بقلم : علي السلمي
أزاح الأمير فيصل بن تركي الغموض الذي سيطر على المشهد النصراوي في الفترة الماضية، عندما أعلن في ظهوره الفضائي مع الزميل بتال القوس استمراره في منصبه كرئيس للنادي حتى نهاية فترته الرسمية التي تتبقى منها ثلاثة مواسم، ومع أن استمرار الرئيس كان متوقعًا في ظل عزوف أعضاء الشرف، وهو ما أكدته في هذه المساحة قبل ثلاثة أسابيع، إلا أن عشاق الكيان كانوا ينتظرون قرار الاستمرار أو الرحيل بشكل رسمي كي تكون الأمور واضحة أمام الجميع بدلًا من الضبابية التي لم يكن لها ما يبررها..
وأطلق الأمير فيصل بن تركي خلال المقابلة الفضائية حزمة من الوعود لخصها في قوله "حافزي للبقاء هو إعادة النصر للبطولات وإسعاد جماهيره"، ورغم أن هذه الوعود أعادت الهدوء بشكل نسبي للمدرج الأصفر، إلا أن الجماهير مازالت تنتظر التطبيق العملي الذي يجسد وعوده على أرض الواقع، ويكفي ما حدث للنصر في الموسمين الماضيين اللذين شهدا فوضى إدارية وفنية خلاقة أرهقت الفريق ماديًا وأسقطته فنيًا وقتلته معنويًا وأبعدته عن منصات الذهب وأجهضت أحلام وطموحات عشاقه، ولعل اعتراف الرئيس بأخطائه يُصادق على صحة انتقادنا لعمله خلال -عامي الجفاف- ويُعد بمثابة بارقة أمل وبداية جديدة نحو العودة للمسار الصحيح..
وإذا أراد رئيس النادي فعلًا لا قولًا عودة النصر لمنصات الذهب، عليه أن يتنازل عن قناعاته ويلغي نظرية التفرد بالرأي من قاموسه، وينصّب نائبًا له تكون مهامه واضحة وجلية، ويعمل جاهدًا لتقريب وجهات النظر مع أعضاء الشرف الداعمين الذين لم يألوا جهدًا في دعمه ماديًا ومعنويًا على مدى سنوات حتى بات الفريق في فترة قياسية بمثابة منتخب يضم أفضل النجوم في الدوري المحلي..
وأما على الجانب الفني فيجب عليه التعاقد مع جهاز فني رفيع المستوى يجمع بين الكفاءة الفنية والصرامة والقدرة على التهيئة النفسية، ومنحه الصلاحيات الكاملة دون التدخل في عمله، وكذلك التعاقد مع ثلاثي أجنبي يصنع الفارق إلى جانب المدافع البرازيلي برونو أوفيني الذي قدم موسمًا رائعًا ويُفترض استمراره لموسمين مقبلين، فضلًا عن البحث عن ظهير أيسر محلي قادر على ملء الخانة التي تشكل نقطة ضعف واضحة وصداعًا دائمًا للمدربين في السنوات الأخيرة..
وفي اعتقادي أن ما ذكرته آنفًا هو مطلب جميع الجماهير النصراوية دون استثناء، ومتى ما نجحت الإدارة في ذلك فإن نصر 2014 سيعود لا محالة إلى القمة حيث مكانه الطبيعي الذي يجب أن يكون فيه..