محمود معروف يموت في الرباط قبل أن يتدبر تذكرة إلى رام الله
السلطات الإسرائيلية تفرج عن مصطفى شتا المدير الإداري لـ«مسرح الحرية» في جنين بعد اعتقال إداري استمرّ عاماً ونصف عام المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة يفوز على أوغندا بخماسية نظيفة في كأس أفريقيا لكرة القدم اندلاع حريق بأحد معارض شركة تسلا الأميركية في روما ما أدى إلى تدمير 17 سيارة إيران تُطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية باتخاذ موقف واضح إزاء التهديدات بتوجيه ضربة إلى منشآتها النووية البيت الأبيض يُعرب عن قلقه إزاء المناورات العسكرية التي أجرتها الصين مؤخرًا حول تايوان مقتل 7 وإصابة 9 آخرين إثر قصف مدفعى للدعم السريع على مخيم أبو شوك للنازحين بمدينة الفاشر شمال دارفور أوامر بإخلاء مئات المنازل مع تواصل جهود مكافحة حريق غابات في كاليفورنيا ارتفاع عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب ميانمار إلى 2719 قتيلاً و4521 مصاباً و441 مفقوداً استشهاد الصحافي محمد صالح البردويل وزوجته وأطفاله الثلاثة بقصف إسرائيلي استهدف منزله في مدينة خان يونس وفاة الإعلامية الفلسطينية هيا مرتجى تفيت نتيجة توقف قلبها بعد تعرضها لصدمة جراء شدة أصوات القصف الإسرائيلي على قطاع غزة
أخر الأخبار

محمود معروف يموت في الرباط قبل أن يتدبر تذكرة إلى رام الله

محمود معروف يموت في الرباط قبل أن يتدبر تذكرة إلى رام الله

 لبنان اليوم -

محمود معروف يموت في الرباط قبل أن يتدبر تذكرة إلى رام الله

بسام بدارين
بقلم : بسام بدارين

هل يمكن للحياة-أي حياة- أن تستمر فعلا كما كانت بدون”أبو نبيل”؟.
“الغياب مر” خصوصا عندما يباغتك الموت فيخطف أعز الناس في لحظة وبدون مبرر ليبلغك بالحقيقة الأكثر مرارة..” الموت كالنار بدأ يلسع أطرافك”. إختبرت مرة على الاقل عام 2009 صاعقة الغياب لرفيق صديق..كان عمر الزين رحمه الله في عمان وكنت في كازبلانكا وقد وصلتها للتو فرحل عمر. وقتها إنشغل معي المرحوم اليوم محمود معروف في تدبير “تذكرة عودة” بأي طريقة حتى “أدفن صديق العمر”.

رحمه الله كان يبتسم عندها على إنشغالاتي بالعودة السريعة للدفن وسألني على قهوة تحمل إسم باريس في الرباط: أي شغف مريض هذا بدفن صديقك؟..دعه يرحل يا بسام وإترك الدفن لعائلته.

قالها بصوته الهاديء المتحشرج : الموت كالولادة. دبر لي محمود تذكرة العودة بصعوبة حتى أتمكن من زيارة خالتي “أم عمر” على الاقل وتقبيل يديها. ترى..من يدبر لي تذكرة اليوم حتى أطير إلى الرباط لوداع أعز الرجال وأبهى رفاق الدرب والمهنة؟. قد اقف على قبره وإبتسم للمغادر الطازج وأقرأ الفاتحة واقول: يا أبا نبيل رحمك الله وغفر لك ها أنت أيها الساخر الدائم من الموت والدفن تهزمهما برحيل هاديء بلا ضجيج نكاية بالمغادرة وتتويجا لحب الحياة.

أرجوك يا محمود…”عانق لي عمر ولو قليلا” فأشتياقي لكما لا يعادله إشتياق بعد الرحيل الموجع. أحب الرباط من قلبي وأهلها حماهم الله… لكن ثمة مدن مرتبطة برموزها في الوجدان ..قد ترحل من الذاكرة إذا رحلوا خصوصا عندما يجمع اهلها على “الدهشة” من ذلك “الفلسطيني الرائع” الذي يشتكي كبار الرباط منه بسبب صلابته في الايمان بوحدة التراب المغربي وتحفظه على اي مقترحات “متخاذلة” لها علاقة بملف الصحراء.

أحب الرباط لإن فيها محمود ..تلك السيارة التي تتعطل في الطريق بسبب الفقر..طاجن اللحم المسروق خارج المدينة بعيدا عن رقابة”أم العيال” ..تلك التحايا والابتسامات التي يوزعها بكثافة اهل شارع محمد الخامس كلما عبر “الجبل” وبائع الصحف الذي يصر على ان يقرأ “سي محمود” مجانا لإحلال”البركة”.

صوت أبو الطيب –أطال الله في عمره- استاذنا الكبير رشاد أبو شاور وهو يصيح وسط المدينة بعد “مأدبتين” على الاقل…” أنت مقصر يا إبن معروف..يا أخي أين اللحم الضان؟” فيبتسم محمود ويتمتم..”عليكما اللعنة ولله لو أطعمتكما قطيعا من ألأغنام لما شبعتما”.

الفقدان مر..أسرني ذلك المشهد: ثمة مشكلة بين رئيس وزراء واحد أقطاب حزبه وحكومته معقدة..فقط “محمود الفلسطيني” يعالجها فيجبرني على السفر معه إلى أغادير لتنفيذ”مصالحة بين كبار المغرب” لإكتشف لاحقا بأن محمود فقط بفلسطينيته المرعبة الوحيد القادر على تبديد اي خلاف بين أقطاب اللعبة.

سأشتاق لذلك الصوت..”إسمع يا أبو ليث ..ابلغ “الجماعة” اني سأحضر لعمان ليلة واحدة في طريقي للجسر ولا اريد إطلاقا ان يتجاوز تعطيلي في المطار “ساعة فقط”..هل هذا صعب على الاشقاء في الاردن؟..ويضيف: طبعا لديهم الحق بمنعي من العبور .. وساحترم اي قرار لو وفروا علي عناء العبور وقالوا”لا تحضر””..ثم زوجتي ستعبر ايضا بطريقها لبغداد ولديها “تأشيرة” ..إنقل رجائي لهم بعدم ضرورة تعطيلها ايضا وتوجيه نفس الاسئلة التي طرحت منذ 20 عاما ما دامت قد حصلت على تأشيرة اصلا”. يبتلع محمود ” الأب ” في وجداني وهو يصر كلما تبادلنا التحية على سؤاله الأول: ما هي اخبار صديقي عبود؟. كان عبود حماه الله في عمر عام ونصف سهر معي ومع “عمو محمود” فجرا “ذات مطار” وشارك بحماس في ترتيب حقيبة سفر الضيف فأصبح السؤال الاول لي بكل مرات التلاقي.

غريب ..كيف تنهمر الذكريات فجأة كالمطر عندما يأتيك الخبر الصاعق..”مات محمود…إستيقظ الساعة الخامسة فجرا وهو يسعل فجلبت له أم نبيل كأس مياه ثم سقط وغادر بلا إحم أو دستور وبدون مقدمات. تماما..هكذا ترحل الجبال فهي تسقط على هيئتها ولا تمرض وتتكوم في حضن أمنا الارض لكي نرتشف نحن وجع الرحيل قبل ان تبلغنا..”نحن السابقون وأنتم اللاحقون ..إستعدوا للإلتحاق”.

قبل رحيله ب12 ساعة فقط كنت ابلغه بنتائج “تحرياتي” وحل مشكلته بقرار من الادارة العليا مع فرع البنك العربي بالرباط أملا في ان تنتهي كورونا الغبية فنسهر معا في عمان التي يحبها ويحترمها حتى يكمل طريقه فجرا نحو الجسر حيث “منزله الجديد” الذي بقي خلافا لرموز أوسلو يبنيه بالقطعة والتقسيط منذ 17 عاما. كان رحمه الله يقولها بوضوح..” اريد ان أتقاعد وأموت في رام الله”لكن قدرة الله لها ترتيب آخر فقد إحتضن تراب الرباط المدينة التي أحبها راحلنا الكبير جسد “سي او الأستاذ محمود” الذي ينشغل الناس عندما يعبر أزقة المدينة او يجلس في مقاهيها فيهتفون للأقصى ولفلسطين ويرحبون بأكبر الإعلاميين العرب في وطنهم.

غيابك مر يا محمود وصاعق لكن سيرتك كانت وستبقى عطرة. لا حول ولا قوة إلا بإلله وإنا لله وإليه راجعون ابا نبيل الكبير فقدانك موجع والعزاء لفلسطين ولزوجتك الفاضلة الاستاذة والصديقة بحرية عدوان ولنبيل وشقيقتيه ولكل من أحبك ولآل معروف الكرام في الضفة ولبنان وسورية. أرجوك يا محمود…سلم لي على أمي وأبي وعمر…تسبقنا عزيزي رحمك الله وغفر لك ونلحق.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمود معروف يموت في الرباط قبل أن يتدبر تذكرة إلى رام الله محمود معروف يموت في الرباط قبل أن يتدبر تذكرة إلى رام الله



نجمات الموضة يتألقن بأزياء شرقية تجمع بين الأناقة والرقي

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 19:38 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح عند اختيار طاولات غرف طعام مستديرة

GMT 02:33 2023 الخميس ,20 إبريل / نيسان

اتجاهات الموضة في أنواع طلاء الأظافر لعام 2023

GMT 15:02 2023 السبت ,15 إبريل / نيسان

موضة المجوهرات لموسم 2023-2024

GMT 16:10 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

بنوك لبنانية تنسحب من قبرص

GMT 05:37 2022 الإثنين ,20 حزيران / يونيو

رسالة من وزير السياحة اللبناني إلى بلدية الغبيري

GMT 19:09 2023 الأحد ,09 إبريل / نيسان

تنانير عصرية مناسبة للربيع

GMT 12:35 2022 الأحد ,03 تموز / يوليو

"تي باو" تطلق اللاب توب Tbook X11 الجديد

GMT 20:00 2022 الإثنين ,21 شباط / فبراير

فيراري تزيل النقاب عن أقوى إصداراتها

GMT 17:12 2020 السبت ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الهلال السعودي يربط رازفان لوشيسكو بلاعبيه في الديربي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon