السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أعاني من مشكلة تؤرقني ودائما تحدث لي هذه الأعراض:
1- تمنِّي العيش وحيدًا بعيدًا عنِ الأقارب والأسرة.
2 - عدم الرغبة في الحديث، والضِّيق الشديد مِن سؤال الآخرين عنِّي المستمر، وحديثهم عني (خاصة الأقارب).
3 - الشُّعور بعدَم الحبِّ لأسرتي، ولأمي وأبي وإخواني جميعًا.
أريد أن أسألَ عنْ سبب هذا الشعور الذي يُراودني كثيرًا؟
الحل :
1) اعتصِم بالله، وتوكَّل عليه، وأحسن اللجوء إليه، وأكثر مِن الدعاء والاستغفار, وتذكَّر أنك مأجورٌ على كلِّ ألمٍ يُصيبك, سواء كان نفسيًّا أو جسديًّا, وكم مِن مرَض نفسيٍّ تفُوق آلامُه الكثير مِن الأمراض الجسديَّة! فكلُّ ذلك لا يضيع عند الله ولا يذهب أجرُه.
2) حاول أن تفصلَ بين محبتك لأهلك والإحسان إليهم, فلستَ محاسَبًا على ما تحمله في قلبك لهم؛ مِن حبٍّ أو بغضٍ, وإنما يُحاسبك الله على كلِّ كلمةٍ أو فعلة تفعلها معهم, وأذكِّرك بحقِّ والديك عليك؛ حيث لا يجوز لك أن تنهرهما أو تغضبهما بأيِّ وسيلة كانتْ, ولا تبالغ في مشاعرك السلبيَّة، أو تحاول تذكير نفسك بها كلما رأيتهما أو تعاملت معهما.
3) عليك أن تشغلَ نفسك، وتستثمرَ عزلتك في أمرٍ نافعٍ؛ فنفسُك إن لم تشغلها بالطاعة شغلتْك بالمعصيةِ, والقراءةُ خير ما تشغل به ذلك الوقت الذي أُتيح لك.
4) جعل الله لنا في عالم الشبكة فضاءً واسعًا؛ مِن علومٍ ومعارفَ، وتكوين صداقات, فسارعْ بانتقاء ما ينفعك، واخترْ لك صُحبة طيِّبةً, لكن احذرْ قُطَّاع الطرُق, فالأسلاكُ تواري خلفها الكثير!
5) لا تستحي مِن حالتك، ولا تحاول كبتَها، ولا تتعلَّل بها أيضًا لتقديم التبريرات لفشلٍ أو تأخُّرٍ, فما أكثر مَن تفوَّق وهو مُصاب بالتوحُّد! وما أكثر مَن استمرتْ حياته على نحوٍ طبيعي، وهو في حالة متأخرة من الفصام العقليِّ! تقبَّل وضعك، لكن اعمل على إصلاحه.