بقلم ـ غنوة دريان
إذا أردت أن تتعلم آخر المفردات الخادشة للحياء، فما عليك سوى مشاهدة البرامج التلفزيونية والتي يُطلق عليها برامج التسلية والترفيه والتي تُعرض عبر الشاشات اللبنانية بكل فخر واعتزاز. فإذا أردت أن تُعلّم إبنك كيف يكون كما تقال باللهجة اللبنانية "أزعر" اجعله من هواة متابعة هذه البرامج، فهذا هو حالنا اليوم في بلد كنا نتباهى بأن عاصمته هي أم الشرائع وإذا بها اليوم أصبحت خارجة عن كل القوانين ومعايير الالتزام الأخلاقي. لماذا يا مدينتي التي أطلق عليك شاعر كل العصور لقب "ست الدنيا" أصبحت كالمرأة الجميلة التي تشوه جمالها بأظافرها؟ لماذا يا مدينتي الجميلة أصبحتِ غريبة عن العادات والتقاليد التي كانت قانون سيرنا اليومي؟ هل يوجد في الدنيا مواطن يخشى من بلده بدلًا من أن يخشى عليها؟ أصبحت أخاف منك يا عاصمتي البهية بسبب إعلامك القاتل لكل ما هو أنيق وجميل ومثقف ومسلي بطريقة راقية. أصبحت أخشى منك بسبب جيل سوف يتربى على الألفاظ النابية والفضائح الجنسية والتعنيف ورمي الأطفال في مستودعات القمامة. ماتت البراءة فيك أيتها الأنثى الحلوة بسبب إعلامك البذيء، فلم تعودي تلك الصبية البهية. ولن تعودي إلينا قبل أن نقضي على السفهاء منَّا.