تجديد علوم الدين 1  4
أخر الأخبار

تجديد علوم الدين (1 - 4)

تجديد علوم الدين (1 - 4)

 لبنان اليوم -

تجديد علوم الدين 1  4

بقلم : عمار علي حسن

يبدو الدين عند معظم الناس عقيدة Faith قد تتواتر أو تُهمل، ولكن عند قليل من الناس ظاهرة يمكن أن تدرّس تاريخياً أو فلسفياً أو نفسياً أو اجتماعياً، لكن الوصول إلى هذه المرحلة لم يأت بغتة وبلا عناء أو عنت، إنما مر بمراحل متدرجة، وبعد أن دفع الغربيون أثماناً باهظة.

فبعد زمن من هيمنة الدين على العلم فى القرون الوسطى بأوروبا، أخذ العلم مع القرن التاسع عشر يتجاهل الدين، ويعد نفسه قائماً أكثر فأكثر على التجربة الموضوعية وحدها، وليس له موضوع آخر سوى كشف العلاقات المستمدة من الظواهر، معتبراً أن الدين مسألة مؤسسة على مسار آخر، ويسعى إلى أهداف مختلفة، ولذا فعلى العالم حين يدخل معمله أن يترك معتقداته الدينية على الباب ويستردها وهو خارج. وبذا لم يعد العلم والدين مظهرين متماثلين لموضوع واحد وهو العقل، مثلما كان قائماً فى الفلسفة الإغريقية، ولم يعدا حقيقتين يمكن التوفيق بينهما مثلما الحال عند المدرسيين، ولم يعد العقل ضامناً مشتركاً لهما كما هو الحال عند العقليين المحدثين، فكلاهما مطلق على طريقته، وكلاهما متميز عن الآخر من كل وجه.. وإلى هذا الاستقلال المتبادل يرجع الفضل فى إمكان وجودهما معاً فى ضمير واحد، بحيث يقومان جنباً إلى جنب كأنهما ذرتان ماديتان صامدتان ومتجاورتان فى المكان، وقد تفاهما، ضمناً أو صراحة، على أن يتفادى أحدهما بحث مبادئ الآخر، لقد كان شعار العصر الاحترام المتبادل للأوضاع المكتسبة، مما أفضى إلى أمن وحرية كل منهما.

وهذا التباين وقف عند النظر إلى «الدين» كمعتقد و«العلم» كتجريب، لكن بالانتقال إلى مجال «التدين» أو «التجربة الدينية» أصبح بمكنة مختلف العلوم أن تدرسها، ومن شتى الزوايا، بغية تفسيرها أو تقويمها، أو الاثنين معاً.

ومثل هذه الدراسة تساهم، من دون شك، فى إطلاق التنوير الدينى، لأنها تكشف ما يرتبط بالدين من معارف وقيم واتجاهات، وتبين تفاعلات النصوص الدينية مع الواقع المتغير، والثقافات المختلفة، والتقاليد والأعراف المتنوعة، والمصالح والمنافع البشرية التى لا تكف عن طلب المزيد من القوة فى كل زمان ومكان، كما أنها تحدد حجم «الإلهى» و«البشرى» فى الممارسة الدينية، فتنزع القداسة عن الثانى وتمنحها للأول فقط، دون أن يكون من حق أى طرف من البشر، فرداً كان أو مؤسسة، تنظيماً أو جماعة، أن يحتكر الحديث باسم هذا المقدس، أو يدعى أنه يقف على أسراره وحده، أو يستغله فى تحصيل مكانة اجتماعية أو حيازة ثروة أو بلوغ سلطة سياسية.

وهناك علوم عدة لا بد من إدخالها فى الدراسات الإسلامية، أو «علوم الإسلام»، على مستويين؛ الأول هو وجود هذه الحقول المعرفية ضمن المناهج التى تدرّس فى المعاهد والمدارس والكليات الدينية، وثانيها رؤية المساقات التى تدرّس حالياً من فقه وتفسير وعلم حديث وعلم كلام وعقائد.. إلخ من خلال هذه الحقول، التى يقاوم الكثيرون من واضعى العلوم الدينية وشارحيها إدخالها ضمن المناهج التى يَدرسُونها ويُدرسُونها.

(ونكمل غداً إن شاء الله تعالى)

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجديد علوم الدين 1  4 تجديد علوم الدين 1  4



GMT 09:11 2022 السبت ,02 تموز / يوليو

«باريس» فى الأدب العربى الحديث

GMT 00:05 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

آفة أن يُحارَب الفساد باليسار ويُعان باليمين

GMT 06:32 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

الكتابة تحت حد السيف

GMT 05:12 2017 الجمعة ,15 أيلول / سبتمبر

سيادة «القومندان» عارف أبوالعُرِّيف

GMT 13:33 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

التعليم والتطرف والإرهاب العرض والمرض والعلاج

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 09:03 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 08:47 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

قائمة المنتخبات العربية الأكثر حصاداً للقب أمم أفريقيا

GMT 07:03 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

أشهر 5 مواقع للتزلج في أميركا الشمالية

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 04:56 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح للاستمتاع بالجلسات الخارجية للمنزل

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon