتِ جماهِير النيُوكاسِل ضِد النجمِ المِصرِي أحمدْ حُسام مِيدو، وبينَ تصرُفاتِ جُون تِيرِي ضد فِيرديناند، ومُهاجمة الجماهِير بعضَ لاعبِي البلُوز في إحدَى المُبارياتِ المُبرمجة ضمن كأس إنكلتِرا،  لمُجردِ أنهمْ مِن ذوِي البِشرة السّمراء . أمّا إيطِاليْا التِي بَاتتْ أيقُونة العُنصُرية الأورُوبية بسببِ نجمِها الأسمرِ "بالُوتِيلي" الذِي ذَاقَ مِن سياطِ العُنصُرية شتَى ألوَانِ العَذابِ،  وتحمَل فِي كُل مبارياتِه سواءٌ تِلك التِي كَان يُجرِيها مع نادِيه الإنتِر،  أو مع المُنتخبِ الإيطالِي، كُل أنوَاع الشتائمِ والسِباب ..وبَاتَ التنكُتُ بحَركاتِه والاستِهزاءُ بتصرُفاتِه عادةً دأب عليهَا الجُمهُور،  واتخذَها ديدناً لهُ فِي كُل مباراةٍ وكُل حُضور ...! ومَا ذكرتُه مِن أمثلةٍ أعلاهُ ما هُو إلا بغيضٍ مِن فيضٍ،  والمُحاولاتُ التِي يقُوم بها اليوِيفا لاستِئصال ورم العُنصرية الخبِيث،  تبدُو كأنّها ذرُ رمادٍ فِي العُيونِ،  وتبقَى مُحاولاتٍ دُون جدوَى،  مَا دامتِ العُقوباتُ غيرَ قاسِية، ومَا دامتِ العُنصُرية تُعشِشُ فِي القُلوبِ لا فِي الأقدَام، بيدَ أنّ الحملةَ الواسِعة ضِد التمييز العُنصرِي التِي تم الإعلانُ عن انطِلاقها يوم 22 تشرين الأول/ أكتُوبر المَاضِي،  تبدُو مُبشرةً خُصوصاً وأن برنَامجَ الحملة واعِدٌ وغنِيٌ إذْ طُلِبَ من قادةُ الفِرقِ المُشاركةِ فِي دورِي أبطال أوروبا وكأس الأمم الأوروبية أن يرتدُوا شاراتٍ تحملُ عباراتٍ مُتنوعةٍ تدعُو لمُناهضة العُنصرِية ومُحاربةِ التمييز العُنصرِي .. كما تظهرُ بعضُ رسائلِ الفِيديو المُصورةِ على شاشاتِ الملاعِب لمُدةِ 30 ثانِية، قبل بدايةِ أي مُباراةٍ تدعمُ حقَ إي إنسانٍ فِي الاستمتاع بكُرة القدمِ كيفمَا كانتْ جِنسيتهُ الأصلِية أو خلفِيته الدينية أو حتَى أُصولهُ العِرقية ..! كُل ما أتمنَاه وجُل ما أنتظِرهُ أن تنجحَ الحملةُ ولو قليلاً،  وتقسُو اليوِيفَا على مُقترفِي جريمة العُنصرِية فقدْ طَال عهدُهم دُون عِقابٍ طوِيلاً ... وحرِيٌ بإدارةِ اليوِيفا أن تكُون أوّل المُحاربينَ لهؤلاءِ النازِيين الجُدد الذِينَ يُسيؤُون لسُمعة "السَاحِرة المُستدِيرة"،  ويفجِرونَ فِيها عُقدهمْ وأمْرَاضهمُ النفسِية الكثِيرة ..!

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النَازِيُون الجُدُدْ النَازِيُون الجُدُدْ



GMT 12:41 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 12:36 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 20:41 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

"الفار المكار"..

GMT 13:29 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

كأس المدربين وليس كأس الأبطال..

GMT 04:37 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

صرخة حزن عميق ومرارة....

GMT 16:50 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

مهلا يا رونار

GMT 16:21 2019 الأحد ,17 آذار/ مارس

أسد يهدد عرش الفرعون

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon