ملكة استثنائية ورئيس ظاهرة
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

ملكة استثنائية... ورئيس ظاهرة

ملكة استثنائية... ورئيس ظاهرة

 لبنان اليوم -

ملكة استثنائية ورئيس ظاهرة

بقلم: بكر عويضة

استثناء إليزابيث الثانية بالقول إنها ملكة استثنائية بين غيرها من ملكات وملوك المملكة المتحدة، ودول الكومنولث، مبرر موضوعياً، وليس عاطفياً فحسب. الصفة ليست مستحقة فقط لأنها أول مَن يحتفل بمناسبة «يوبيل بلاتيني»، بل لأن عدداً من الأسباب الموضوعية تجيز للمؤرخين تمييز عهدها عن غيره، من بينها أن سمات شخصيتها، منذ بدايات شبابها، وإلى بضع سنين قبل توليها المُلك، كانت تؤكد أن ملكة غير عادية سوف ترث عرش أبيها الملك جورج السادس، فور وفاته. ذلك، بالضبط، ما حصل في سادس فبراير (شباط) من عام 1952.
ليس ممكناً سرد مجمل أسباب تميز عهد الملكة إليزابيث الثانية في مساحة كهذه، إنما جائز القول إن أبرز ما اتسمت به يتجلى في أمرين لكل منهما مستوى عال من الأهمية. الأول هو البساطة في التعامل مع الناس، وقد تساوى، في ذلك الجانب من شخصيتها، كبار القوم، مع البسطاء منهم، سواء كانوا من أهل الدار، أو ضيوفها من الزوار. هذا التواضع هو تواضع الكبار، الذي وضع روبرت لاسي، المتخصص في التأريخ الملكي، الإصبع عليه تحديداً، إذ يتحدث بضع دقائق لقناة «بي بي سي» مساء السبت الماضي، فيقول ما مضمونه أن اتسام الملكة بالتواضع «HUMBLE» ينسجم تماماً مع السمات التي يجب أن تتحلى بها في الزمن الحديث، فكيف إذا كان هذا هو نهجها منذ بدأت عهدها قبل سبعين عاماً. دليل ثان، وهو الأحدث، يؤشر على الاستثنائية في شخصية إليزابيث الثانية، وفي أسلوبها كملكة، وهو يتمثل في موقفها من كاميلا، دوقة كورنوول وقرينة وريث عرشها، الأمير تشارلز، إذ أشارت الملكة في بيانها لمناسبة احتفالات يوبيلها البلاتيني أن زوجة أمير ويلز يجب أن تحمل لقب «الملكة القرينة» عندما يعتلي زوجها العرش. الموقف استثنائي لأن التقليد الملكي هنا كان يحول دون احتمال لقاء أي ملك، أو ملكة، مع كاميلا لمجرد أنها مطلقة من زواج سابق لزواجها من الأمير تشارلز، لكن الملكة عملت على إزالة هكذا حواجز منذ زمن، عندما أعطت مباركتها لزواج ابنها من كاميلا باركر عام 2005.
ثاني الأمرين في تميز عهد الملكة إليزابيث يتمثل في ترفعها التام عن التدخل المباشر في الشأن السياسي. صحيح أن الحكم في بريطانيا يقوم على أساس أن «الملكة تملك ولا تحكم»، لكن هذا لم يكن ليمنع الملكة من الإيحاء لرئيس وزراء أي من حكوماتها بالسير في اتجاه معين ترغبه هي لبلدها. يمكن القول إن هناك نوعاً من الإجماع بين أغلب المتابعين على ترفع إليزابيث الثانية عن إقحام ذاتها في شؤون الحكم اليومية. دليل ذلك يتضح في الضجيج الذي أعقب ما تسرب عن محاولات إعطاء انطباع أن الملكة كانت تؤيد اتجاه «بريكست» خلال الحملات التي سبقت استفتاء الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي. حتى لو أنها بالفعل مع ذلك التوجه، لم يكن ممكناً أن تقدم على هكذا تدخل بأي حال من الأحوال.
بوريس جونسون نفسه، رئيس الحكومة الحالي، كان نجم حملات استفتاء «بريكست» آنذاك، وعندما ترددت تلك الشائعات عن وجود ذلك التوجه الملكي، سارع كثيرون إلى توجيه إصبع الاتهام بالتسريب نحوه، غير أن أحداً لم يقدم ما يثبت صحة ادعاءات كهذه. لكن مستر بوريس، وهو الرئيس الرابع عشر بين رؤساء الحكومات التي شُكلت خلال عهد الملكة إليزابيث الثانية، حتى الآن، يشكل حقاً ظاهرة وحده بين كل سابقيه، سواء كانوا من حزب «المحافظين»، بدءاً من ونستون تشرشل وصولاً إلى تيريزا ماي، أو أنهم من «العمال»، من هارولد ويلسون حتى غوردن براون. نعم، هكذا هو مستر جونسون، تتفق معه أو تختلف، ليس شبيهاً بأي من ساسة بريطانيا الذين قادوا حكوماتها طوال السبعين عاماً الماضية. هو غير شبيه بأي منهم منذ بواكير شبابه السياسي في اتحاد الطلاب، مروراً بالجهر بطموحاته فور وصوله إلى البرلمان، ثم توظيف ملكاته الفكرية، وإشهار القلم على صفحات كبرى صحف اليمين، مثل «ديلي تلغراف»، والكتابة بأسلوب يجمع النخبوية مع الشعبوية، ثم إنه لا يشبه أياً من سابقيه بين رؤساء الحكومات، لا في فلتات لسانه، ولا في مغامراته السياسية، فضلاً عن العاطفية، وصولاً إلى قدرته على النفاذ من أزماته كافة. أوليس يشكل هكذا رئيس حكومة ظاهرة بالفعل؟ بلى، وفق ما أرى. لعلي أصبت، وربما أخطأت التقدير.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملكة استثنائية ورئيس ظاهرة ملكة استثنائية ورئيس ظاهرة



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021

GMT 05:47 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 07:03 2013 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

بريطانيا تقترح تسديد الخريجين قروضهم مبكرًا

GMT 04:00 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

4 مشاكل تًهدد الحياة الزوجية بالفشل

GMT 04:21 2022 الأحد ,15 أيار / مايو

رحم الله الشيخ خليفة

GMT 08:37 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

الفنان راغب علامة يحتفل بعيد ميلا ابنه لؤي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon