كرم رمضان وظلم الإنسان
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

كرم رمضان... وظلم الإنسان

كرم رمضان... وظلم الإنسان

 لبنان اليوم -

كرم رمضان وظلم الإنسان

بقلم: بكر عويضة

جرى اللسان بعبارة «رمضان كريم» التي يتبادلها المسلمون في مختلف أنحاء الأرض، فكلما أطل شهر الصيام، يتواصل ترديدها طوال أيام الشهر الكريم. العبارة في حد ذاتها تحمل معاني عدة، من بينها نوع من الاعتذار عن أداء واجب الضيافة من طعام، أو شراب، للضيف إذا زار البيت، أو مقر العمل، أثناء النهار. عادةً، يرد المرء على لطف تلك التحية بالقول: «علينا وعليكم»، وهذا صحيح، أو «الله أكرم»، والأخيرة أصح، بل أصدق. يفرح لقدوم شهر رمضان كل المسلمين، باختلاف ثقافاتهم، وتنوع مناهجهم، في المشارق والمغارب، ومن الجائز الافتراض أن الفرح يشمل الذين لا يطيقون الصوم، لأن شرع الرحمن الرحيم أتاح لهم، وأجاز لهن، الكفارة لتعويض عدم استطاعة الامتناع عن تناول القليل من الأكل، وأقداح الماء، لأسباب تتعلق بالمرض، أو ضعف الشيخوخة، أو حمل النساء، أو الإرضاع. ذلك كله، تتجلى فيه آية من آيات كرم الخالق بالناس «يُريدُ اللهُ بِكم اليُسْرَ وَلا يُريدُ بِكم العُسْرَ»، فهل للمخلوق أن يبخل بشكر مَنْ أكرمه، والإكثار من التسبيح بحمده؟ كلا، على الإطلاق.
ضمن السياق ذاته، يمكن القول إن أسباب الابتهاج بحلول شهر رمضان تتعدد هي أيضاً. فإلى جانب فرح المؤمنين والمؤمنات بالإقبال على واجب أداء أحد أركان الإسلام الخمسة، وتجديد الالتزام بمنهج الطاعات المفروضة، يُضاف إليها المُستطاع تأديته من النوافل المحببة، والسُنن المؤكدة، بلا تضييق على النفس، إذ «لا يكلف الله نفساً إلا وسعها». إضافة لما سبق، ثَمّ قدر من التوافق بين الموثوق من المرجعيات الدينية، على أن الأجواء الرمضانية تبعث الروح من جديد فيما أصابه شيء من جفاف، أو تكلّس، في الأحاسيس الروحانية بين مختلف شرائح الناس، فتراهم يتوادون أكثر، ويتواصلون بغرض أن يسارع كل منهم إلى وصل ما انقطع من العلائق بين ذوي الأرحام، إما بسبب الانشغال في مواجهة متطلبات الحياة، التي تزداد أعباؤها هذه الأيام، أو بفعل خصومات أوقعها بين النفوس إفساد في الأرض ينتشر بأشكال شتى، بينها، للأسف الشديد، ما يتصل بتقدم تقني تحقق للإنسان عبر تكنولوجيا ثورة الاتصالات، وما توفر عبرها من منصات «تواصل اجتماعي»، يستغلها البعض في صبّ مزيد من الوقود على إشعال نيران الخلافات، بين أفراد العائلات، فإذا بالود والتراحم يغيبان ليحل مكانهما البغض والنفور، وإذا يشرق هلال رمضان، يبادر الطيبون والطيبات إلى مراجعة النفس، وإلى طلب العفو، فتصفو نفوس أوجعها افتراق أحباء، أو أصدقاء، بعضهم عن بعض.
بيد أن ذلك الجفاء، إذا وقع فعلاً، ليس من المنطق تحميل مسؤوليته لارتقاء واقع بني البشر علمياً. الحق أن المسؤول عنه في الأساس، هو الإنسان نفسه. ذلك واحد من أشكال الظلم التي يمارسها أناس مع أنفسهم، أو ضدها، سواء قصدوا ما يفعلون، أو أنهم جهلوا توابع أفعالهم، وما هذا بالأمر المُستحدث، كما يعلم الجميع، بل تحدث به الأولون منذ قديم الأزمان، وإليه أشارت الرسالات السماوية كلها، وحذرت من وخيم عواقبه. فبقدر ما هو مطلوب، بل ضروري، للمرء أن يأخذ بكل أسباب تطور وسائل معيشه، يظل من الواجب أيضاً الحذر إزاء أي سوء استخدام للمتاح من أدوات عصرية يوفرها التقدم التكنولوجي المعاصر. لقد ضُرب المثل عبر كل العصور بشأن أهمية امتلاك الأمم جميعها أحدث وسائل الدفاع عن النفس، فهل يقع اللوم على صانع السلاح، أو الأسلحة ذاتها، مهما كان حجم خطورتها، أم أنه في كيفية توظيفها؟ الجواب المؤكد واضح لكل ذي عقل وبصيرة.
ظلم الإنسان لنفسه يحدث أيضاً في السياق الرمضاني ذاته. هل ثمة ما يوجب طرح أمثلة على وجه التحديد؟ كلا، فهمكم كافٍ، والأرجح أن أغلبكم يرى كثيراً، ويسمع أكثر مما يتردد من أحاديث تأسف لمظاهر إسراف وتبذير تتنافى أصلاً مع روح الشهر الكريم. مع ذلك، يبقى واحد من أوجه الظلم البغيض للنفس يوجب التذكير به، قد يقع فيه صائم، أو صائمة؛ إنه الإخفاق في إمساك اللسان عن إلحاق الأذى بالناس. حقاً، أليس من العجب أن بعض الصائمين والصائمات يرددون العبارة ذاتها: «رمضان كريم»، ومع ذلك تسمعهم لا يترددون في سلق غيرهم من الناس بألسنة حِداد؟ بلى. إنما، كل إناء بما فيه ينضح أيضاً.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرم رمضان وظلم الإنسان كرم رمضان وظلم الإنسان



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon