الصحافة الصحيحة

الصحافة الصحيحة

الصحافة الصحيحة

 لبنان اليوم -

الصحافة الصحيحة

محمد سلماوي

بعيداً عن أخبار المظاهرات والانفجارات وسقوط القتلى والجرحى وإغلاق ميدان التحرير أو إحدى محطات المترو، وهى الأخبار التى تهوى الصحف وأجهزة الإعلام نشرها والإعادة والإزادة فيها، هناك تطورات أخرى تحدث على الساحة المصرية لسبب أو لآخر لا تسترعى انتباه الإعلام.

ولقد نشرت جريدة «الشرق الأوسط» اللندنية، منذ أيام، تقرير لها من القاهرة، يحمل عنوان: «الفن التشكيلى فى مصر يتصدر المشهد الثقافى»، وقالت فيه: «نشاط مكثف للفن التشكيلى فى مصر تشهده العاصمة القاهرة وعدد من مدن الأقاليم، وذلك عبر الكثير من المعارض المتنوعة لفنانين لهم بصماتهم وخبراتهم المتميزة فى فضاء التشكيل، وفنانين شباب يسعون للحاق بهم والإفادة منهم».

ويشير التقرير إلى أن ذلك النشاط الفنى يصاحبه نشاط أدبى يتمثل فى الندوات وحفلات توقيع للإصدارات الجديدة، والتى عادة ما تتحول إلى لقاءات فكرية من المؤلفين، وكان الكُتاب والنقاد الجادون- على حد ما ورد فى التقرير- يكتفون «بقعدات المقاهى والأحاديث الجانبية التى لا توصل فى الغالب لشىء اللهم إلا ملء وقت الفراغ».

إننى أحيى كاتب هذا التقرير، مراسل الجريدة، المصرى جمال القصاص، الذى لم يَنْسَق وراء الرائجة، فكتب عن الحوادث والكوارث التى تستهوى معظم المراسلين، والتى تعطى انطباعاً خاطئاً بأن الوضع فى مصر لا يختلف عن مثيله فى ليبيا أو سوريا، بينما أبناء كل من البلدين لا يقصدون إلا القاهرة ليأمنوا من الفوضى الدامية المنتشرة فى بلديهما الشقيقين.

إن مهمة الصحفى لا تكون فقط بتعقب الدماء ومتابعة الحوادث والانفجارات التى سئمها الناس، وإنما بتقديم صورة صادقة عن صحيح الوضع فى البلد الذى يغطيه، وإذا كان صحيح الوضع كثيراً ما يغيب عن المراسل الأجنبى الذى لا يعرف مجتمعنا معرفة سليمة، فإنه لا ينبغى أن يغيب عن المراسل حين يكون من أبناء البلد، لكنى للأسف أجد أن بعض من يعملون مع أجهزة الإعلام الأجنبية يسعون لتقديم ما يعرفون أنه يروق للإصدارات والقنوات التى يعملون بها، وليس لتقديم الصحيح الذى قد يغيب عن المراسل الأجنبى.

ما كان أسهل على مراسل «الشرق الأوسط» أن يتحدث عن انفجار وقع بالقرب من معرض تشكيلى أو افتتاح معرض تأخر بسبب اضطراب فى ميدان التحرير، لكنه قام بمهمة الصحفى التى كثيراً ما ننساها، وهى تقديم الحقيقة، والحقيقة فى هذا التقرير تقول إن البلاد تمضى بخطى واثقة نحو التقدم والاستقرار، وما انتعاش الثقافة والفن إلا الدليل الأكيد عليهما.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحافة الصحيحة الصحافة الصحيحة



GMT 17:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 16:02 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 16:00 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 15:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

GMT 15:52 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لحوم العلماء ومواعظهم!

GMT 15:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

وجع فى رأس إسرائيل

GMT 15:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حكم «الجنائية» وتوابعه

GMT 15:44 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

«الثروة» المنسية ؟!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon