القاهرة- العراق اليوم
عادت سارة بورتون، المديرة الإبداعية لدار ألكسندر ماكوين Alexander McQueen، إلى أصول صناعة الأزياء في القرى الإيرلندية لمجموعة صيف 2020، التي ما زالت تعتمد على الأساليب اليدوية مثل الكتان الدمشقي النادر، و بعض التقنيات التي تتطلب المزيد من الوقت و الجهد الجماعي، لتكتشف أن هذه العملية التي تبدو بدائية هي أنقى و أصدق صورة تُعبّر عن فخامة و ترف الأزياء، فكل قطعة تحتاج إلى أساليب خاصة تؤدّي الطبيعة دوراً أساسياً في تشكيلها و هذا ما يُقلل الفائض في الأزياء و بالتالي تقديم مجموعة صديقة للبيئة.
التمهّل في عصر السرعة
أرادت سارة بورتون التمهّل و التأمّل بعيداً عن صخب الحياة و هوس السرعة و جمع طاقم عمل الدار بأكمله للعمل ضمن التطريزات و الزخارف التي تتطلب المزيد من الوقت يُتيح لهم التفكير، و منح كل جزء ما يستحقه من اهتمام و دقة بالغة.
و تقول عن المجموعة "كل إطلالة تحكي قصتها، الترابط بين الأزياء و الوقت الذي تستغرقه لتصنيعها، لقد كنت مُهتمة بالوضوح و اقتران الأشياء بعضها ببعض، و بجوهر الأزياء و العودة إلى نسختها الأولية، أحب فكرة أن يمضي الناس الأوقات معاً في عمل الأشياء معاً، و حين يتقابلون و يتحدثون معاً يُصبح هذا هو الوقت لإعادة التواصل مع العالم"، لذا في نهاية العرض جمعت سارة فريق العمل بأكمله على المنصة.
حدائق إيرلندا وأصول صناعة الأزياء
حدائق إيرلندا ألهمتها بأزهارها النادرة و المُعرّضة للانقراض التي نقلتها إلى أشكال من الدانتيل مثل الفستان الأبيض و الفساتين من الغيبور مع الجلود السوداء، و بجانب الصناعة اليدوية للأزياء في البلاد جسّدت المجموعة فكرة اصطياد الأشياء قبل أن تختفي، ما زاد من حصريتها و تفرّدها.
أساليب بدائية تُنتج تصاميم عصرية
تحتفي تصاميم التشكيلة بالحرف اليدوية و المهارة التي ترجمت أسلوب ماكوين الرومانسي الدراماتيكي فنجد تقنية قديمة تُسمى moon-bleached فبدلاً من اكتساب الكتان لوناً أصفر تسمح هذه التقنية بجعل خيوطه مائلة للرمادي كما رأيناه في الفستان الأول من افتتاح العرض الذي أعيدت صياغته من مجموعة ماكوين عام 2000.
و بفضل التقنيات اليدوية بدت التصاميم المُنتفخة للسترات باللون الأسود و كأنها من الجلود، إلا أنها من الكتان المُجعّد طُرق جيداً و طُلي بنشاء البطاطا يدوياً، و للمزيد من الاستدامة أعيد استخدام التول و الأورغانزا و الدانتيل من المجموعات السابقة في كشكش الفساتين.
القصّات حملت توقيع ألكسندر ماكوين الشهيرة بأكتاف عريضة و حادة، و الأكمام المُنتفخة، و الفساتين الهدلة بأطوال مُختلفة مع تجسيم الخصر بالأحزمة، و قدمت التصاميم بالخطوط الملونة بالأبيض مع الأسود مثل البذلة ذات البلايزر المُتصل بأربطة و حلقات معدنية زيّنت الفساتين كذلك.
ومنحت التصاميم الحركية بالأكمام ذات الطيات نقوش الأزهار المزيد من الحيوية على الفساتين و البذلات، و من أبرز إطلالات العرض الفساتين المُنتفخة القصيرة باللونين الوردي و الأزرق مع تدرّج ألوان بارع.
مجموعة تأخذ عالم الموضة خطوة إلى الأمام فالعودة إلى الأصول و أساليب التصنيع الأولية لم ينتج عنه سوى تصاميم مُترفة شديدة الأناقة مع مُراعاة للطبيعة و البيئة.