«الموريسكي الأخير» 1  2
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

«الموريسكي الأخير» (1 - 2)

«الموريسكي الأخير» (1 - 2)

 لبنان اليوم -

«الموريسكي الأخير» 1  2

عمار علي حسن

غاب الأديب صبحى موسى فى حنايا التاريخ بعيداً وعاد ومعه حكاية موجعة عن معاناة بعض المسلمين الذين بقوا فى الأندلس بعد سقوط غرناطة آخر إماراتهم هناك سنة 1492م واضطروا إلى التظاهر بدخول المسيحية، لينسج من تفاصيلها المعروفة وما جاد به خياله، خيوط روايته «الموريسكى الأخير»، التى صدرت طبعتها الثانية عن «الدار المصرية اللبنانية» قبل أيام.

ربما أدرك الكاتب هنا الوظائف التى تنهض بها «الرواية التاريخية»، وهى مسألة ظاهرة لديه، وأولها ردم الحفر الهائلة التى تركها المؤرخون بفوقيتهم وتحيّزهم ولهاثهم وراء يوميات السلاطين والملوك والأمراء والوجهاء وقادة الجيوش، ليبقى الأدب كما قال عبدالرحمن منيف «تاريخ من لا تاريخ لهم». وثانيها استعادة التاريخ لاتخاذه عملاً رمزياً يتم إسقاطه على الواقع المعاصر، كرواية «الزينى بركات» لجمال الغيطانى و«السائرون نياماً» لسعد مكاوى. وثالثها إعادة صياغة التاريخ بوقائعه وشخوصه وغموضه، لصناعة «واقعية سحرية» ذات سمت خاص. ورابعها اختلاق تاريخ موازٍ للتاريخ الحقيقى، مثلما فعل نجيب محفوظ فى «ملحمة الحرافيش»، وخامسها استعادة التاريخ كشريك للحاضر، يتفاعل معه ويتشاكل ويتلاقح بلا قيود أو سدود، مثلما فعلت الكاتبة التركية أليف شافاق فى روايتها «قواعد العشق الأربعون». وسادسها الكتابة عن شخصية تاريخية معروفة مثلما فعل المغربى بنسالم حميش فى روايته «العلامة» عن ابن خلدون، وأبوالمعاطى أبوالنجا فى روايته «العودة إلى المنفى» عن عبدالله النديم.

أما «الموريسكى الأخير» فتدور حول تاريخ معروف، وواقعة كبرى، وتحاول أن تفضح المسكوت عنه، وتدفع المنسى إلى سطح الذاكرة، وهى فى الوقت ذاته رواية عن شكاية أو مظلمة، طالما مثلت عند أمم شتى مصدراً لأعمال سردية، أو دفع انحياز أدباء لها بهم إلى معارك مشهودة، مثل ما وقع للتركى لأورهان باموك فى تعاطف مع مذبحة الأرمن، أو تعاطف بعض الأدباء فى أوروبا وأمريكا اللاتينية مع القضية الفلسطينية، ودخولهم فى مجادلات ومساجلات جراء هذا. وهنا يمكن اعتبار الرواية التى نحن بصددها تلفت الانتباه إلى ضرورة اعتذار إسبانيا للموريسكيين المسلمين وتمنحهم الجنسية وترد لهم حقوق المواطنة، على غرار ما فعلت إسبانيا مع الموريسكيين اليهود.

لكن «الموريسكى الأخير» لم يقصد صاحبها فقط أن يعرض لنا حدثاً تاريخياً جافاً أو يعبّر عن تعاطفه مع قوم ظلموا، متوسلاً بفن الرواية، إنما هو وقع على حكاية أثيرة منسية فراق له أن يمنحها من قريحته الأدبية حياة جديدة، ويجذب ماضيها ليمشى بيننا، من خلال بطل الرواية «مراد رفيق حبيب»، الذى يعيش فى مصر، وشارك فى ثورة 25 يناير ضد نظام «مبارك»، ومثلت مشاركته فى المشهد الأول للرواية، لنتابع طيلة صفحاتها توازياً بين أزمنة ثلاثة، ماضى الموريسكيين فى الأندلس حين تظاهروا بترك الإسلام حتى تم تهجيرهم نهائياً ما بين 1609 إلى 1613، وفى شمال المغرب حين كان يُعيّر من هرب بإسلامه من محاكم التفتيش بأنه لم يعد مسلماً، ثم وجودهم فى مصر خلال التاريخ الحديث حين جاء الجد الأكبر «عطية الله» وحصل على جفالك من محمد على باشا، ليبدأ رحلة تمكين لنسله فى مصر، وهنا تقول الرواية عنه: «كان قد تقدّم بطلب للحصول على نسخة معتمدة من حجة الوقف الخاص بالعائلة ورواق المغاربة، حين كتبها جده عطية عام 1805 لم يكن يعلم أن محمد على سيقضى على مهنة الملتزم، لكنه سعى لتأمين أسرته التى امتدت لعدة فروع». وأخيراً، حاضر الحفيد، وابنة عمه «ناريمان»، وهو الذى يعيش حريصاً على نفسه بوصفه آخر نسل الموريسكيين بأرض النيل، ويسعى إلى استرداد وقف العائلة الذى خصّصه جده الملتزم لعائلة الموريسكى ورواق المغاربة بالجامع الأزهر، ويرى فى كل الأحوال أن «العالم أضيق من ثقب إبرة».

(ونكمل غداً إن شاء الله تعالى)

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الموريسكي الأخير» 1  2 «الموريسكي الأخير» 1  2



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon