محمد سلماوي
تلقيت تعليقات كثيرة حول مقالى هنا، أمس، عن المصالحة مع قطر، معظمها يتشكك فى إمكانية إقلاع قطر عن الهجوم على مصر، وبعضها يرى أن قطر لا تملك القرار فى هذا الموضوع، والقليل منها فقط هو الذى وجد فى موقف قطر الإيجابى من مصر، أثناء مناقشة ملف حقوق الإنسان فى جنيف، وفى قبولها المبادرة السعودية، تغيراً مهماً ينبغى العمل من جانبنا على تكريسه وتنميته.
فقد كتب لى مسعد إبراهيم: أرى أن لك نظرة متفائلة جداً، وأنا أرى أن العلاقات السياسية ستتحسن على مراحل متعددة، ولكن على المستوى الإعلامى والشعبى المصرى لن يتم الأمر بسهولة أبداً إلا إذا حصل من قطر ما يعالج الجرح الغائر فى الوجدان المصرى فى ظل ما نواجهه من أزمة، وأنا أستبعد أن تفعل قطر ذلك على الأقل فى هذه الفترة، بدليل عدم تغيير نهج قناة الجزيرة حتى الآن، فمازال به تحريض ومازالت كلمات الانقلاب والعسكر هى الأوصاف التى تطلق على ثورة الشعب يوم 30 يونيو، ومازال الحديث عن المظاهرات المليونية المزعومة... إلخ... إلخ.
وعلى النقيض وصلنى من عبدالعزيز حسين: لم أصدق أذنى وأنا أسمع اليوم أحد ضيوف قناة الجزيرة يتحدث عن «الرئيس المنتخب» بدلاً من «قائد الانقلاب العسكرى»، الجزيرة لم تكن تسمح بذلك فى الماضى، يبدو أن المصالحة أثمرت.
والحقيقة التى أكدها لى وزير الخارجية، سامح شكرى، هى أن موضوع المصالحة مع قطر كان يتم الإعداد له على مدى أسابيع طويلة عن طريق الدبلوماسية الهادئة، إلى أن تم تتويجها بمبادرة خادم الحرمين الملك عبدالله، وأكد الوزير أن الرئيس السيسى وضع شروطاً للمصالحة تقضى بوقف التصريحات الاستفزازية من جانب المسؤولين القطريين حول الوضع الداخلى فى مصر، ووقف دعم وإيواء عناصر الإرهاب، ووقف الضغوط الاقتصادية على مصر.
وقد طالعتنا بعض التقارير الصحفية يوم أمس بأن قطر أعلنت قبولها الشروط المصرية دون تحفظ، لكن - كما قال الرئيس السيسى فى حديثه لقناة فرنسا 24 - دعونا نرَ.