أخطاء أبناء مسؤولية آباء
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

أخطاء أبناء مسؤولية آباء

أخطاء أبناء مسؤولية آباء

 لبنان اليوم -

أخطاء أبناء مسؤولية آباء

بقلم: بكر عويضة

الجمعة الماضي، أقدمت إحدى شخصيات القضاء الأميركي البارزة، على إجراء قانوني سوف يُسجل منذ ذلك اليوم فصاعداً، من منطلق أنه سابقة لم يُعرف مثيلٌ لها من قبل. ملخص الأمر - لمن لم يتابع التفاصيل - هو أن السيدة كارين ماكدونالد، مسؤولة الادعاء العام في مقاطعة أوكلاند، التي تتبع منطقة ديترويت في ولاية ميتشيغان، قررت توجيه الاتهام لأبوين بالإقدام غير الطوعي على المشاركة في ارتكاب جريمة قتل بلا سابق قصد منهما، ولكن بإهمالهما مسؤولية الانتباه لخطورة تصرفات ولدهما، رغم معرفتهما بحيازته سلاحاً استخدمه اليوم السابق (الخميس 2 - 12 - 2021) في إطلاق رصاص عشوائي على زملائه في مدرسة أوكسفورد العليا؛ ما أسفر عن مقتل أربعة منهم. إيثان كرمبلي، المُتهم بارتكاب الجريمة، صبي لم يتعد الخامسة عشرة بعد. والداه، جيمس وجينيفر، لاحظا بعضاً من سلوكيات غريبة له، لكنهما قررا التجاهل؛ الأمر الذي أوصل إلى مجزرة أودت بحياة طالبين (17 و16 عاماً)، وطالبتين (17 و14 سنة)، فأدخل المراهق المتهوّر، بجريمته تلك، كآبة الأحزان إلى قلوب عائلات وأصدقاء الضحايا الأربعة في موسم احتفالات نهاية العام الميلادي.
لم يكن وقع الإجراء عادياً، بالطبع، ذلك أن المجتمع الأميركي، باختلاف طبقاته، وتباين الثقافات التي تجمعه، وتعدد النظم القضائية في الولايات التي يتوحد ضمن إطارها، ورغم قسوة معاناته، عبر مئات السنين، في التعامل مع ما يمكن عده «سرطان» جرائم القتل العشوائي، لم يسمع من قبل شخصية في مثل مكانة كارين ماكدونالد القضائية، تقول بصريح العبارة، وبصوت واضح الغضب، وأمام كاميرات الإعلام الأميركي كله، والعالمي أيضاً، ما مضمونه أن حق امتلاك السلاح يجب أن يترافق مع كامل المسؤولية عن كيفية استخدامه، وإلى ذلك فإن كل أبوين يجب أن يتحملا قدراً من مسؤولية استخدام السلاح الموجود في المنزل من جانب أي من أفراد الأسرة. معروف أن «اللوبي» الأميركي المدافع عن سوق بيع الأسلحة، يملك من النفوذ القوي ما يمكنه من الدفع بعيداً عن التنفيذ، أي تقنين يُشتَم منه احتمال الحد من حرية اقتناء السلاح. أكثر من رئيس أميركي حاول ذلك، وفشل، آخرهم كان باراك أوباما، الذي اعترف، أواخر عام 2016، خلال لقاء تلفزيوني مع جون سوبل، محرر «بي بي سي» المسؤول عن الشؤون الأميركية، أن فشله ذاك كان الأسوأ لفترتي رئاسته.
في حال تمت إدانتهما، ليس من الواضح على وجه التحديد ما ينتظر الأب والأم جيمس وجينيفر كرمبلي. هما رفضا الإقرار بمسؤوليتهما، وترجّح وجهات نظر شخصيات قانونية أن ينجح أي محامٍ ماهر في تخليصهما من الإدانة وبالتالي العقوبة. لكن أهمية الإجراء الذي أقدمت عليه مسؤولة الادعاء العام، كارين ماكدونالد، لن تذهب سدى، ومن ثم فإن صدى ما حصل لن يذهب بعيداً بسهولة، بل الأرجح أن يظل رنين صوتها الغاضب يطن في آذان كل أبوين في الولايات المتحدة، يعلم كلاهما أن أفراداً في بيتهما يملكون سلاحاً ما، وأن من واجبهما الانتباه إلى أي إشارات خطرة قد تنبئ عنها تصرفات أولئك الأفراد، قبل أن تؤدي مستقبلاً إلى ويلات ومآسٍ يتضرر منها أناس آخرون أبرياء.
في سياق متصل، وإنما أبعد من أميركا ذاتها، ومن معاناتها، تحديداً، مع جرائم القتل العشوائي، يمكن القول إن القصة تستدعي أشكالاً ليست أقل خطراً بشأن ما يتعلق بمسؤولية الآباء عن جوانب مما يرتكب الأبناء من أخطاء. لقد قيل منذ أزمان بعيدة، في مختلف الثقافات، أن الآباء والأمهات هم مرايا البنون، خصوصاً في فترات النمو المبكرة، ثم مراحل الصبا، فالمراهقة وبدايات سني النضج والشباب. تُرى، كم من أب، أو أم، أهمل وأهملت، ولو بلا قصد، أهمية التنبّه لما يصدر عنهما من سوء أفعال، أو كلام، على مرأى ومسمع من الأبناء، الأولاد والبنات، ثم إن نتائج ذلك الإهمال ظلت تختبئ في العقل الباطن للنسل، حتى قُدّر لها أن تتجلى بشكل مروّع، وبعد وقوع أمر صادم للجميع. الواقع أن المتأمل في ارتفاع درجات شكوى الذين هم وهن ما بين الأربعين في العمر والخمسين، في مجتمعات العالم كله، تقريباً، إزاء استمرار تراجع مستويات القيّم الأخلاقية بين أجيال ما يُسمى «منصات التواصل الاجتماعي»، قد يجد شيئاً من الإجابات إذا ما تعمق في دراسة سلوكيات الآباء والأمهات أنفسهم في مراحل شبابهم، وخصوصاً ما جرى منها، وقيل، أمام وعلى مسمع ممن كانوا صغارهم، آنذاك.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخطاء أبناء مسؤولية آباء أخطاء أبناء مسؤولية آباء



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon