غريتا وحليمة مِثالان جميلان
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

غريتا وحليمة... مِثالان جميلان

غريتا وحليمة... مِثالان جميلان

 لبنان اليوم -

غريتا وحليمة مِثالان جميلان

بقلم :بكر عويضة

هما بالتأكيد ليستا وحيدتي زمانهما في تقديم مثال جيد، لكنهما محظوظتان أنهما نجحتا في لفت الأنظار فنالتا من الاهتمام الإعلامي، على صعيد عالمي، ما تستحقان. نساء كثر حول العالم، من مختلف الأعمار، يَضرِبن كل يوم أكثر من مَثل رائع، سواء في إعطاء سعادة الغير أولوية على نعيم الذات، أو في الصبر على ظلم بعض أقرب الأقربين، مِثل أولئك اللواتي يُضربن، أو يُوبخن، وأحياناً يُعْضلن أو يُعنّفن، بلا أي سبب، وفي حالاتٍ أسوأ ربما يُقتلن، خصوصاً عندما يجري استخدام مبدأ صون العرض في غير محله، فتُتَهم الضحية، ظُلماً، بذنبٍ لم تجن، وتُرمى زوراً بما لم تكسب يداها من إثم، ومِن ثمّ تدفع حياتها ثمن جُرم افتُري عليها، وغالباً ما يهرب المجرم من الحساب.

الشابة حليمة عدن، والصبية غريتا ثونبيرغ، نجحتا في ضرب مثالين أثبتا أن المرء إنْ امتلك صَلب العزيمة، فُتحت طريق الوصول إلى صُلب الهدف المأمول، سواء كان الأمل المنشود يتعلق بطموح فردي خاص، أو هو شأن عام يخص عموم الناس. بعد ولادتها في مخيم لاجئين بكينيا لأبوين صوماليين، وصلت حليمة، ذات الستة أعوام، أرض الحلم الأميركي مهاجرة صحبة أمها وشقيقها. مع بلوغها الثانية والعشرين، نجحت حليمة في بلوغ عالم عروض الأزياء الصعب، والكثير التطلّب، ثم في فرض حضورها، بلا تخلٍ عن التزامها بواجبات دينها، فشاركت في العروض بأزياء محتشمة، كما شوهدت تحمل سجادة صلاتها حيثما توجهت. إزاء تمسكها القائم على الاعتدال، بهويتها كمسلمة، قوبلت حليمة باحترام زميلاتها والعاملين معها في ذلك المجال، لكنها تعرضت لحملات غضب وجهها متطرفون ضدها.

أما السويدية غريتا إليونورا إيمان ثونبيرغ، ذات الستة عشر عاماً، فتشكل حالة نجاح ليست ذاتية على الإطلاق. لذا، يلفت النظر كيف رافق ظهور اسم غريتا، وانتشاره عالمياً، نوعان من ردود الفعل. أولهما، وهو الأشمل والأهم والأصح، تمثل في إعجاب دولي أكسبها احترام وتقدير كل مهتم بخطورة التغيّر المناخي. أما ثانيهما، فهو نوع من الغضب غير المفهوم السبب تجاهها. في كل مرة مرّ بي تعليق، قراءة أو استماعاً، يصب جام النقد الغاضب ضد الصبية غريتا، وجدتني أتساءل: لِمَ هذا الغضب، أتراها مجرد الغيرة من شهرتها، خصوصاً بعدما اختارتها مجلة «تايم» الأميركية - العالمية شخصية عام 2019. حتى أنها لم تنج من تغريدات الرئيس دونالد ترمب الساخرة؟ أيعقل أن تواجه غريتا هكذا تسخيف لجهودها، أو استخفاف بها، لمجرد أنها لم تزل تلميذة؟ أليس الأحق هو تقدير أنها تولي مناهج دراستها ما تستحق من اهتمامها، ثم أضافت تحمل مسؤولية تنبيه الناس، مواطنين ومسؤولين، إلى ضرورة تغيير نهج التعامل اليومي مع مشاكل البيئة لمواجهة خطورة التغير المناخي الحاصل في مشارق الأرض ومغاربها؟

يكفي النظر إلى ما يشهد العالم من كوارث بيئية تتفق معظم الآراء على أنها نتيجة للتغيّر المناخي المتواصل منذ اكتشاف ثقب الأوزون، كي يُقدّر جهد غريتا ثونبيرغ، بدل السخرية منها، أو توجيه النقد الغاضب لها. حرائق الأيام القليلة الماضية في غابات أستراليا، والفيضانات في عدد من قرى ومدن بريطانيا، هي آخر أمثلة التأثير الكارثي للتغير في مناخ الأرض، والشواهد تشير إلى أنها ليست الأخيرة، التاريخ سوف يسجل للصبية غريتا ثونبيرغ حماستها، منذ صغر سنها، لضمان مستقبل جيلها في مواجهة مخاطر الآتي من كوارث تهدد البشرية. تقدّر مؤسسات عالمية أن مائة مليون في الدول الفقيرة، يواجهون خطر مجاعات بحلول عام 2030 بسبب الجفاف الناجم عن تغير المناخ، وللسبب ذاته يُتوقع أن يرتفع عدد المهاجرين بحثاً عن بيئة أفضل للحياة إلى مائة وثلاثة وأربعين مليوناً، مع حلول العام 2050. لعل في هذا ما يبرر لماذا خاطبت غريتا ثونبيرغ حضور قمة الأمم المتحدة المخصصة لتغيرات المناخ الاقتصادية في سبتمبر (أيلول) الماضي بشيء من التوبيخ: «تقولون إنكم تحبون أطفالكم أكثر من أي شيء، لكنكم تسرقون مستقبلهم أمام أعينهم».

في كلتا الحالتين، يمكن بوضوح ملاحظة أن أغلب الغاضبين على الصبية غريتا، والشابة حليمة، ينتمون إلى جيل يكبرهما بعقود. الأرجح أن فارق العمر يلعب الدور الأساس في هكذا غضب. المسافة بين الأجيال ليست تُقاس بالأعمار فحسب، بل بمقياس كم تواكب الأفكار روح العصر. هذا هو المعيار الأهم، ولذا تشكل غريتا وحليمة مِثالين جميلين.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غريتا وحليمة مِثالان جميلان غريتا وحليمة مِثالان جميلان



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon