عمار علي حسن
الذين يطالبون الرئيس عبدالفتاح السيسى بتأسيس حزب سياسى لم يقرأوا جيداً الدستور الذى يمنع ذلك، وفى الوقت نفسه لم يقرأوا الواقع الذى يقول إن الرئيس قد شكّل بالفعل حزبه السياسى، أو بمعنى أدق حزبه الاجتماعى الذى يمكنه فى لحظة أن يحوله إلى عمل سياسى يصوت له فى الانتخابات، ويدافع عنه، ويتصدى لمن ينتقدونه، ألا وهم كل أولئك الذين وضعوا مدخراتهم أو جزءاً منها فى مشروع توسيع قناة السويس ويحصلون على نسبة الفوائد المرتفعة التى تتعدى 12%، فهؤلاء ارتبطت مصلحتهم بالسيسى، وهم حزبه غير المعلن، وغير السياسى، والذى من الممكن أن يتسيس أو يتحرك نحو السياسة فى أى لحظة.
(2)
كل الذين يطالبون بإطالة الفترة الرئاسية التى حددها الدستور بأربع سنوات تُجدد مرة واحدة عبر الانتخابات، لا يريدون خيراً لبلدنا، لأن الذى أفسد كل شىء هو «التأبد» فى الحكم، أو إطالة أمده.
(3)
رغم كل ما جرى لا يزال هناك بيننا من ينتظرون فى لهفة ميلاد برلمان يرج تصفيق أعضائه الحوائط ويسيل فى شارع القصر العينى حتى يصل إلى ميدان التحرير ثم يتحول إلى ريح هادرة تجرف فى وجهها كل اللافتات التى رُفعت هناك يوماً وطالبت بالتغيير.
(4)
المشكلة الرئيسية التى واجهتنا، ومن دون مواربة، هى أن الثورة السياسية سبقت فى بلدنا الثورة الفكرية التى هى مقدمة لازمة للإصلاح الدينى، فبعدهما يصير الأمر سهلاً، حين تتذلل كل العقبات التى يصنعها الجهلاء والمغرضون والقابلون لتزييف الوعى والإرادة أمام الذين يطالبون بعقد اجتماعى جديد بين الناس والسلطان.
(5)
الأحزاب المتهالكة إما بفعل سلطات متعاقبة أمعنت فى إضعافها أو لعيوب كثيرة داخلها، لا يكون حل مشكلتها هو بإهالة التراب عليها، فكل من يطلب هذا يفتح باباً وسيعاً للاستبداد السياسى أو الشمولية، إنما بتقويتها وإتاحة الفرصة لها كى تتقدم إلى الأمام، وتطهر نفسها من فاسدين يجثمون على صدورها ويمنعونها من التنفس.