يوميات روسيا 13
تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية
أخر الأخبار

يوميات روسيا 13

يوميات روسيا 13

 لبنان اليوم -

يوميات روسيا 13

بقلم :يونس الخراشي

كان أغلبنا يبدأ يومه، في فندق هوليداي إن إكسبريس، ب"الحسوة"، المعدة من حبات الشعير الممزوجة بالحليب. فالطابق مغربي خالص. وكم يشتهي الغريب شيئا يشده إلى الجذور. فما أن يلج أحدنا المطعم، حتى تراه يتجه، ب"جبانيته" البيضاء، نحو "گدرة" سوداء، مصنوعة من الألومنيوم، وموصولة بالكهرباء للمحافظة عليها ساخنة، ليحصل على حصته الصباحية من الحساء الجميل. بعضنا كان ينصح غيره، كل يوم، بإضافة ملعقة أو اثنتين من العسل. كل يوم تسمعه يقولها:"سير دير فيها شوية العسل، ورد علي الخبار".

غير ذلك، كانت البقية من الطعام الموضوع في المطعم عبارة عن نقانق "الحلوف"، وأنواع من الخبز، بعضه مخلوط بحبات عباد الشمس، والياوورت، والجبن، والبيض المقلي، والحليب الساخن والبارد، والعصير، وبعض القطع من الفواكه. أما الشاي فحدث ولا حرج، فيبدو أن القوم لهم علاقة خاصة جدا بالشاي، ويستعملون أنواع كثيرة منه. ولعلكم تذكرون حين نقلت لكم وقائع اليوم الثاني لنا في موسكو، حين انتهينا من حجز تذاكر السفر، ورحنا نبحث عن مطعم، فوجدنا واحدا تديره وتشتغل به شابة بمفردها. قلت لكم إنها قدمت لزميلنا رمرام، المولع بالشاي، عدة أنواع، ونصحته بشمها، كما لو أنها عطر رفيع. فإذا به يصدر ابتسامة إعجاب كبير، ويلتفت نحوي قائلا:"رائع".

كان يتعين علينا، كل يوم، أن نبحث لنا عن وجبة غذاء تتناسب مع الذي أحله الله، ونملك ماله، ويوجد في دائرة العمل، ويتسع له وقتنا. ولذلك بالضبط قلما رتبنا لوجبة من الوجبات، حتى تلك التي رتبنا لها. فكنت تجدنا نلتهم أي شيء، مسرعين إلى ما ينتظرنا من عمل. وغالبا ما أطفأنا الجوع بالموز الذي كنا نأتي به من الأسواق الممتازة الصغيرة المبثوثة في كل مكان، فضلا عن الحلويات. أما حين كنا نرغب في الاحتفاء بأنفسنا، فقد كان أحدنا يشتري عددا من المثلجات، ونمضي مسرورين بها مثل أطفال عادوا لتوهم من المدرسة.

لم يتسن لنا أن نتذوق المطبخ الروسي. وحين سألت مرة أحد المغاربة الذين يعيشون في روسيا عنه، قال لي إن لديهم شربة جميلة هي أشهر وأجمل ما يمكنك أن تطعمه هنا. وزاد:"هي أشبه ما تكون بالحريرة المغربية. ممتازة، وكم هي مفيدة أيام البرد. ودعني لا أحدثك عن برد روسيا". وفي المرات التي كنا فيها نود إطفاء لظى الجوع على وجه السرعة، عمدنا إلى محلات ماكدونالدز الأمريكية. كنا نعرف تلك المحلات بفضل هويتها البصرية؛ "اللوگو". وما أن نلجها حتى نطلب الأكلة نفسها؛ شطائر السمك. بالمناسبة، ففي روسيا تكتب ماكدونالدز بالحرف الروسي. يا للعجب. لكن الثمن يكاد يعادل نصف ما ندفعه في المغرب. قالها محاسبو الرحلة؛ خليل أبورزان، وسفيان أندجار، وهشام بنثابت.

في زياراتنا المتواترة إلى الساحة الحمراء، التي كانت تستهوينا لذاتها، فضلا عن أنها تتوسط الطريق من الملعب أو غيره إلى مقر إقامتنا، ولأنها تتضمن مظاهر كثيرة تستحق نقلها للقارئ والمتتبع المغربي، وفيها استوديو روسيا اليوم، ويؤمها كل الجمهور الذي يلعب منتخبه في موسكو، كنا نطلب ما أفتى علينا به خليل أبورزان، دليلنا في الرحلة، وأحد المحاسبين، ومنقذ الكثيرين منا ببطاقته البنكية العجيبة. كان ينصحنا ب"مول الطون"، تحت الساحة الحمراء. ويا لها من أكلة جميلة؛ حيث يوضع مزيج من عدة مقبلات في "باگيط" طويل ورطب، ثم يوضع عليه السمك، ويقدم للزبائن في ورق موزوق بالأخضر.

في مرة من المرات، وكنا نود تغيير الأكلة، اتجهنا إلى محل للبناني يبيع "ماكلة العبار". كان الحجاب الذي ارتدته الفتيات البائعات، في المول نفسه أسفل الساحة الحمراء، جاذبا للباحثين عن أكلة حلال. وإذ سألت الزميل عمر بيغراد، من روسيا اليوم، وأحد أجمل سفرائنا في روسيا، ذات ليلة عن مصداقية المحل، أكد لي بأنه معتبر بالفعل، ولديه شهادة موثوقة كونه يبيع المأكولات الحلال. حصلنا على وجبة لا تنسى، وكأني بها ما تزال إلى اللحظة أمامي تزيد جوعي جوعا وشهيتي شهية.

وبينما كنا نعود، مرة، من رحلة تبضع، وقد كنا على مرمى من موعد الرجوع إلى المغرب، قال لنا سفيان إندجار إنه عثر على محل لبيع المأكولات الحلال غير بعيد عن خوفرينو. قال لنا:"حينما نغادر محطة خوفرينو للميترو سنركب حافلة تتجه يمينا عوض اليسار، ثم ننزل في أول محطة. هناك محل جميل جدا، ويبيع أكلات رخيصة وجيدة". وكم كان محقا. تأسفنا كثيرا لأننا لم نعرف المحل إلا متأخرين، مع أنه كان قريبا منا. ويقدم أكلات عبارة عن فطائر محشوة بالكفتة أو شرائح اللحم أو الدجاج. وبصدق، بثمن في المتناول؛ على الأقل في متناولنا. وتبينت، ونحن نركب حافلة العودة، أن الحي تقطنه غالبية مسلمة، أو هكذا بدا لي، بفعل تواتر السحنات المتحدرة من الجمهوريات الإسلامية، بالعينين الضيقتين، والشعر القصير الرطب، وأيضا بفعل المنديل والطاقية على الرأس.

أجمل أكلة تذوقتها في الرحلة ككل هي تلك التي تناولتها مع زملائي رمرام وإندجار وبوناجي وبنثابت في اليوم الثاني. والسبب بسيط للغاية، فقد جاءت بعد يوم طويل جدا من الصيام. كنا قد مشينا أكثر من عشر كيلومترات في شوارع موسكو. تعبنا. وكان معي بعض "الحليوات" التي سلمنيها الزميل رزقو وهو يتجه إلى الملعب لتغطية حفل الافتتاح. قال لي:"لن أحتاجها. خذها، فربما تكون طعامك للإفطار". ومن غريب الصدف أنني كنت سأتخلى عن الكيس لمرات، ظنا مني أن مسألة الحجز للسفر بسيطة جدا، وأنني سأختار، مع بقية الزملاء، مطعما لائقا للإفطار. لما أبلغنا بنثابت بأن الساعة تشير إلى موعد الأذان ولم ننته بعد من الحجز، تذكرت، حينها فقط، أنني أحمل معي كيسا به بعض الطعام. حين فتحته فوجئت بعدد الحلويات. وكم كانت لذيذة ونافعة.

ولا يمكنني، بالطبع، أن أنسى تلك الضيافة الرائعة التي حظيت بها وزميلي رزقو من قبل العزيز عمر بيغراد. فقد جاءنا في ليلة من الليالي إلى الفندق كي يجالسنا، ونتعرف على بعض. ثم اقترح علينا وقد استطاب الجلسة أن نذهب معه في جولة إلى المعهد الذي درس به. قال إن هناك مطعما يقدم وجبات جميلة. وبالفعل، فقد حظينا بأكلة شامية من الطراز الرفيع؛ عبارة عن حمص وسلطة وكباب، وشاي أيضا. لله ذرك يا عمر، ولله ذرها من ليلة ضاحكة.

وسابقى أذكر تلك السلطة التي طعمناها حين كنا في كالينينغراد. هي أيضا وضعت على مائدتنا بعد جهد جهيد. كنا نبحث عن فندق نقضي فيه ليلتنا الثانية. وحدثت لنا وقائع غريبة جدا تستحق أن تروى. ضاع منا وقت معتبر. أما ونحن نصل الفندق، الذي كنا نظن أنه سيؤوينا، فقد وجدنا أنفسنا نتناول فيه الغذاء فقط. طلبنا أربع قطع "بيتزا"، وسلطات. أغلبنا شعر بشبع وهو يأكل السلطة، حتى إننا قلنا، على سبيل البسط، لو كنا نعرف أن سلطتهم بهذه اللذة وبهذا الكم ما طلبنا سواها. كانت عبارة عن ورقات خس كبيرة مفروشة في صحون واسعة جدا، وضعت عليها قطع مرتبة من القرنبيط والطماطم والبطاطس، وخضروات أخرى. يا سلام.

الكرم خلق جميل. وقد لمسناه مرارا في الروس. أو لنقل لمسناه في من عرفناهم من الروس. وفي مرة كنا نزور المسجد الكبير للعاصمة موسكو، فإذا بنا، ونحن على مدخله، نكتشف خيمة بيضاء يبيع صاحبها أكلات خفيفة، ومياه معدنية، ونقانق "مرگاز". وإذ مضى زميلاي رزقو وبنثابت إلى الداخل متوجسين من طبيعة الأكلات، سألت بعض الروس، وهم يلتهمون النقانق الكبيرة، إن كانت حلالا. قال لي أكبرهم سنا:"تفضل، إنها حلال يا أخي. هل تظننا كنا سنقبل عليها لو لم تكن كذلك؟". تذوقتها في الحين. كانت رائعة. ودعاني الشاب بإلحاح كي أجلس وأشاركهم الأكل. أعطاني قطعة كاملة بعد أن قسمها إلى اثنين، والتفت نحو صديق له قائلا:"جئه بالماء". ورحنا نتحدث عن الإسلام بلغة عربية فصيحة.

هل قلت إن الكرم خلق جميل؟ أي نعم، والعكس قبيح. فحين كنا نستعمل الطائرة بين المدن الروسية قدم لنا "سندويتش" بقدر عضة واحدة، وكأس ماء واحد، لا غير. وعرفنا بالدليل أن الرحلة بثمن بخس.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوميات روسيا 13 يوميات روسيا 13



GMT 13:23 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

"السيما والكياص"

GMT 08:29 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

قدسية كرة القدم

GMT 08:27 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

فتحي جمال مُهندس "ميركاتو" الرجاء بأقلّ تَكلفة

GMT 08:08 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

مقاصد الرديف

GMT 12:09 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

الكوكب وقاعدة الجاذبية

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon