المصري الذى نحلم به 1  3
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

المصري الذى نحلم به (1 - 3)

المصري الذى نحلم به (1 - 3)

 لبنان اليوم -

المصري الذى نحلم به 1  3

عمار علي حسن

فاضت العقول المصرية، على اختلاف مشاربها واتجاهاتها، فى تشخيص الأمراض التى ألمت بالمصرى المعاصر، العرضى منه والمزمن، فقلبتها على وجوهها حتى امتلأت بطون الكتب، بمتونها وحواشيها، أفكاراً وآراء متعددة، بعضها يضرب فى جذور التاريخ بحثاً عن الأسس الراسخة فى الشخصية الفردية والوطنية، ليمر بين الرقائق والطبقات الحضارية، التى تراكم بعضها فوق بعض، وهناك من يذهب سريعاً إلى ما يجرى الآن، معتبراً إياه الأَولى بالرعاية والتناول والمعالجة. وهناك من يزاوج بين الطريقين، ليكشف عن نصيب القديم فى الجديد، وأثر الماضى على الحاضر.

وقلة من أصحاب الرأى ومنتجى الأفكار جنبت نفسها عناء تأسيس نموذج للشخصية المصرية المعاصرة، ينبنى على ما جادت به القرون الغابرة من خصائص طيبة وإيجابية، ويستبعد، ولو على سبيل الأمنيات، ما علُق فى عقل المصرى ونفسه من شوائب لا بد من إزالتها إن كنا نبحث عن مجتمع جديد يتأسس على أفراد تجددت عقولهم وأنفسهم.

وقد يجنح الغرور والاستسهال، أو أى منهما، بالبعض فيقعون فى تبسيط مخل لا يرى فى بناء هذا النموذج سوى أنه وأد الغث وتعزيز السمين، أو تنحية السلبيات جانباً، وتزكية الإيجابيات. ويسهب هؤلاء فى الحديث عن «المعدن المصرى الأصيل» الذى يظهر وقت الشدائد، ولا يقلقهم أبداً الصدأ الذى ران على هذا المعدن، فبدأ يتآكل، أو يتغير أصله تدريجياً حين تتفاعل معه أخلاط معادن أخرى، فى بلد مفتوح على مصراعيه منذ أول التاريخ البشرى أمام أى وافد، فكراً وسلوكاً.

وبالطبع فإن عملية بناء النموذج، أو الوصول إلى المصرى الذى نحلم به ليست يسيرة بأى حال من الأحوال، خاصة فى ظل التدمير الذى لحق بالشخصية المصرية بفعل الاستبداد السياسى والفساد الاجتماعى، والتراجع الاقتصادى، والتردى الأخلاقى، وتحول التدين إلى طقوس شكلية وقشرية. كما أنه من الصعب أن تبدأ عملية بناء المصرى الجديد دفعة واحدة وفى كافة الاتجاهات والدرجات والمستويات دون أن تُطلق شرارة ما لتزيح العتمة الراكدة فى جنبات الشخصية المصرية منذ سنين طويلة.

وفى ظنى أن هذه الشرارة يجب أن تُطلق تجاه السلطة، فالمصريون يتغيرون حال تغير الوضع السياسى، الذى يمثل قاطرة تشد وراءها كل شىء، بدءاً بالأخلاق وانتهاء بقيمة الإنجاز. ومن ثم فإن بناء الشخصية المصرية، المنجزة الخلوقة المتسامحة الشجاعة المفعمة بالحيوية والنشاط وبالصبر والتدبير والمثابرة، يحتاج إلى بناء «النفس الديمقراطية»، التى لا تستسلم لما يشيعه المثقفون المنتفعون من السلطة من أن الشعب المصرى غير مؤهل للديمقراطية؛ لأنه لم يستعد نفسياً لهذا النوع من الحكم، استناداً إلى أن الديمقراطية عملية تربوية تقوم فى جوهرها على حزمة من القيم التى تتم على أساسها تنشئة الفرد، بدءاً من الأسرة، وحتى الحزب السياسى، مروراً بالعديد من المؤسسات الاجتماعية، التى ينخرط فيها الناس أو يتماسون معها طيلة أعمارهم المديدة.

ويقول هؤلاء إن فى بلادنا لا تنتج كل هذه المؤسسات سوى طغيان مقنع، ومن ثم علينا أن نزيح طبقات كثيفة من الأفكار والممارسات المستبدة حتى تستوى الديمقراطية على سيقان اجتماعية وثقافية متينة. ويستند هؤلاء -فى تصورهم هذا- إلى أن علم النفس الاجتماعى ينتصر لدور التنشئة السياسية فى التمهيد للحكم الديمقراطى عبر تكوين الفرد المؤمن بالحريات العامة، الحريص على المشاركة، المتسامح مع الآخرين والمؤمن بحقهم فى الحرية، المستعد لتكريس بعض جهده لتقوية دعائم المجتمع المدنى بما يمنع السلطة من التغول والتجبر، والقادر على أن يخوض مواجهة حامية إذا شعر أن الديمقراطية التى ينعم بها مهددة، أو أن هناك من يتربص بها، ويريد اختطافها لحساب فرد مستبد، أو قلة محتكرة.

وبالطبع فهذه الخطوة مهمة كى تولد الديمقراطية على أكف قوية وفى نور ساطع يغلب عتمة الاستبداد، ثم تتعزز وتحافظ على وثوقها وثبات خطواتها وامتلاكها القدرة على تصحيح مسارها.

(ونكمل غداً إن شاء الله تعالى)

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصري الذى نحلم به 1  3 المصري الذى نحلم به 1  3



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon