استطلاعات الرأى والتنبؤ 22

استطلاعات الرأى والتنبؤ (2-2)

استطلاعات الرأى والتنبؤ (2-2)

 لبنان اليوم -

استطلاعات الرأى والتنبؤ 22

عمار علي حسن

وحتى تمتلك الاستطلاعات قدرة على التنبؤ فلا بد ابتداء من توافر سلامة هذه الاستطلاعات وتنزيهها عن بعض الأغراض المعوجة، وهى مسألة لا توفرها الاحترازات السابق ذكرها بل تعتمد على أمور أخرى منها على سبيل المثال:

أ- يجب أن تصمم أسئلة استطلاعات الرأى، شكلاً ومضموناً، بما يلائم المجتمع الذى يجرى فيه الاستطلاع. فبعض الأشكال والمضامين المعدة لمجتمع آخر قد لا تصلح بالضرورة فى سياق مغاير، وإن تم الاعتماد عليها فقد لا تأتى نتائجها دقيقة تساعدنا على التنبؤ بسلوك المجتمع المبحوث واتجاهاته. فما يصلح للمجتمعات المنفتحة الحرة التى يشعر أفرادها بالاقتدار السياسى الذين قد تلقوا تعليماً يساعدهم على التفكير العلمى، لا ينفع فى مجتمعات منغلقة ومقيدة وأفرادها يفقدون الثقة فى أنفسهم وتنمو فيها الشائعات والخرافات ويعتمد الناس على الثقافة السمعية فى تحصيل المعرفة، ويغيب التفكير العلمى بما يجعل أفرادها مفتقرين للقدرة على الشك والنقد والتفنيد والتحليل واكتشاف المغالطات المنطقية والرد عليها.

ب- تدريب الباحثين على استكناه المستقبل، فالقائمون بالاستطلاع هم أناس تم تكوينهم فى الماضى، وفق معطياته وشروطه ورهاناته، وحتى الحاضر الذى يعيشون فيه هو ماضٍ بالنسبة لمن وما سيأتى فى المستقبل، وبالتالى فهؤلاء يسحبون أحياناً معرفتهم بالماضى على المستقبل، بما يخل بدقة النتائج وقدرة المنتج على التنبؤ بالآتى.

ج- ضرورة أن يكون هناك ضبط ومراقبة على الاستطلاعات حتى لا تستخدم، من خلال نتائج محددة سلفاً، فى تزييف الوعى بما يؤدى إلى دفع الناس فى اتجاه معين يخدم مصلحة الأطراف التى تقف وراء الاستطلاع سواء كانت السلطة السياسية أو مرشحين فى الانتخابات أو أصحاب الشركات. وقد يأتى الضبط المطلوب من قِبل المجتمع، وذلك بواسطة مؤسساته وقادة الرأى فيه، الذين يجب أن ينزعوا باستمرار إلى ضرورة أن تكون الأدوات المنهجية للاستطلاعات علمية من حيث الدقة والنزاهة والتجرد والحياد. وقد يأتى الضبط من خلال تشريعات وقوانين تحدد عقوبات على كل من يزيف استطلاعات الرأى أو يختلق نتائج سواء بالتزوير أو بطرح أسئلة إيحائية، بُغية استخدام النتيجة فى تزييف وعى الجمهور.

د- ضرورة أن تتمتع وحدات قياس الرأى العام بالاستقلال المالى والإدارى، وأن تعلن بكل شفافية الجهات التى تمولها عن طريق الهبات المقطوعة والتبرعات المنتظمة. وإذا كان المستطلعون تابعين لوزارة أو حزب سياسى أو شركة خاصة، فلا بد من ضبط الاستطلاع عن طريق الرقابة والخضوع للقانون علاوة على المسائل المنهجية والشكلية والمضمونية والقواعد المهنية والأخلاقية.

ومن دون شك فإن أخذ هذه الضوابط فى الحسبان سيزيد من قدرة استطلاع الرأى على التنبؤ بسلوك المجتمع المبحوث أو المستطلع رأيه، مع الأخذ فى الاعتبار أن النتائج هنا لا تعطينا بدقة ما سيأتى فى المستقبل المنظور بل تقربنا منه أو تكشف بعض جوانبه أمامنا.

 

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استطلاعات الرأى والتنبؤ 22 استطلاعات الرأى والتنبؤ 22



GMT 14:47 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 14:45 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 14:44 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 14:42 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 14:40 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:01 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 13:59 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تغييرات في تفاصيل المشهد

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon