مواجهة الابتزاز الجنسي عبر الإنترنت

مواجهة الابتزاز الجنسي عبر الإنترنت

مواجهة الابتزاز الجنسي عبر الإنترنت

 لبنان اليوم -

مواجهة الابتزاز الجنسي عبر الإنترنت

بقلم : المهندسة هناء الرملي

باعتباري خبيرة استشارية في مجال ثقافة استخدام الإنترنت، كثيرا ما تصلني رسائل عبر البريد الإلكتروني تبدأ بالجملة ذاتها: "صديقي تورط وتم تصويره وابتزازه ماديًا، وعندما أقوم بالرد للتعرف على التفاصيل، وتقديم نصائحي والمساعدة، يبدأ المرسل بالتحدث عن نفسه وينسى أنه بدأ حديثه بكلمة صديقي، مثل هؤلاء الضحايا أصبحوا بالمئات والآلاف في عالمنا العربي، ولدى العرب في دول المهجر أيضًا.

جرائم الابتزاز المادي الجنسي عبرالإنترنت، التي انتشرت في السنوات القليلة الماضية من قبل عصابات منتشرة في العالم، تستهدف كلا الجنسين، لكنها في البدء ركزت على الرجال ثم بالتدريج بدأت تتوجه إلى النساء، بالنسبة للجرائم التي يكون الهدف فيها الرجال، تبدأ القصة معهم عندما يقع الاختيار على شخص له مكانة وسمعة في مجتمعه وبلده، ثم يصله طلب إضافة من حساب باسم فتاة على مواقع التواصل الاجتماعي،  وتبدأ بالحديث معه بهدف التعارف الشخصي والحصول على معلومات أكثر عنه، ثم يتحول الكلام إلى كلام بمضمون جنسي، وتطلب منه الحديث عبر "سكايب" أو أي برنامج يسمح باتصال الفيديو عبر الكاميرا، حيث تقوم الفتاة بالتعري أمام الكاميرا وتطلب من الشخص أن يتجاوب معها و يقوم بالمثل، وما إن تنتهي الواقعة حتى يدرك الشخص أنه وقع ضحية جريمة ابتزاز، ثم يصله الفيديو وتهديد بالفضيحة بنشره على مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع نشر مقاطع الفيديو كـ"يوتيوب" وغيره، وإرساله إلى أفراد عائلته وزملائة في العمل، ويخبروه أن الفتاة التي كان يتواصل معها ماهي إلا مجرد وهم وحيلة من هذه العصابات للايقاع بالضحية وممارسة التهديد والتسلط والابتزاز، ويطلب منه تحويل المال درءًا للفضيحة.
وبالنسبة لجرائم الابتزاز والتهديد التي يكون ضحاياها من النساء، فقد شاعت أيضًا في الفترة الأخيرة بعد الإيقاع بهم باسم الإعجاب والحب، والرغبة بالتقدم للزواج من قبل مبتزين، وبالتالي نصيحتي للوقاية من الوقوع ضحية هذه الجرائم هي ضرورة تحكيم العقل والمنطق والتحكم في الأهواء وضبط النفس أثناء التواصل مع الجميع عبر الإنترنت،  والتشكيك في كل غريب يحاول الاتصال بنا، وإثارة التساؤلات عن دوافعه للتواصل معنا، فعمليات النصب والاحتيال متنوعة ومتجددة ولا حصر لها عبر الإنترنت، ومن أنحاء العالم كافة.
 
أما نصائحي لمن وقعوا ضحايا لجرائم الابتزاز المادي الجنسي فهي كالآتي:

1ـ تحلى بالصبر والإرادة والثقة بالنفس.

2ـ لا تظهر ضعفك ولا تبدي اهتمامًا كبيرًا للشخص المبتز.

3ـ تعامل بهدوء ودون أي ردود فعل مستفزة.

4ـ واجه المشكلة بقوة ولا تستمر في الخجل والتردد لتقع في مشاكل وعواقب أكثر.

5ـ تعرف على طرق إبلاغ إدارة المواقع التي يتم نشر الفيديو فيها، وقم بالابلاغ الفوري وكرر الإبلاغ في حال عدم إزالته.

6ـ استعن بمن تثق فيهم من معارفك وأصدقائك ممن لديهم خبرة في هذا المجال.

7ـ استعن بأصدقائك في تقديم بلاغ إلى إدارة هذه المواقع، واطلب منهم أن يخبروك في حال وجدوا الفيديو منشورًا في أحد المواقع.

8ـ إذا كان الفيديو متداولاً في تطبيقات التواصل، مثل "واتساب" وغيرها، اطلب من أصدقائك أن يساعدوك في ايقاف تداول الفيديو لدى معارفهم وأصدقائهم.

9ـ لا تلجأ إلى الأشخاص غير الموثوق فيهم لمساعدتك، هناك من يقدم خدمة التبليغ إلى إدارة المواقع مثل "يوتيوب" وغيره بهدف إلغاء الفيديو، وهناك من يقدم خدمات اختراق حساب المبتز أو اختراق جهازه وإلغاء ملف الفيديو، من البديهي أن أمثال هؤلاء المبتزين لديهم طرقهم في حفظ ملفات الفيديو والصور على الإنترنت بشكل فوري، أو على أجهزة "الهارد درايف"، وغيرها.

10ـ تعرف على القوانين في بلدك التي تختص بمثل هذا النوع من الجرائم الإلكترونية، والتي تضمن بها حمايتك وحقوقك، قم بحفظ الفيديو لديك وأخذ لقطات "سكرين شوت" للشاشة كدليل على الإبلاغ عنه.

11ـ استخدم أحد برامج التقاط كل ما يدور على الشاشة كي تلتقط الفيديو وأي تعليقات مكتوبة مرافقة للفيديو، إذا لم يتوفر لديك مثل هذه البرامج لا بأس من استخدام كاميرا الموبايل لتصوير شاشة جهازك بالفيديو.

12ـ وافق بشكل مبدئي على طلب المبتز واطلب اسمه باللغة العربية والإنجليزية ومدينته ورقم هاتفه، بحجة أن طرق تحويل المال من بلدك تتطلب هذه المعلومات.

13ـ احتفظ بسجل يحتوي كل المعلومات التي تحصل عليها وتكون دليل واضح وصريح.

14ـ لا تستجب لطلب المبتز بإرسال الأموال ولا تتجاوب معه فقد يوقعك هذا في المزيد من الأضرار.

15ـ قدّم بلاغًا في قسم الجرائم الإلكترونية في بلدك، ومعك الأدلة الكافية.

16ـ إذا كان المبتز في بلد آخر، من الأفضل التواصل مع محامٍ متخصص في الجرائم الالكترونية في بلده، والسؤال عن الإجراءات المطلوبة للإبلاغ عنه.

17ـ ابحث بانتظام باسم الشخص المساء إليه باللغة العربية والإنجليزية على السواء، و باستخدام طرق تهجئة مختلفة للاسم، في محركات البحث وفي خدمة البحث الخاصة بالمواقع الرئيسية التي تقدم خدمات نشر الفيديو، مثل "يوتيوب" و"فيسبوك" وغيرها.

18ـ راع استخدام كلمات بحثية عديدة ترتبط بمحتوى الفيديو، إضافة إلى الاسم، كأن تستخدم اسم الكلمات التي يتم وصف الفيديو بها.

19ـ استخدم الخدمة التي يقدمها محرك البحث "غوغل" وهي "تنبيهات غوغل" google alert ، حيث تضع كلمات بحث مرتبطة بالفيديو، والاسم باللغتين العربية والإنجليزية، والكلمات البحثية المرتبطة بمحتوى الفيديو، ويصلك على البريد الإلكتروني كل ما ينشر تلقائيًا.

20ـ إذا وقعت ضحية للتشهير والفضيحة ونجح المبتز في نشر الفيديو أو الصور، تذكر أنك لست الضحية الأولى ولا الأخيرة، وأن هناك عشرات الضحايا يقعون يوميًا في حبال هذه الجرائم، منهم من ضعف واختار العزلة والابتعاد عن الناس، ووقع في دوامة الاكتئاب، ومنهم من أقدم على إنهاء حياته بالانتحار، ومنهم من واجه خطأه بقوة وإيمان وواصل حياته بثقة.
 
21ـ تذكر ما ورد في أدياننا السماوية: "كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون"، و "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر".

22ـ واجه الحياة بتحدٍ وقوة، وتذكر أن الملائكة لا تسير على الأرض، وأن الكثير من حولك قد ارتكب أخطاء وخطايا، ومنهم من ستر الله عليه ومنهم من فُضح.

23ـ ابدأ صفحة جديدة في حياتك بثقة وإيمان بالله والتوكل عليه، الزمن كفيل بأن ينسي الناس ويكونوا انطباعات جديدة، ورضا الله هو الغاية والأساس.

24ـ مراجعة أخصائي نفسي لتعزيز السلوك وتقويم الحالة النفسية السيئة التي وصلت إليها بعد هذه المرحلة من العذاب النفسي.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواجهة الابتزاز الجنسي عبر الإنترنت مواجهة الابتزاز الجنسي عبر الإنترنت



GMT 12:22 2023 الخميس ,18 أيار / مايو

كبار السن بين الألم و الأمل

GMT 17:59 2022 الخميس ,03 آذار/ مارس

الطلاق التعسفي

GMT 15:41 2022 الأربعاء ,26 كانون الثاني / يناير

العقوبة بمن يستغل الاطفال في يوميات مشاهير السوشال ميديا

GMT 20:03 2021 السبت ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الطلاق المبكر..أليس منكم رجل رشيد ؟

GMT 18:10 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الطلاق المبكر..أليس منكم رجل رشيد ؟

GMT 19:13 2021 الأحد ,25 تموز / يوليو

النفس الإنسانية ودورها الفعّال

GMT 18:22 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

كوني أنت أمام الرجل

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon