عماد متعب

عماد متعب!

عماد متعب!

 لبنان اليوم -

عماد متعب

بقلم ـ حسن خلف الله

ماذا تفعل لو كنت مكان عماد متعب؟!.. هل تعتزل ؟!.. هل تكتفى ببلوغ ٣٥ عامًا في الملاعب؟!.. أم يكون لديك إصرار على الاستمرار؟!.. وما هو الموعد الذي تراه مناسبا للنهاية؟!.. هل من الأفضل لمن بدأ كبيرًا أن يختم كبيرًا أم أنه لا فارق؟!.. هل تترك الأهلي؟!.. وأي سبب يدفعك للبقاء.. الرغبة في اللعب أم المال؟!.. وإذا كنت تريد اللعب.. فهل أنت قادر؟!.. هل ما تفعله يساعدك فنيًا؟!

طرح هذه الأسئلة مرتبط بالحالة التي يعيشها عماد متعب حاليا، داخل النادي الأهلي، لا يلعب، خارج أية حسابات فنية لحسام البدري، كثير الغياب عن التدريبات لدرجة تعرضه لعقوبات مالية، ينصحه البعض بالاعتزال، وبعض أخر يدفعه للانتقال لناد أخر، وأمام ذلك كله تحزن الجماهير التي أحبته لما يحدث، معتبرة أن الجهاز الفني للأهلي يقضي على متعب، وترفض أي صوت، يطالبه بالاعتزال، ولا تنظر لأية عوامل أخرى من المفترض، أن يعمل عليها متعب نفسه، إذا أراد الاستمرار.. فالبقاء في هذه السن له شروط!!

لا يستطيع أحد أن يحدد الطريق الأفضل لمتعب سوى متعب نفسه، لأنه هو من يعرف تفاصيل الحكاية كاملة ويعيشها عن قرب، والأمر يتوقف على قراره، واعتقد أنه لا يمتلك خيارات كثيرة، وربما هذا سر أزمته، فالوضع في الأهلي، ويفرض عليه واقعًا لم يعتاد عليه، تجديد تعاقد غير واضح، مشاركة في المباريات تحكمها الصدفة والظروف، وربما تكون نادرة، علاقة غير مستقرة مع الجهاز الفني، وهو ما يدفعه لبعض التصريحات التي خرجت منه عبر أوقات مختلفة، وكذلك التمرد على التدريبات أحيانا من واقع رفض داخلي، لما يتعرض له، ورغبة في البقاء لا تدعمها الظروف، وهذا الوضع -بالتأكيد- يأخذه إلى نهاية واحدة، أي يعجل من قرار الاعتزال!!.. وتلك هي "ألام" متعب، ولكن ماذا عن اختيار قرار الاستمرار؟!

 وفقا للواقع، يتضح أن متعب لا يريد الابتعاد الأن عن المستطيل الأخضر، وبالتالي هو أمام مفترق طرق حقيقي، لم يكن يأمل يوما أن يصل إليه، لذلك وجد نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما، أولهما بذل جهدًا فنيًا مضاعفًا في التدريبات حتى يكون المستوى في تصاعد وليس العكس، ومن الواضح أن الظروف لا تساعده على ذلك، وأقصد هنا الظروف المعيشية للاعب المصري بشكل عام، حيث لا يستطيع "في الغالب"، أن يعطي كرة القدم كل شيئ في حياته على حساب الاستمتاع بالعيش وممارسة كل ما يرغب فيه، لأنه يريد أن يوازن بين كرة القدم، وبين أمور أخرى، وبعيدًا عن الخوض في تفاصيل حياتية خاصة بمتعب، من الواضح -مثلما ذكرت مسبقا- أن الظروف لا تساعده على تعويض فارق تقدم السن فنيًا، ولهذا فلن يتغير حال اللاعب داخل الأهلي، وبذلك يتبقى الخيار الثاني!!

 وهذا الخيار المطروح حاليا أمام متعب يتمثل في ترك الأهلي، والانتقال لناد أخر، مع العلم بأن خبراته كمهاجم قد تظهره في تجربة مختلفة، ولكن ما هو ذلك النادي الأخر؟!.. وهذا السؤال هو الأهم في الحكاية، لأن عماد متعب اعتاد أن يلعب في مصر في النادي الأهلي، وقد يجد صعوبة في التأقلم بمكان أخر، لأنه أسلوب حياة، فلن يجد أشياء كثيرة في أي ناد أخر محليا، وإذا لجأ لطرح العروض الخليجية، والتي بها صعوبة حاليا بعض الشيئ لعدم مشاركته، وقد يخشى في الحالتين الخروج من الأهلي، لصعوبة العودة، لهذا تراوده مخاوف مزعجة للغاية!!.. إذا فماذا يفعل؟!.. وكيف يختار؟!.

 ومن هذا الواقع.. وتلك الحيرة، يولد ذلك الجدل المحيط بمتعب، ولهذا بدأت الحديث بتلك التساؤلات التي طرحتها في المقدمة، وتبقى نصيحتي لعماد متعب، وهو يتخذ قراره، عليه أن يتذكر أنه أصغر الحاصلين على لقب هداف الدوري في تاريخ مصر، وأن من بدأ مشواره كبيرًا يجب أن يختمه كبيرًا، لا صغيرًا.. ولا حتى نصف كبير!!

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عماد متعب عماد متعب



GMT 12:41 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 12:36 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 20:41 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

"الفار المكار"..

GMT 13:29 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

كأس المدربين وليس كأس الأبطال..

GMT 04:37 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

صرخة حزن عميق ومرارة....

GMT 16:50 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

مهلا يا رونار

GMT 16:21 2019 الأحد ,17 آذار/ مارس

أسد يهدد عرش الفرعون

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon