عروس البحر الكردية ضحية يأس
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

عروس البحر الكردية ضحية يأس

عروس البحر الكردية ضحية يأس

 لبنان اليوم -

عروس البحر الكردية ضحية يأس

بقلم: بكر عويضة

معروف أن «عروس البحر» مجرد خيال من صنع فولوكلور شعبي، ورد ذكرها في أساطير أقوام كثيرين، وتُعرف في قاموس الإنجليز باسم «MERMAID». ما بين ليل الثلاثاء، وفجر الأربعاء، من الأسبوع الماضي، كان القدر في انتظار «عروس بحر» من صميم واقع الحياة، فهي من دم في العروق، ومن لحم يكسو العظم، وما كانت ترجو الأقدارَ سوى أن تتيح لها اللحاق بعريسها المنتظر في بريطانيا، فركبت الأخطار، وسلمت نفسها لواحد من قوارب الاتجار بأرواح البشر، يداعب الأحاسيس منها أمل عبور القنال الإنجليزي - «بحر المانش» - ثم العيش بسلام وأمان مع زوجها. لكن هيهات، ذلك أن للأقدار حكمها المُقَدر من قبل. لقد حل موعد الأجل، وما كان بوسع أحد تأجيل أمر ليس من مفر منه، فالموت كأس الكل شاربه. صحيح تماماً، وحق، بلا جدال، إنما القول الحق يسطع أيضاً بنصح يرقى إلى درجة تحذير شديد الوضوح: «ولا تُلقوا بأيديكم في التهلكة». فهل من سبيل للعثور على أعذار لضحايا مأساة ذلك القارب، وفي مقدمهم العروس الكردية، الشابة مريم نوري محمد أمين، ذات الأربع وعشرين سنة، التي كانت أول ضحية يُذاع اسمها بين الضحايا المنكوبين؟
نعم، الأعذار يمكن إيجازها في عذر أساس يتمثل بحالة يأس يغرق في ظلماتها كثير من الناس إذا أضاع الواحد منهم بوصلة الإحساس بأي معنى للحياة. منطق الواقع اليومي يقول إن هذا يحصل دائماً، وليس حصراً بين أولئك الهاربين بعيداً عن جحيم أوضاع بلدانهم إلى شطآن أوروبا، متوهمين أن ما وراءها ليس سوى جِنان أمن وأمان، حدائق ورود وأزهار، وحقول سمن وعسل، كلا، أولئك ليسوا وحدهم ضحايا الغرق في لجج اليأس، فظلمات ضياع الأمل، وفقدان الإحساس ببريق ضوء في نهاية النفق، تتمكن أحياناً من خُناق أناسٍ في مختلف المجتمعات، تراهم ينتمون إلى كل الطبقات، منهم الغني ومنهم الفقير، يتساوون أمام ما يعصف بهم من مآسٍ، بصرف النظر عن اختلاف التقاليد والعادات، أو تعدد الرؤى وتباين منابع المناهج، فيطبق اليأس على الأنفاس حتى تختنق، أو أنها تكاد.
بيد أن اليأس المؤدي إلى مآسي قوارب الاتجار بأرواح البشر يظل ذا خصوصية تتعلق، أولاً، بما انتهت إليه أحوال بلدان أولئك الضحايا. كم هو مؤلم أن دولاً عربية، كما العراق، مثلاً، كانت إلى زمن غير بعيد، قبلة للساعين في مناكب الأرض طلباً للرزق الوفير، والعيش الكريم، ضيوفاً يرحب بهم أهل البلد الأصليون، بل ويتصاهرون معهم، فيصبحون جزءاً من نسيج المجتمع ككل. أنظر أعداد العراقيين في أيام جليد الصقيع القارس هذه، وقد تناثروا في خيام مهاجرين على الحدود بين أوكرانيا وروسيا البيضاء. ماذا عن سوريا؟ قد يعجب المرء، خصوصاً بين الأجيال الشابة، إذا قيل إن دمشق، وغيرها من المدن السورية، كانت حتى ستينات وخواتيم سبعينات القرن الماضي، تستضيف عرباً وافدين إليها من أقطار مجاورة، للعمل فيها. تأمل فيما حل بأكثر من عشرة ملايين سوري تشردوا داخل بلدهم وخارجها. بل حتى ليبيا، التي يحاول آلاف الأفارقة الهروب عبرها إلى أوروبا، فيستوطن بعضهم أجزاء من أرضها، خصوصاً في الجنوب، ليبيا ذاتها التي كانت مصدر دخل لملايين آلاف العاملين العرب، وغيرهم من دول عدة، صارت هي أيضاً في خواتيم زمن العقيد معمر القذافي، طاردة للكثير من الكفاءات بين أهلها أنفسهم.
صحيح أن ضحايا قوارب الاتجار بأرواح البشر، ليس بينهم ليبيون، إنما هذا لن يحجب حقيقة أن ليبيا تعاني كذلك بعضاً من جوانب المأساة، نظراً للحرب التي عاشتها طيلة عشر سنوات.
هل من حلول في الأفق؟ ليس واضحاً، حتى الآن. بل الواضح تماماً هو أن دول أوروبا تتخبط فيما بينها في كيفية التعامل مع تواصل مآسي الهاربين إليها، سواء من دول البحر الأبيض المتوسط، أو من أفريقيا. خذ بريطانيا وفرنسا، مثلاً، تراهما تواصلان لعبة إلقاء المسؤولية على بعضهما، ثم تعجب إذ ترى كلاً من رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، والرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، لا يترددان في تبادل اللوم علناً، لكنهما يسارعان إلى الزعم أن علاقات بلديهما قوية. نفاق سياسي؟ طبعاً، لأن الذي يعنيهما هو مصالح كل منهما، حتى لو أنها محض ذاتية. أما العروس الكردية الشابة، وغيرها من ضحايا قوارب اليأس، فليسوا في حسابات الساسة سوى مآس تستوجب إبداء الأسف.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عروس البحر الكردية ضحية يأس عروس البحر الكردية ضحية يأس



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon