يعاني مانشستر يونايتد الأمرين خلال الموسم الجاري من الدوري الإنجليزي فبعد بداية قوية وتصدر مبكر لجدول الترتيب تراجع الفريق مع مدربه جوزيه مورينيو كثيرا إلى أن وصل للمركز الثامن بعد مرور 10 جولات بفارق ثماني نقاط عن الصدارة.. فماذا يحدث؟
قبل انطلاق الموسم الماضي كنا قد تحدثنا عن الأزمات التي يعاني منها الشياطين الحمر ومن بينها كان أن الاستحواذ ليس كل شيء للفوز، والعيوب الدفاعية التي تؤدي لاستقباله أهدافا سهلة، والبداية السيئة للموسم.
وخلال الموسم الجاري يعاني يونايتد من نفس تلك الأزمات بالإضافة لبعض الأشياء الأخرى والتي قد تدمر حلمه بالظفر بلقب أو حجز مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا ويستعرضها العرب الرياضي
بداية سيئة
تسع نقاط من ثلاث مباريات = انطلاقة 100% جيدة ليونايتد في الدوري الإنجليزي لكن هزيمتين ثم تعادل جعلا الفريق يتقهقر شيئا فشيئا.
وبعد مرور 10 جولات جمع يونايتد 15 نقطة وهو أقل مما جمعه لويس فان جال مدرب الفريق خلال الموسم الماضي بخمس نقاط، وأقل مما جعمه ديفيد مويس بنقطتين.
ليس ذلك فقط بل أن فارق الأهداف هو الأقل بالنسبة ليونايتد منذ رحيل السير أليكس فيرجسون عن تدريب يونايتد في عام 2013
لذا ما قاله أسطورة يونايتد ريان جيجز الموسم الماضي ينطبق بالمثل على الموسم الحالي" "لا يمكن لنا أن نحقق بداية سيئة مرة أخرى، لا يمكن أن نجمع 13 نقطة من 30 مرة أخرى".
وأضاف"فيرجسون تحدث عن هذا الأمر في الماضي، لا يمكن أن تتمنى أن تتعافى في وسط الموسم بعد بداية غير جيدة، يجب أن يكون الفريق مستعدا من أول يوم، هذا ما ينبغي علينا فعله".
سذاجة دفاعية
دعم يونايتد صفوفه بالمدافع الإيفواري إيريك بايي قادما من فياريال وقدم اللاعب مستويات مميزة للغاية جعلته يحصد لقب لاعب الشهر في يونايتد في أول شهر له مع الفريق.
ولكن على الرغم من ذلك ظلت سذاجة يونايتد الدفاعية مستمرة فقد استقبلت شباك ديفيد دي خيا 12 هدفا في 10 مباريات في البريميرليج.
وإجمالا خلال 16 مباراة خاضها يونايتد في كل موسمه حتى الآن لم يحافظ على نظافة شباكه سوى ست مرات فقط على الرغم من تولي مسؤولية الفريق مدرب معروف عنه النزعة الدفاعية.
خلال الهزيمة من تشيلسي برباعية دون رد سدد لاعبو الفريق اللندني على مرمى دي خيا ست مرات وسجلوا أربعة أهداف، هل تتذكر ما حدث في لقطة الهدف الأول للزرق؟
كريس سمالينج ترك الكرة ودالي بليند غطى مصيدة التسلل والنتيجة أسرع هدف في الموسم الحالي من الدوري الإنجليزي.
بل وفي ظل إصابة بايي وابتعاده لشهرين عن الملاعب بالإضافة لانضمامه لمنتخب بلاده في كأس أمم إفريقيا 2017 فإن مورينيو عليه تدعيم دفاعه في الانتقالات الشتوية.
سذاجة هجومية
سدد يونايتد في مباراته أمام بيرنلي الكرة 26 مرة منهم 10 مرات على مرمى منافسه والنتيجة؟ تعادل سلبي بدون أهداف رغم الاستحواذ بنسبة 64%.
وضد ستوك سيتي سدد يونايتد 20 مرة منهم 10 مرات على مرمى منافسه والنتيجة؟ سجل هدفا وحيدا ولكنه خرج متعادلا بهدف مثله رغم الاستحواذ بنسبة 67%.
تلك الأزمة مازال يعاني منها يونايتد منذ بداية عهد فان جال وحتى قدوم مورينيو فسجل في الدوري الإنجليزي 13 هدفا في 10 مباريات فقط.
وهنا يأتي السؤال هل العيب في مهاجم الفريق الأساسي زلاتان إبراهيموفيتش أم مدربه مورينيو؟ الحقيقة أن للإجابة شقين.
أولهما هو غياب المساندة الفعالة للمهاجم السويدي المخضرم ففي العديد من المباريات يضطر للعودة إلى الخلف من أجل تسلم الكرة وفتح المساحات لنفسه.
وأحيانا حينما يتم إرسال العرضيات تجد إبرا محاصر في منطقة جزاء الخصم بثلاثة مدافعين فكيف سيحصل على الكرة.
أما الشق الثاني هو إضاعة إبرا نفسه للفرص السهلة أمام ليفربول كان بإمكانه خطف هدفا ليونايتد ولكنه سدد الكرة برأسية بطريقة غريبة، وأمام بيرنلي أضاع فرصة هدف محقق بعد تمريرة رائعة من بول بوجبا.
أزمة الوسط
يعاني يونايتد في خط الوسط من عدة أزمات أولها هو أين يلعب بول بوجبا؟ اللاعب الأغلى في العالم العائد للشياطين الحمر قادما من يوفنتوس لا يقدم مستواه الذي ظهر مع البيانكونيري ما أدى لانتقاده كثيرا.
وظهر جليا أمام مانشستر سيتي في دربي الدوري الذي فاز به فريق بيب جوارديولا أن اللاعب لا يعود للدفاع بل وكانت نقطة ضعف واضحة.
قرر مورينيو وضعه كصانع ألعاب والنتيجة لم تكن جيدة على الإطلاق والكل طالب بعودة مايكل كاريك لمجاورته في سيناريو مشابه لما كان يقوم به كلاوديو ماركيزيو وأندريا بيرلو مع اللاعب الفرنسي في يوفنتوس.
فوجود مروان فيلايني بجانب بوجبا لم يثبت نجاحه حتى الآن وجعل خط وسط يونايتد مهلهلا، مورينيو عليه البحث عن حل لتلك المعضلة.
أما الأزمة الثانية فهي عدم مشاركة أفضل لاعب في الدوري الألماني الموسم الماضي هنريك مخيتاريان وعدم اعتماد مورينيو عليه حتى الآن رغم تكبد خزائن يونايتد 30 مليون جنيه إسترليني لضمه.
بالتأكيد يحتاج يونايتد لمشاركة اللاعب الذي سجل 11 هدفا وصنع 15 في الموسم الماضي من الدوري الألماني وإلا فإنه سيلاقي مصير شينجي كاجاوا زميله السابق في دورتموند.
عيب مورينيو الأبدي
"أحب الاعتماد على قائمة صغيرة من اللاعبين ولكن بسبب المشاركة في الدوري الأوروبي سأعتمد على 23 لاعبا" كان هذا رد مورينيو عن سبب عدم رغبته في وجود باستيان شفاينشتايجر في قائمة يونايتد للموسم الحالي.
صحيح أن مورينيو قام بتدوير اللاعبين بين الدوري والدوري الأوروبي في بعض المباريات لكن ظل عيبه الأبدي يلاحقه وهو التبديلات المتوقعة.
فعندما يخرج أندير هيريرا سيشارك مروان فيلايني، أو يسحب ماركوس راشفورد ليشارك خيسي لينجارد، لذا ربما يحتاج المدرب الملقب بالاستثنائي لتبديل طريقته في مفاجئة الخصم.
هيبة الاستثنائيان
يونايتد يعاني منذ اعتزال مدربه التاريخي السير أليكس فيرجسون لم يفز سوى بلقبين لكأس الدرع الخيرية وبطولة كأس الاتحاد الإنجليزي الموسم الماضي وتأهل لدوري أبطال أوروبا مرة واحدة فقط في آخر ثلاثة مواسم.
فبعدما صنع فيرجسون هيبة ليونايتد وجعل أي فريق يسقط نفسيا قبل ملاقاته بالتحديد في مسرح الأحلام أصبح كل فريق يأتي لأولد ترافورد من أجل الحصول على نقاط بل ورغبة في الانتصار.
ومن أجل إعادة الهيبة المفقودة لجأ يونايتد لمدرب معروف عنه هيبته الكبرى وأنه يجعل من ملعب فريقه جحيما لمنافسيه وهو مورينيو.
لكن مورينيو ذاته فقد هيبته الموسم الماضي مع تشيلسي بعدما أصبح ينافس على الهبوط قبل إقالته في النهاية.
ومع قدومه ليونايتد أصبح مورينيو "حيوانا جريحا يريد الرد على منتقديه" هكذا تحدث ريو فيرديناند مدافع الشياطين الحمر السابق بعد التوقيع مع المدرب البرتغالي.
ولكن الأزمة التي عانى منها مورينيو خلال الموسم الجاري ظهرت جليا في مباراتين هما مانشستر سيتي وتشيلسي بسبب تركيزه في كلا المواجهتين على الأمور الشخصية أكثر من اللقاء ذاته.
فإن أراد مورينيو العودة للنجاح وقيادة يونايتد له عليه التفكير في كيفية الخروج من مواجهة الأمور بشكل شخصي وإعادة الهيبة لفريقه.